عُقدت في قاعة محاضرات معهد عصام فارس في الجامعة الأميركية في بيروت (AUB) طاولة مستديرة عن الكاتب المسرحي الراحل سعد الله ونوس لمناسبة تبرّع عائلته بمكتبته إلى الجامعة الأميركية في بيروت. كان سعد الله ونوس (1941-1997) أحد أبرز كتّاب المسرح السوري ومجدّدي الدراما العربية الحديثة. وكان قارئاً نهماً وشغوفاً بتجميع الكتب. وبعد عشرين عاماً من وفاته، تجد مكتبته مقراّ يليق بها في الجامعة الأميركية في بيروت. وهي تضم نحو 4500 كتاب في الأدب الحديث، والشعر، والسياسة، والفلسفة، والمسرح، والرواية. وفي افتتاح الطاولة المستديرة، قالت أرملة ونوس السيدة فايزة الشاويش إنه تساءل عمّا ستؤول إليه مكتبته بعد وفاته، فأكّدت له: «لا تقلق. أنا سأهتم بمكتبتك. وأعدك بأنها ستكون في مكان جميل جداً». وأضافت: «اليوم، في عيد ميلاده الخامس والسبعين، أقدّم له هدية ثمينة جداً، هي مكان جميل جداً لمكتبته». استُهلّت الطاولة المستديرة بمداخلة من الدكتورة إليزابيث سوزان كساب، من معهد الدوحة للدراسات العليا، وهي متخرجة من الجامعة الأميركية في بيروت. ودعت الجامعة ليس إلى حفظ مجموعة سعد الله ونوس فحسب، بل لإدراجها في المناهج الدراسية أيضاً. وقالت: «أجيال من الطلاب من لبنان والمنطقة العربية تخرّجت من دون أن تعرف هذه الشخصيات الأدبية الكبيرة. إذا كنا لا نعرف سعد الله ونوس وغيره، فإننا نواجه فراغاً فكرياً». وعلى الأثر، أعلن الدكتور بلال أورفلي من دائرة اللغة العربية ولغات الشرق الأدنى في الجامعة، إن أعمال ونوس ستُدرج في المناهج الدراسية للجامعة. المداخلة الثانية كانت لفاروق مردم بك، وهو كاتب وناشر عاصر سعد الله ونّوس. فتحدث عن سنوات الكاتب ودراسته في ستينات وسبعينات القرن العشرين في باريس، حيث تعلم عن المسرح الغربي، ليس لتقليده بل لإنشاء مسرح عربي جديد وفريد. ثم تحدثت ديما ابنة ونوس عن والدها وتفانيه للكتب، وقالت: «جدران بيتنا لم تكن بيضاء بل رفوفاً مليئة بالكتب، وهذه الكتب كانت تضيّق عليّ، لكنها كانت تجعل والدي يتنفس بشكل أفضل». وتحدّثت عميدة كلية الآداب والعلوم الدكتورة ناديا الشيخ عن الأهمية القصوى لاحتضان مجموعات مثل مكتبة ونوس في الجامعة. وقالت: «نظراً للنهب والتدمير اللذين لحقا بذاكرة التاريخ للمنطقة وتراثها، يقتضي تكثيف التعاون بين مختلف هذه الدوائر والأقسام اليوم أكثر من أي وقت مضى». وتناول البروفسور روبرت مايرز مبادرة المسرح في الجامعة، فوصف العمل الدؤوب لتعريف جمهور جديد وعريض، محليا ودولياً، على مسرحيات ونوس بأنه مساهمة نشطة من طلاب الجامعة الأميركية. واختتمت رئيسة دائرة اللغة الإنكليزية في الجامعة صونيا مجشر أتاسي الندوة بوصف موجز لأهمية إبقاء مجموعة سعدالله ونوس في الجامعة الأميركية في بيروت. وقالت: «كتب سعد الله ونوس عبرت الحدود إلى لبنان من سورية مثل لاجئين مختبئين في شاحنة، جنباً إلى جنب مع لاجئين آخرين هم كتب الدكتور فؤاد محمد فؤاد». وأملت بأن تكون لكتب ونّوس حياة جديدة في الجامعة الأميركية، وأن تكون متيسّرة لأجيال حالية ومستقبلية من الطلاب. واختتمت: «ليست كتب ونوس هي التي ستدبّ فيها الحياة في الجامعة الأميركية في بيروت، لكن الجامعة هي التي ستحيا من خلال هذه الكتب». |
Views: 4