حرية الإعلام المزيفة! بقلم الدكتور تركي صقر

 

قام الإعلام الغربي على حجم كبير من الكذب حول حرية وسائل الإعلام التي روج لها سنوات طويلة إلى درجة إضفاء هالة من القدسية على الكثير من صحفهم ووسائل إعلامهم ووصفها بعضهم بأنها «لا تقول إلا الحقيقة» ولا أحد يقف في وجهها أو يقيد عملها واستفاد الإعلام هناك من قوة انتشاره واحتكاره من خلال التكنولوجيا الإعلامية المتطورة لتمرير هذه الأكاذيب التي قلبت الحق باطلاً وصورت الاستعمار على أنه «نعمة» لشعوب الأرض وشيطنت كل من يريد التحرر وامتلاك القرار المستقل.
نحن لا ندّعي أن لدينا حرية إعلامية مثالية, لكن هناك قدر من المصداقية والمهنية لا يمكن تجاوزه فيما تظهر فضائح في وسائل الإعلام الغربية من العيار الثقيل تؤكد أنها شريكة فعلية في الجرائم التي ترتكبها أنظمة الغرب وأسطع مثال هو تستر هذه الوسائل على دعم معظم الحكومات الأوروبية للتنظيمات الإرهابية التي فتكت بمئات الآلاف من البشر وخربت بلداناً ومؤسسات بكاملها في الشرق الأوسط وعندما يخرج صحفي عن الخط يطرد طرد غرائب الإبل.
وحادثة طرد الصحفي كلاس ريلوتيوس من مجلة «ديرشبيغل» الألمانية المعروفة ليست بعيدة عن الأذهان بذريعة قيامه بتلفيق تقارير إخبارية، أي تزويرها، حول الأحداث في سورية، كما فرضوا الاستقالة على الصحفي طارق خوري من «النيوزويك» الأمريكية لأنه أجرى تحقيقاً استقصائياً كذب فيه مزاعم الهجوم الكيميائي على دوما في نيسان 2018.
لقد بات معروفاً أن من يمول هو من يسيطر في الإعلام الغربي، بمعنى آخر ادفع يكون الإعلام كما تريد، فأي حرية إعلامية هذه عندما يتحكم رأس المال بكل تفاصيل الإعلام ووسائطه وما فعله البترودولار الخليجي بوسائل الإعلام الغربية، للتضليل حول ما جرى في سورية على أنه «ثورة أو حرب أهلية» يؤكد فقدان هذا الإعلام لآية حرية أو مصداقية.
على هذا النحو لا نستغرب لماذا امتنعت محطة «Rai-News 24» الإيطالية عن بث المقابلة التي طلبتها وأجرتها مع السيد الرئيس بشار الأسد، لأنها ستنسف الروايات المسوقة في الغرب عن سورية وتصحح ما اعوج عن طريق فبركات ومغالطات يريدونها أن تستمر

Visits: 0

ADVERTISEMENT

ذات صلة ، مقالات

التالي

من منشوراتنا

آخر ما نشرنا