منغّصات السكن الجامعي في دمشق لا تنتهي..

دينا عبد – مايا حرفوش

منغصات كثيرة، ومشكلات يعانيها قاطنو المدينة الجامعية في دمشق تبدأ من سوء الخدمات ولا تنتهي بسوء تنظيم السكن ضمن المدينة، وارتفاع أسعار السلع ضمن الأكشاك المستثمرة وكذلك المحال الموجودة في محيط المدينة الجامعية البعيدة كلياً عن عيون الرقابة.
وبرغم أن المدينة الجامعية حلّت مشكلة السكن بالنسبة للعديد من الطلبة ولاسيما خلال سنوات الحرب، إلا أن بعض الجوانب السلبية غطت على هذا الدور الاجتماعي المهم، فالطالبة نورهان إحدى قاطنات المدينة الجامعية وهي طالبة في كلية التربية ترى أن الأعداد الكبيرة للقاطنين في الغرفة الواحدة هي أكبر منغص للطلاب القاطنين في المدينة فهي لا تساعد الطلبة على الدراسة بشكل جيد، إضافة إلى اضطرار عدد منهم للنوم على الأرض لعدم اتساع الغرفة لـ10 أسرّة.
في حين يشير الطالب أحمد، الذي يدرس في كلية العلوم ويقطن في وحدة سكنية مؤلفة من عشرة طوابق، إلى أنه يجد صعوبة في الصعود و النزول من الطابق العاشر، فالمصاعد معطلة دائماً وفي حال طلبنا إصلاحها تحتاج الورش عدة أيام ليتم الإصلاح، إضافة لوجود أكثر من عشرة طلاب في الغرفة الواحدة ما يجعل الدراسة في الغرفة أمراً مستحيلاً في ظل هذا العدد الكبير من الطلاب لذلك نطالب إدارة السكن بتخفيف عدد الطلاب في الغرفة الواحدة قدر الإمكان.
أما الطالب سامر الذي يدرس في كلية الطب البشري بجامعة دمشق فيشتكي من عمال النظافة الذين لا يمرون على الوحدات السكنية إلا فيما ندر حيث تتراكم الأوساخ وتتزايد الروائح الكريهة بسبب عدم التنظيف بشكل يومي وترحيل القمامة منها، مضيفاً: إضافة إلى الحمامات التي لا تصلح للاستخدام أبداً فصنابير المياه معطلة دائماً أو مكسورة ولا نستطيع استخدامها أو فتحها،
إضافة إلى مشكلة نقص المياه في بعض الوحدات التي لا تكفي للاستحمام لكل الطلاب، ما يضطرنا في بعض الأحيان للخروج إلى خارج المدينة لدى بعض الأقارب للاستحمام، ويضيف: إن المستثمرين وفي ظل غياب الرقابة يتلاعبون بالأسعار في مقصف المدينة ويرفعونها كما يحلو لهم، فسعر كاسة الشاي 100 ليرة نشتريها بـ 150 وحجة مستثمري المقصف أن كاسات الكرتون سعرها باهظ جداً، إضافة إلى زيادة سعر أي سندويشة في المقصف عن الأسعار خارج المدينة بنحو 50 إلى 100 ليرة .
أما يامن يقطن في الوحدة 18 وهي مخصصة لطلاب الدراسات العليا، فيقول: إن الوحدة بحاجة إلى تأهيل وصيانة كاملين خاصة الحمامات والتمديدات الصحية فمعظمها تالف ويجب تبديلها، ولاسيما أن عدد الطلاب ليس قليلاً في كل غرفة ومن المفروض أن تكون جميع الخدمات الأساسية في المدينة جاهزة حتى نتمكن من الدراسة كما يجب. فيما تشتكي الطالبة نور من الأسعار المرتفعة للمواد التي تباع داخل المحال المستثمرة في المدينة الجامعية فصحيح أن كل شي متوافر بداخلها ولكن يجب على المستثمرين مراعاة الطلبة، فنحن بالنهاية لسنا موظفين ولا نزال نعتمد على أهالينا في الحصول على مصروفنا.

