الغاز الصناعي… يهدّد صناعة الحلويات

نقص مخصصاتهم من الغاز الصناعي… يهدّد صناعة الحلويات المتاح 50 أسطوانة والحاجة تفوق 200 يومياً

كحال الجميع.. يعاني حرفيو مهنة الحلويات مشكلات في الحصول على حاجاتهم من مادة الغاز الصناعي، ويقولون إن الكميات التي يحصلون عليها في حالة تراجع دائم إذ إن الكميات المخصصة لهم انخفضت من 75 أسطوانة يومياً إلى نحو 37 أسطوانة، ومن ثم تم رفعها إلى 50 أسطوانة حالياً بعد التوسط والتوسل.
رئيس مجلس إدارة جمعية البوظة والحلويات- محمد بسام القلعجي يؤكد أن الحاجة اليومية من الغاز لا تقل عن 200 أسطوانة في حدودها الدنيا وتصل إلى 500 بالشكل الطبيعي، لأن عدد المحلات المنتسبة للجمعية 694 محلاً، وهنالك أكثر من 500 محل غير مسجل في الجمعية لأن أوراقه غير مكتملة، أو يعملون في مناطق مخالفات.
وأكد القلعجي أن عدد التصريحات المسجلة لديهم منذ ثلاثة أيام من 100 محل فقط وصلت إلى 750 أسطوانة، وذكر أن هنالك محلات تصل حاجتها الأسبوعية إلى أكثر من 50 أسطوانة.
يضيف حرفيون مختصون بصناعة الحلويات أن تخفيض مخصصاتهم اليومية نتج عنه نقص في مادة الغاز الصناعي منذ نحو شهر، وهذا القرار سبقه قرار من محافظة دمشق بمنع استخدام الغاز المنزلي لأغراض صناعية وإحالة المخالفين إلى القضاء مقابل عدم توفير حاجتهم من الغاز الصناعي، الأمر الذي سيعرض الكثير من المنشآت للإغلاق كما يقولون.
يدفعون المطلوب منهم
ومن تفاصيل الشكوى التي يتقدم بها أصحاب محلات: «الطبخ الشرقي والحلويات العربية وكل الحلويات الغربية وصناع الكنافة النابلسية والقطايف والسكاكر والعوامة والمشبك وحلاوة الجبن ومحلات الراحة والسمسمية والحلاوة.. الخ» يقولون إنهم يدفعون كل الالتزامات المطلوبة منهم سواء الضرائب إلى مديرية المالية، أو رسم الخدمات إلى محافظة دمشق، ورسم القمامة إلى مديرية النظافة، إضافة إلى رسوم تراخيص الإدارة والدفع لمديرية التأمينات على العمال المسجلين لديهم، ويجدون أنه من غير الإنصاف أن يصلوا إلى حد اعتماد طريقة «الشحادة» للحصول على جرة غاز وبأسعار مرتفعة! إذ تحتاج أقل منشأة إلى ثلاث أسطوانات يومياً، وأكثرها قد يحتاج إلى أكثر من عشر أسطوانات، ويؤكدون أن عدم توفير هذه المادة سيعرض منشآتهم إلى الإغلاق.
بالقطارة
يضيف أبو خالد- صاحب محل حلويات أن لديهم مشكلة مع جمعية الحلويات التي تعدهم بالحل ولا تنفذ، وتخبرهم بأن مخصصاتها لا تتجاوز 50 أسطوانة، وأنها لا تستطيع تأمين حاجتهم الأسبوعية المقدرة بنحو 3-4 عبوات، في حين قال أبو أحمد إنه استعاض عن استخدام الغاز بالمازوت لبعض المواد التي يصنعها، وإنه لولا توافر هذا الخيار لكان اضطر إلى إغلاق محله، وأن حاجته الأسبوعية تتراوح بين 4-5 عبوات، وفي الموسم يحتاج ضعف هذا العدد لأنه يصنع الحلويات العربية ولديه مطبخ لإعداد الوجبات، أضاف أبو أحمد أنهم قدموا شكوى للجمعية ووعدتهم بتقديم الحلول خلال أيام، «وفي كل مرة نسألهم ويقولون إن الغاز غير متوافر».
