تحاول الولايات المتحدة الأمريكية تكثيف ضغوطها الاقتصادية والسياسية ومناوراتها الدبلوماسية تحت غطاء “إنساني” مزعوم ضد فنزويلا التي ترفض السير في الفلك الأمريكي وتقاوم نهج الهيمنة الأمريكية في تلك المنطقة.
واشنطن تسعى إلى تأجيج الوضع داخل فنزويلا خصوصا بعد أن أوعزت إلى رئيس الجمعية الوطنية خوان غوايدو بإعلان نفسه مؤخرا “رئيسا انتقاليا” للبلاد ما شكل تدخلا فظا بالشؤون الداخلية لفنزويلا وأنتج أزمة داخل البلاد سببها تدخلات واشنطن وحلفائها في هذا البلد البوليفاري.
فيما توقعت وزارة الخارجية الروسية مؤخرا أن تكثف الولايات المتحدة جهودها الرامية إلى تطبيق سيناريو التدخل العسكري في فنزويلا باللجوء إلى ذريعة “المساعدات الإنسانية” حيث تخطط لتنفيذ عملية استفزازية واسعة في فنزويلا بدعم من المعارضة بزعامة غوايدو وذلك بالتزامن مع محاولتها إيصال مساعداتها الإنسانية المزعومة في خطوة تتحدى السلطات في كاراكاس التي رفضت الأمر وتعهدت بعدم السماح للحمولات الأمريكية بدخول البلاد.
وشككت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا في نزاهة سعي الجانب الأمريكي لمساعدة الشعب الفنزويلي واصفة المساعدات الأمريكية بـ “الخدعة” لافتة إلى أن شركات تابعة للولايات المتحدة وحلفائها في حلف شمال الأطلسي /ناتو/ تدرس مسالة شراء شحنة كبيرة من الأسلحة والذخائر من إحدى بلدان شرق أوروبا لنقلها فيما بعد إلى المعارضة الفنزويلية مشيرة إلى أن واشنطن تخطط لتسليم هذه الأسلحة لهذه المعارضة بداية شهر آذار القادم ولإشراك شركة /أنطونوف/ الأوكرانية في ذلك.
مجلة أتلانتيك الأمريكية من جانبها كشفت المستور لجهة تسويق واشنطن ذريعة المساعدات الإنسانية للتدخل في شؤون فنزويلا الداخلية مشيرة إلى قيام عدد من المسؤولين الأمريكيين بزيارة إلى الحدود الكولومبية مع فنزويلا في إطار المخططات الأمريكية لاستخدام أراضي بعض دول البحر الكاريبي كقاعدة لتخطيط وتنظيم عمليات غير قانونية ضمن استراتيجيتها الواضحة لإسقاط الحكومة الشرعية في فنزويلا وفرض حكومة تابعة لها.
المجلة الأمريكية أكدت ما أعلنته موسكو من أن واشنطن تسعى لإسقاط حكم الرئيس نيكولاس مادورو عبر استخدام المساعدات الإنسانية كسلاح إضافة إلى دفع الضباط العسكريين الفنزويليين إلى التخلي عن حكومتهم مشيرة بهذا الصدد إلى المخاوف التي تعتري مجموعات الإغاثة الدولية من “عملية سياسية” أمريكية تحت غطاء إنساني.
أما الصين التي تعارض التدخل العسكري وأي عمل من شأنه زيادة التوتر أو الاضطراب في فنزويلا فحذرت من جهتها من عواقب فرض الولايات المتحدة المساعدات وتقول: إذا وصل ما يسمى المساعدات الإنسانية إلى فنزويلا بالقوة فحينها ستندلع مصادمات عنيفة ما سيترتب عليه عواقب وخيمة.
مراقبون متابعون للوضع في فنزويلا يؤكدون أن واشنطن تستخدم شعارات الإغاثة والمساعدات الإنسانية سلاحا للتدخل بشؤون الدول المستقلة التي ترفض الهيمنة الأمريكية عليها وهذا ما تحاول فعله بشأن فنزويلا مشيرين إلى أن واشنطن لو كانت بالفعل تسعى لمعالجة الأزمة الإنسانية في فنزويلا كان بإمكانها تخصيص المساعدات عبر برامج الأمم المتحدة المعنية بهذا الشأن.
وكالات
Views: 2