الإنجاز الاستراتيجي..

يواصل الجيش العربي السوري معاركه البطولية لدحر التنظيمات الإرهابية من الشمال الغربي لسورية وقد حرّر مئات الكيلومترات المربعة وأضحى نصف مساحة إدلب تحت سيطرته بالإضافة إلى تحرير أغلب مناطق ريف حلب الغربي والشمالي، وفي هذه المعارك المظفرة إلى حد الإعجاز العسكري في ظل أصعب الظروف كان الإنجاز الاستراتيجي الكبير الذي انتظره الجميع متمثلاً باستكمال تأمين الطريق الدولي حلب- دمشق بعد أن أغلقته عصابات الإرهاب أكثر من ثماني سنوات وهو أهم شريان حيوي يربط عاصمة الاقتصاد السوري بمختلف المحافظات السورية.
لقد كان من أعمال التخريب الأساسية للحرب الإرهابية تقطيع أوصال الجغرافيا السورية وشرايينها وصولاً إلى الهدف المركزي للعدوان الإرهابي ألا وهو تقسيم سورية وفصل شمالها عن جنوبها وعلى خلاف ما صرّح به وما وقع عليه النظام التركي في أستانا وسوتشي باحترام سيادة سورية واستقلالها ووحدة أراضيها، فإنه ضالع حتى النهاية في تنفيذ مخطط التقسيم وافتضحت نياته مؤخراً باحتلال عفرين ومناطق في الشمال وإدخال مئات الدبابات والعربات العسكرية وآلاف الجنود لحماية تنظيم «جبهة النصرة» الإرهابي وباقي عصاباته في إدلب ومحاولة منع الجيش العربي السوري من هزيمتها هزيمة كاملة.
تراكم إنجازات أبطال الجيش العربي السوري أفقد أردوغان صوابه وفوجئ بسرعة تقدم الجيش العربي السوري وانهيار المجموعات الإرهابية واستغلت واشنطن وضع أردوغان المضطرب فعادت تمد له الجزرة وتقدم له الوعود المعسولة لإبعاده عن روسيا والانقلاب على كل التفاهمات والتخلي عن صفقة «إس400»، وقادته حماقته إلى استفزاز موسكو بزيارة كييف وإطلاق تصريحات معادية بشأن جزيرة القرم ولم يحصد من هذه المقامرة الغبية سوى ثبات أكثر من موسكو إلى جانب سورية لتحرير أراضيها وظهر ذلك جليّاً في تحرير محيط حلب وتأمين المدينة بالكامل وقبل ذلك السيطرة الكاملة على طريق حلب- دمشق الدولي وقريباً حلب- اللاذقية.
لم يبقَ أمام أردوغان إلا الهرولة مرّة أخرى باتجاه موسكو والالتزام بالتعهدات السابقة، وتهديداته وعنترياته ستذهب أدراج الرياح تحت ضربات الجيش العربي السوري وحلفائه المتواصلة حتى إنهاء الوجود الإرهابي ولا عودة إلى الوراء تحت أي ظرف من الظروف.

Visits: 0

ADVERTISEMENT

ذات صلة ، مقالات

التالي

من منشوراتنا

آخر ما نشرنا