رسائل بالنار.. بقلم :الدكتور تركي صقر

أكثر من سنة ونصف السنة ورئيس النظام التركي يتحايل ويناور بغية التنصل من الالتزامات والتعهدات التي وقعها في قمة «سوتشي» مع الرئيس بوتين وظن أن جدية الجانب الروسي ضعيفة بشأن تنفيذ هذه الالتزامات، وأن مراوغاته ومحاولاته اللعب على الحبلين بين موسكو وواشنطن يمكن أن تفرغ تفاهمات «أستانا» وكل ما تم الاتفاق عليه في «سوتشي» من مضامينها، ولم يتوقع أن يكون الجيش العربي السوري قادراً بعد أكثر من ثماني سنوات من تصديه البطولي لأشرس حرب إرهابية في العالم على القيام بحرب أخرى أشد وطأة مع عتاة الإرهابيين المتكدسين في إدلب.
لقد فُوجئ أردوغان، بل صُدم بسرعة تقدم الجيش العربي السوري وانهيار العصابات الإرهابيه التي قدّم لها أردوغان كل أسباب الدعم والتحصين، وجعل من جيشه ثاني جيش في حلف «الناتو» الظهر الحامي لها، وعندما لم ينفعه ذلك في فرض الأمر الواقع راح يرغي ويزبد ويوزع تهديداته النارية يمنةً ويسرةً، ودخل مباشرة بنفسه وعلى المكشوف في المعركة، ومن خلال إدخال الآلاف من جنوده مدججين بالدبابات والمدرعات وأحدث أنواع الصواريخ إلى عمق محافظة إدلب، وتوهّم أن هذا يمكن أن «يخيف» الجيش العربي السوري ويثنيه عن إكمال معاركه، وحتى «يمكن أن يتراجع» عما وصل إليه من تحرير للأراضي وبسط سيطرته على الطريق الدولي حلب – دمشق.
وعندما لم يفهم حاكم أنقرة الرسائل الدبلوماسية التي دأبت الدولتان الضامنتان روسيا وإيران على إيصالها إليه ولم يستفد من الفرص العديدة التي أعطيت له طوال سنتين لتنفيذ تعهداته، وقادته حماقته ورعونته مؤخراً إلى انخراطه في دعم هجوم للإرهابيين الموالين له في محيط سراقب الغربي، بهدف إبعاد الجيش العربي السوري عن الطريق الدولي، عندئذ كان لابد من توجيه رسائل بالنار من سورية وحلفائها أوقعت عشرات القتلى في صفوف الإرهابيين، ودمرت آلياتهم، وإذا لم يستخلص رأس النظام التركي العِبر مما جرى لإرهابييه فإن حماقاته سترتد عليه وسيدفع الثمن باهظاً.

Visits: 0

ADVERTISEMENT

ذات صلة ، مقالات

التالي

من منشوراتنا

آخر ما نشرنا