23 ألف قاطن
«تشرين» التقت أحمد واصل- مدير المدينة الجامعية بدمشق الذي قال: إن إدارة المدينة اتخذت عدة إجراءات لتحسين واقعها ضمن خطة السكن الموضوعة لعام 2019 -2020، مبيناً أن عدد الطلاب والطالبات الذين يقطنون المدينة الجامعية يصل حالياً إلى 23 ألف قاطن منهم 2000 طالب دراسات عليا و 21 ألف طالب مرحلة أولى، موضحاً أنه تم اتباع نظام إلكتروني متكامل للوحدات السكنية وذلك لضبط الأعداد في الغرفة وتنظيم حركة التسجيل والقبول في السكن الجامعي ضمن إطار المتابعة والتنسيق مع كليات جامعة دمشق التي زودت المدينة الجامعية بتوصيف دقيق عن وضع كل طالب.
شروط السكن
وبيّن واصل أن أي طالب من كليات جامعة دمشق أو المعاهد التقنية التابعة لمدينة دمشق حصراً يتم إسكانه في المدينة الجامعية، إضافة للمعاهد العليا التابعة لوزارة التعليم العالي، وأشار إلى أن الشرط الأساس للسكن في المدينة أن يكون الطالب من خارج المقيمين في مدينة دمشق، وأن يبعد سكنه عنها40 كم، علماً أننا في السنوات الماضية وبسبب الحرب تم العمل على استقبال طلاب كثر من قاطني دمشق وريفها.
مضيفاً: الآن الأمور استقرت وسيتم تطبيق هذا القرار، فالطالب المقيم خارج مدينة دمشق ويبعد 40 كم يتم إسكانه مباشرة، لافتاً إلى أن الشرط المهم لقضية إسكان الطلاب والطالبات هو أن يكون قد سجل في جامعة دمشق لهذا العام 2019 – 2020 ، وأن يحضر الطالب بيان وضع من الكلية التي يدرس فيها يؤكد أنه منقول إلى السنة الأعلى أو راسب، ومن الشروط أيضاً ألّا تكون في حياته الجامعية عقوبة مسلكية أو إدارية أو فصل وغير مستنفد هذا العام.
وقال واصل: فيما يتعلق بالطلاب المستنفدين الذين اشتركوا بدورة المرسوم الفصل الثاني الذي مضى ويحق لهم الاشتراك في الدورة الفصلية الأولى القادمة 2019 -2020- سيتم منحهم سكناً مؤقتاً لغاية التقدم والانتهاء من الامتحانات، وفيما بعد إذا حقق الطالب شرط الانتقال سيتم إسكانه بشكل نظامي، وإذا لم يحقق فسيتم حرمانه من السكن.
الموجودون في المدينة
وأوضح واصل بشأن قضية إسكان غير الطلاب وأن هناك عائلات قاطنة ضمن المدينة أنه خلال عام 2017 تم اتخاذ قرار بإخلاء المقيمين في المدينة الجامعية، وتم إخلاء حوالي 70 – 80 عائلة، وبقيت بعض العائلات حالياً، وهم من أسر العمال الذين يقومون بتخديم المدينة الجامعية سواء ورشات كهربائية ليلية، أو صحية، أو صيانة، وهؤلاء تم تأمينهم بأماكن غير مخصصة لسكن الطلاب.. وللتنويه فإن الموظفين المقيمين في المدينة الجامعية هم حصراً من العاملين في وزارة التعليم العالي ولا توجد أي حالة من خارج الملاك.
تخديم المدينة
ونوه واصل بأنه يتم التعاون بين إدارة المدينة ووزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك فيوجد فرن آلي يخدم الطلاب القاطنين، إضافة إلى الكليات والمعاهد في جامعة دمشق ووزارة التعليم العالي ومشافي التعليم العالي، وكل ما يحتاجه الطالب لزوم سكنه موجود ضمن حرم المدينة وهذه المحلات يتم استثمارها عن طريق طرح مزايدة علنية في الجامعة، وتتم متابعة هذه المحلات لجهة الأسعار – النظافة – الخ من قبل لجنة عليا في مديرية المقاصف بجامعة دمشق، وأي مخالفة يتم إبلاغ الجامعة التي تقوم من خلال إدارة المقاصف التابعة للشؤون الهندسية بإجراء ما نص عليه العقد سواء كان إنذاراً – تنبيهاً – أو سحب الاستثمار.
تأهيل الخدمات
وذكر واصل أنه سيتم خلال الشهر القادم إعلان مناقصة لصيانة وترميم الحمامات ودورات المياه في الوحدتين (18-19) تجمع الدراسات العليا بتكلفة 150 مليون ليرة، كما تم توريد 2000 سرير أصبحت موجودة في المستودعات لتصبح في الخدمة مع بداية العام الدراسي الجامعي حسب حاجة كل غرفة ووحدة من الأسرّة، إضافة إلى وجود 3000 فرشة أيضاً لزوم الحاجة، علماً أننا اتخذنا قراراً بتقليص عدد الأسرة الموجودة في الغرفة من 10 إلى 7 أسرّة. وأشار واصل إلى عدد من الصعوبات التي تواجه عملهم، وحتى الآن لم ينتهوا من أعمال ترميم المدينة الجامعية مع العلم أنها كانت واردة في خطة 2019، ولكن لم ينفذ منها شيء نتيجة عدة أسباب كالتأخير في إعداد الدراسة اللازمة لهذا الموضوع ، والنقطة الأساسية هي نقص الموارد المالية الموجودة في الجامعة، لأن هناك إشكالات مالية، ونحن كمدينة جامعية نتبع للجامعة و كل مستحقاتنا و لوازمنا يتم صرفها عن طريق الجامعة، ففي العام الماضي اقتصر دورنا على إجراء الصيانات المستعجلة مثل تعقيم خزانات المياه، وهذا العام، حسب واصل، تم اتخاذ قرار من المكتب الهندسي بتنظيف الخزانات كل ثلاثة أشهر حتى لو لم تكن تعاني أي مشكلة، إضافة إلى العمل على تجديد خزانات الحديد القديمة وتزويدنا بأخرى حديثة واستبعاد كل خزان لا يصلح للاستعمال.
لجنة لمراقبة المستثمرين
من جانبه المهندس جابر قيسانية- رئيس دائرة المقاصف في جامعة دمشق أكد أنه تم تشكيل لجنة لمراقبة تقيد المستثمرين بلوائح الأسعار الصادرة عن رئاسة الجامعة مع رفع تقرير أسبوعي إلى دائرة المقاصف ليتم اتخاذ العقوبات بحق المخالفين بالتنسيق مع جامعة دمشق.
مبيناً أن الأسعار موحدة بين جميع مقاصف الكليات والمدينة الجامعية وهامش الربح محدود جداً فالفئة التي نتعامل معها طلاب ومن المفترض مراعاة أوضاعهم المادية، فعلى سبيل المثال: «كاسة» شاي و قهوة و زهورات و كمون كل واحدة بسعر 100 ليرة، أما مشروب نسكافيه وثلاثة بواحد بـ 150 ليرة ، أما بالنسبة ل«سندويش» البطاطا بسعر 300 ليرة و الفلافل بسعر 200 ليرة و بالنسبة للوجبات فهي بسعر 1000 ليرة للوجبة الواحدة. وقال قيسانية: تم مؤخراً إغلاق محل خضر وفواكه ضمن المدينة بسبب البيع بسعر زائد بناء على كتاب خطي من مدير المدينة الجامعية، حيث تم إعداد دفتر شروط فنية لمحل خضر و فواكه آخر، إضافة لوجود 4 استثمارات مغلقة في المدينة الجامعية بسبب عدم تسديد الالتزامات المالية وتم سحب الاستثمارات ويتم التنفيذ على حسابهم وهذه الاستثمارات هي مركز بيع معجنات – مركز بيع وجبات وفروج – مركز بيع فلافل – مركز بيع مواد استهلاكية في تجمع الهمك.

