التسويق عبر «فيسبوك» خدمات مربحة ومريحة ..لا تخلو من الغش

يستغل كثيرون مواقع التواصل الاجتماعي وتحديداً «فيسبوك» بهدف الدعاية والترويج لمنتجات مختلفة، فيمكنك اليوم وأنت جالس في منزلك أو مكتبك أن تشتري وتبيع وتروج لما تشاء ، والأمر هنا لا يستدعي دراسة أو أي تكاليف مالية كاستئجار مكان لعرض المنتجات ودفع فواتير وضرائب وغير ذلك من الالتزامات، فكل ما عليك إنشاء الصفحة أو إنشاء مجموعة على «فيسبوك » لتقوم بالتسويق من خلاله ولكن في المقابل وفي كثير من الأحيان يقع المستهلك في مصيدة الغش والمبالغة في عرض مزايا الخدمة وهذا ما حدث مع البعض.
«شو بيخطر ببالك موجود»
وتعد عبير واحدة من اللواتي لديها باع طويل في التسويق الإلكتروني تقول: هذا العمل لا يتطلب خروجاً من المنزل ولا شهادات عليا، كل ما نحتاجه هو جهاز كومبيوتر وخط نت ولقد أنشأت صفحة على «الفيس بوك» أقوم من خلالها بالترويج لمستحضرات التجميل وأعشاب التنحيف والعطور،
بينما أمجد وهو نجار موبيليا, فوجد في صفحات «فيسبوك» مكاناً مناسباً لعرض ما يصنعه من غرف نوم وجلوس, مؤكداً أن «فيسبوك» ساعده كثيراً في تصريف إنتاجه نظراً لبعد ورشته عن مركز المدينة، أما محمد فوجد أن بإمكانه لعب دور الوسيط العقاري الإلكتروني يتكفل هو بنشر الإعلان عبر الصفحات مقابل حصوله على نسبة محددة عند إتمام كل عملية شراء، أما زياد فيروج من خلال صفحته لبيع وشراء القطط والكلاب وكل أنواع الطيور ويدرك اليوم الكثير من أصحاب المعامل والشركات الخاصة دور منصات التواصل وجماهيريتها الواسعة, فبادروا لإنشاء صفحات تهدف للتعريف عن خدماتهم بهدف استقطاب أكبر عدد من العملاء ، حتى الأطباء وبكل تخصصاتهم أصبحوا يروجون لأنفسهم بهدف تحقيق شهرة واسعة عبر هذه المنصات.
عملاء إلكترونيون
تتناقض وجهات نظر رواد مواقع التوصل الاجتماعي بهذا النوع من التسويق ولكل أسبابه, فترى رواد أنهالا تستطيع الخروج من المنزل في ظل «كورونا», لذلك فإنها تجد ضالتها عبر هذه الصفحات مع خدمة التوصيل لباب المنزل, أما دلال فكانت لها تجربة سيئة جعلتها تعلن التوبة عن شراء أي منتج عبر هذه المواقع وذلك بعد شرائها مساحيق تجميل وانتهى بها الأمر بإصابتها بحساسية جلدية وأنفقت الكثير من العلاجات لشفاء بشرتها، مؤكدة أن كل المعلومات التي يذكرها المسوقون كاذبة ويضللون فيها المستهلك
مصيدة للمستهلك
في حالات كثيرة ربما تكون هذه الصفحات مصيدة يقع ضحيتها المستهلك ويتعرض للغش وشراء سلع مزورة, فمن يحميه؟ يجيب علي الخطيب- مدير حماية المستهلك: إن أي شكوى أو مخالفة ترد عبر التسويق الإلكتروني يطبق عليها القانون رقم /14/ لعام /2015/ وفق اللائحة التنظيمية للضوابط والنواظم الخاصة بحماية المستهلك الإلكتروني وتتضمن المخالفات المتعلقة برفع سعر أو غش أو مخالفة مواصفات أو تسليم مادة غير متفق عليها .

ولفت الخطيب إلى وجوب أن يكون كل مسوق إلكتروني حاصلاً على سجل تجاري من الوزارة وضمن شروط محددة ومدة محددة للشاري, مؤكداً أن عمليات البيع والشراء عبر النت تتم باتفاق بين شخصين, لذلك فإن الوزارة لا تتدخل إلا في حال تقديم شكوى .
مزايا وعيوب
من جهته، الدكتور ماهر سنجر – الخبير الاقتصادي يؤكد أن التسويق الإلكتروني هو جزء من استراتيجية التسويق الذي تقوم به المؤسسات، للاستفادة من منابر مجانية متاحة للجميع بغية الوصول إلى أكبر عدد ممكن من الأشخاص لكون التسويق الإلكتروني أو الشبكي يختلف عن التسويق التقليدي بأنه غير محدود بزمان ومكان وبأنه يستهدف فئات عمرية غير متأثرة بطرق التسويق التقليدية وخاصة الجيل زد (Z) الذي غالباً ما يوصف بأنه جيل عقد منتصف التسعينيات إلى أواخر عقد الألفين وعشرين وهذا الجيل متأثر جداً بالتكنولوجيا ومن مزاياه سهولة الوصول للمعلومات عن المنتج وعن متلقي الخدمة وطلب المنتج من دون حلقات وسيطة، وهو قليل التكلفة ولديه القدرة على فتح مجالات للمقارنة بين المنتجات بغض النظر عن وجودها.

أما عن عيوب هذا التسويق فأوضح الدكتور سنجر أنها تتمثل بعدم التطابق بين المعروض من المنتجات و المنتجات في الواقع و المبالغة في عرض الخدمة و عدم القدرة على رد المشتريات وارتفاع عدد حالات الغش واختراق الخصوصية.
ويصف الدكتور سنجر تجربة التسويق الإلكتروني في سورية بأنها غير ناضجة برغم محاولات تنظيمه،
ولفت الى أهمية الخبرة في هذا المجال لأن من لا يمتلك القدرة على بناء علاقة سليمة مع الفئة المستهدفة من العملاء وتطويرها بشكل مستمر ضمن بيئة متغيرة مثل بيئة التسويق الرقمي, فسيجد نفسه غير قادر على الاستمرار في ظل منافسة كبيرة ومفتوحة.
وأشار الدكتور سنجر إلى ضرورة الاستفادة من اختصاص التسويق الإلكتروني الذي يدرس في الجامعات لكونه يساعد على خلق فرص عمل.
أهمية تنظيم عملية التعاقد بالطرق الإلكترونية وضمان الاختصاص والولاية القانونية (خاصة في التجارة الدولية) والاعتراف بقانونية الرسائل الإلكترونية كنوع من الوثائق الفعلية التي أدت إلى نوع كهذا من التعاقد، وإن مشروع التوقيع الإلكتروني كان البداية في هذا الإطار, لكن لا بد من تأهيل البيئة التشريعية لضمان شمولها لهذا النوع من الأعمال وتأمين البنى التحتية اللازمة للدفع الإلكتروني للنهوض بصناعة التسويق الإلكتروني وفقاً لأسس ومناهج صحيحة ومضمونة.

Visits: 0

ADVERTISEMENT

ذات صلة ، مقالات

التالي

من منشوراتنا

آخر ما نشرنا