في حين يؤكد السيد عمر أن حاجتهم الأسبوعية تفوق 10- 15 عبوة وأن ما يصلهم أسبوعياً أقل من هذا العدد بكثير، ولذا عمدوا إلى تخفيض الإنتاج والاعتماد أكثر على الكهرباء.
رفضوا طلبنا
رئيس مجلس إدارة جمعية البوظة والحلويات- محمد بسام القلعجي يؤكد أن مديرية حماية المستهلك قامت منذ مطلع عام 2019 بمنع استخدام أسطوانة الغاز المنزلي، وقد تم تنظيم ضبوط بحق عدد من الحرفيين، ومصادرة أسطوانات الغاز وتحويلهم إلى القضاء، ومن ثم طلب أصحاب المنشآت من الجمعية تزويدهم بمادة الغاز، وأنه لتأمين حاجاتهم رفعت الجمعية كتاباً إلى المحافظ لزيادة الكمية لتصبح 150 أسطوانة يومياً، وأكد القلعجي أنه تم تحويل طلب الجمعية إلى لجنة المحروقات ولكنهم فوجئوا برفض الطلب، ما دفع البعض من الموزعين لاستغلال النقص وبيع المادة بأسعار مضاعفة، خاصة أن المحلات التابعة للجمعية ليست بوظة فقط كما يقول البعض، لكنها تشمل محلات الطبخ الشرقي والحلويات العربية وكل الحلويات الغربية.
أضاف القلعجي: إن الجمعية تقوم بتوزيع مادة الغاز الوسط الصناعي منذ عام 2011 وحتى تاريخ 18/12/2019 إذ فوجئوا بإيقاف مهمة توزيع مادة الغاز من قبل وزير النفط والثروة المعدنية، وتبع ذلك كتاب ثان من مدير التوزيع، ثم قام مدير التوزيع بتخفيض الكمية من خمس وسبعين أسطوانة إلى النصف، لتصبح خمساً وسبعين أسطوانة غاز كل يومين، فإذا كانت مخصصات جمعية المطاعم تصل إلى /525/جرة يومياً، فهل من العدل أن تكون مخصصات جمعية الحلويات مع كل المهن التي تتبع لها /37/ أسطوانة يومياً، وبعد التوسط رفعت إلى 50 فقط فأين العدل في التوزيع؟
كيف توزع؟
وعند الاستفسار من محافظة دمشق عن رأيها في الموضوع قال نائب محافظ دمشق د. أحمد نابلسي إن جمعية الحلويات تحصل على مخصصاتها المقررة من الغاز الصناعي وهي 75 أسطوانة غاز، وإن هنالك نحو ٥٢٥ أسطوانة لجمعية المطاعم، وهذا الأمر يتم حسب توافر المادة لدى فرع الغاز، وأكد أنه سيطلب من كلتا الجمعيتين تقريراً يومياً يبين لمن تم توزيع المادة، وأنه ستتم زيادة الكميات حين توافر المادة، وعند التأكيد له أن ما يحصلون عليه 50 وليس 75 أسطوانة، قال د. نابلسي: يأخذون حسب الكمية المتوافرة، وعند توافر المادة يحصلون على كامل حصتهم وهي 75 أسطوانة.
والحقيقة أن موضوع نقص الغاز يعانيه الجميع من محللات الحلويات والفروج والمطاعم، إلى عامة المواطنين، بسبب النقص الحاصل نتيجة الحصار والأعمال الإرهابية التي تستهدف آبار النفط والغاز.

Visits: 0

ADVERTISEMENT

ذات صلة ، مقالات

التالي

من منشوراتنا

آخر ما نشرنا