..وتسرب المياه يُخرج الوحدة 11 في (جامعية) حلب من الخدمة
يعاني طلاب الوحدة 11 في المدينة الجامعية بحلب مشكلة تسرب المياه في الأسقف المتشققة للكتل الخاصة بالحمامات ووصولها إلى الطوابق المنخفضة الثانية و الثالثة والرابعة، وأوضح الطلاب في شكواهم أنهم لا يستطيعون استخدام حمامات هذه الوحدة بسبب التشققات الكبيرة في الأسقف علماً أن الوحدة تتألف من ستة طوابق.
إضافة لذلك، فإن الوحدة المذكورة بحاجة إلى صيانة الـ«كاريدورات» و الإنارة و النظافة وغير ذلك.
حسان قطنجي- مدير المدينة الجامعية في حلب قال: الوحدة المذكورة تم إفراغها من الطلاب لإجراء الصيانة اللازمة لها، حيث اضطررنا في العام الماضي إلى إسكان الطلاب فيها في أوقات الامتحان و الدورة التكميلية نتيجة الضغط الحاصل في المدينة، أما الآن فهي فارغة وتم توزيع الطلاب على وحدات سكنية أخرى ريثما ننتهي من أعمال الصيانة التي ستكون شاملة من حمامات و إنارة و «كوريدورات» و غير ذلك.

Visits: 0

ADVERTISEMENT

ذات صلة ، مقالات

التالي

من منشوراتنا

آخر ما نشرنا