لغة الضاد في عيدها العالمي بقلم: الدكتور تركي صقر

يبدو وكأنه لم يبق ما يجمع العرب من المحيط إلى الخليج كهوية وانتماء سوى لغة الضاد، فالروابط الأخرى تكسرت الواحدة تلو الأخرى نتيجة العواصف الهوجاء التي ضربت الفضاء العربي والبلدان العربية، وكان أشدها وقعاً ما سموه زوراً وبهتاناً “الربيع العربي” المصنع في دهاليز التآمر الغربي، ما يعني ضرورة التمسك بهذه الرابطة والمحافظة عليها وصيانتها وإيلائها ما تستحق من عناية واهتمام رسمياً وشعبياً ووضعها أمانة غالية وكنز ثمين بين أيدي الأجيال العربية المتعاقبة.

أمس كان العرب والعالم على موعد مع مناسبة مهمة ويوم مشهود وهو اليوم العالمي للغة العربية الذي يجري فيه الاحتفاء عالمياً بلغة الضاد في هذا اليوم من كل عام، وقد وقع الاختيار على هذا التاريخ بالتحديد للاحتفاء باللغة العربية لأنه اليوم الذي اتخذت فيه الجمعية العامة للأمم المتحدة في 18 كانون الأول عام 1973 قرارها التاريخي بأن تكون اللغة العربية لغة رسمية سادسة في المنظمة الدولية.

وهذا التقدير العالي للغتنا العربية ما كان ليكون لولا عراقتها ومكانتها الرفيعة بين لغات الأمم، صحيح أن حروفها لا تتجاوز ثمانية وعشرين، لكن بلاغة كلماتها ودلالة ألفاظها لا توصف فضلاً عن أن من تشكل لغته الأصلية ولغته الدينية أكثر من مليار ونصف المليار نسمة وتتفوق على اللغات الأخرى بعدد مفرداتها التي تتجاوز 12 مليوناً و300 ألف مفردة من دون تكرار..

الرحالة مرشلوس في المجلد الأول من كتابه “رحلة إلى الشرق” قال: “اللغة العربية هي الأغنى والأفصح والأكثر والألطف وقعاً بين سائر لغات الأرض بتراكيب أفعالها تتبع طيران الفكر وتصوره بدقة، وبأنغام مقاطعها الصوتية تقلد صراخ الحيوانات ورقرقة المياه الهاربة وعجيج الرياح وقصف الرعود”.

يقول أحد العاشقين للغة الضاد: “نتمسك بهويتنا وبالضاد، لغتنا العربية سيدة اللغات، فيها من الجمال والإبداع ما يجعلها بحر البيان والبلاغة، يكفيها فخراً وشرفاً أنها وسعت كتاب الله عز وجل لفظاً وغايةً؛ هي بحق منارة الإبداع والتألق والجمال”.

ما أحرانا ونحن نعيش اليوم أكبر ثورة رقمية وأعلى قدرة لوسائل التواصل الاجتماعي أن نحول هذه الإمكانات إلى فرصة لنجعل من لغتنا الجميلة أعم انتشاراً وأكثر جاذبية وأقرب إلى اللغة الفصحى التي يفهمها الجميع.

Visits: 0

ADVERTISEMENT

ذات صلة ، مقالات

التالي

من منشوراتنا

آخر ما نشرنا