نشرت قوى الأمن الداخلي السورية، اليوم، مقطع فيديو لعملية سطو مسلح استهدفت إحدى شركات الحوالات المالية في مدينة (السقيلبية)، في مسعى منها للحصول على أي معلومات تساعد في التعرف على هوية أفراد العصابة.
وقال مراسل "سبوتنيك" في حماة: إن مدينة السقيلبية الواقعة بريف محافظة حماة الشمالي الغربي، شهدت عملية سطو مسلح استهدفت فرعا لإحدى أكبر شركات الحوالات المالية في البلاد، حيث أقدم ثلاثة أشخاص مسلحين، يرتدون سترات زرقاء اللون وخوذا، على اقتحام مكتب تابع لمقر الشركة المذكور يوم الأحد الماضي وإشهار أسلحتهم الرشاشة بوجه الموظفين وسرقة مبالغ مالية كبيرة كانت موجودة في مقر الشركة.
وأوضح المراسل أن عملية السطو المسلح تزامنت مع سقوط قذائف صاروخية أطلقتها المجموعات الإرهابية المسلحة من مواقعها في المنطقة المنزوعة السلاح المتاخمة لمدينة السقيلبية، الأمر أدى لخلو الشارع من المارة وسهل عملية السطو على مكتب الحوالات المالية، ما قد يشير لاحتمال التنسيق بين العصابات التكفيرية المسلحة بريف حماة الشمالي وبين عصابة السطو المسلح المذكورة، ويرفع احتمالات تسخير الأموال المسروقة لتمويل الإرهاب.
ونقل المراسل عن مصدر أمني تأكيده أن التحقيقات لا تزال مستمرة للتوصل إلى الفاعلين، حيث "تم تعميم المواصفات التي حصلنا عليها من كاميرات المراقبة الموجودة في الشركة والموظفين بالإضافة إلى أن انتشار مقاطع الفيديو الذي يوثق عملية السطو المسلح، جميعها، تساعدنا في التحقيقات في حال تم التعرف على الفاعلين".
ويجدر بالذكر أن مثل هذه العمليات الإجرامية كانت نادرة الحدوث قبل بدء الحرب التي تشهدها البلاد منذ عام 2011 ، حيث كانت سوريا تصنف بين أكثر دول العالم أماناً، إلا أن العديد من الشبان ممن لديهم نزعات إجرامية، وجدوا الفرصة لحمل السلاح والانضمام إلى الجماعات الإرهابية المسلحة وممارسة مختلف أنواع الجرائم، وهو الأمر الذي لا يزال سيد الموقف في المناطق الواقعة تحت سيطرة التنظيمات الإرهابية.
وشهدت سوق النقد السورية خلال الشهرين الماضيين تراجعا حادا في سعر صرف الليرة السورية أمام الدولار لامس الـ 20%، فيما توجهت أصابع الاتهام إلى عصابات تقوم بالمضاربة على الليرة بالتزامن مع تشديد الحصار الخارجي على شحنات النفط الواردة إلى سوريا، وذلك كله بهدف إخضاع البلاد لموجة جديدة من الضغط المعيشي ومحاصرة الانفراج النسبي الذي عاشه الشعب السوري مؤخرا بعد قيام الجيش السوري بتطهير مناطق واسعة من أيدي العصابات الإرهابية.
ومطلع الأسبوع الحالي، تمكنت (هيئة مكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب) السورية من ضبط إحدى الشركات المعروفة في مدينة حماة بعدما بينت التحقيقات ارتباطها مالياً بجهات وبنوك خارجية وضلوعها بإدارة السوق السوداء والمضاربة على الليرة السورية.
وأشارت الهيئة إلى أنّ التحقيقات أظهرت قيام الشركة بالاحتفاظ بأرصدة مالية ضخمة بلغت عشرات ملايين الدولارات وما يعادلها من العملات الأجنبية الأخرى وتعود تلك الأرصدة لعشرات الشركات التجارية والأشخاص تقوم الشركة بإدارتها واستخدامها للقيام بعمليات الصرافة والتحويلات المالية الخارجية من وإلى دول مختلفة كالسعودية والإمارات والعراق وغيرها.
وكانت دورية تابعة لإدارة الأمن الجنائي السوري، ألقت القبض بداية الشهر الجاري على عصابة امتهنت القتل والخطف وترويع المواطنين في ريف دمشق منذ عام 2012 ، واعترف أفراد العصابة بخطف أكثر من 40 شخصا من أهالي حجيرة وبيت سحم أثناء وجودهم في بساتينهم الكائنة بالقرب من ريف دمشق وقتلهم بعد إطلاق النار عليهم عشوائيا نتيجة تخلف ذويهم عن دفع الفدية، كما أقروا بخطف 92 شخصا من أهالي بلدات يلدا وببيلا وحجيرة، واعترف أحدهم بالاشتراك مع أفراد العصابة في خطف مواطن وزوجته معا.
وفي منتصف شهر يناير/ كانون الثاني الماضي، تمكن فرع الأمن الجنائي في محافظة درعا جنوبي سوريا من كشف أكبر عصابة إجرامية في تاريخ البلاد بحسب سجلات وزارة الداخلية السورية، مسؤولة عن قتل ما يزيد عن 1200 مواطن، وكانت هذه العصابة مؤلفة من 17 مجرما قاموا خلال الفترة الماضية بسلسلة طويلة من عمليات القتل والإجرام إضافة إلى عدد كبير من عمليات الخطف والجرائم الأخرى.
وأشارت المصادر إلى أن العصابة الإجرامية التي تعد الأكبر في سجلات وزارة الداخلية السورية حتى اليوم، بدأت عملياتها الإجرامية منذ العام 2012، وقد أفضت عمليات التحرّي المكثفة بعد تطهير المنطقة الجنوبية من التنظيمات الإرهابية المسلحة، إلى كشف ملابسات بعض الجرائم التي جرت خلال تلك الفترة، والوصول إلى مرتكبيها.
Views: 1