- مرهج محمد
«طبوش والعسل المغشوش» عرض مسرحي ضمن فعاليات مهرجان مسرح الطفل في اللاذقية، للمسرحي سلمان شريبة تأليفاً وإخراجاً، عن قصة للكاتب عزيز نيسن، يحاول الولوج إلى عالم المونولوج الداخلي للأشخاص الموسومين بالصفات القبيحة، ثم يبدي مساوئها وأضرارها والأذى الذي تحدثه على أصحابها وعلى محيطهم الاجتماعي بشكل عام. .. يقول سلمان شريبة مؤلف ومخرج العرض: «المسرحية تعالج بعض المشكلات الاجتماعية مثل البخل، الطمع، تشغيل الأطفال، الكذب… بطريقة كوميدية غنائية، وتطالب المسرحية في النهاية بالعودة إلى قيم الصدق والتعاون والمحبة للتغلب على هذه المشكلات، حيث تعود صحوة الضمير إلى كل شخصيات العرض»… ثم يشرح المخرج بعض السمات العامة لكل شخصية، «تجور» مثلاً هو أحد أهم هذه الشخصيات، وهو محورٌ حمّالٌ لكثير من متناقضات سلوكيات شخوص المسرحية، يقول شريبة:
«(تجور)، تاجر غني لكنه بخيل جداً، ويرسل أطفاله الصغار إلى العمل من أجل الحصول على المال، ويقتنع أخيراً أن مكان الطفل هو المدرسة والعلم والدراسة.
«زوجة تجور» شخصية مختلفة تتصنع أحداثاً تولِّد من خلالها أحداثاً تتفاعل عبرها مشاهد العرض المختلفة: «(زوج تجور) امرأة طيبة تتصنع بأنها حامل لتدفع زوجها لشراء العسل لها وللأولاد». وأما «شكشوك» فاسمه ينمّ عن بعض طباعه، وله طويّة خبيثة يستخدمها في سلوكياته النفعية الخسيسة الملتوية،.
يقول مخرج العمل: «(شكشوك)، خادم تجور، شخص خبيث ولعين، يقوم بأعمال نصب واحتيال، ومن ثم يعود إلى رشده في نهاية العرض».
وأما شخصية «طبوش» فقد وظفها المخرج في تبيان مآلات الطرق التي تسلكها كل شخصية، وهذا التظهير ساعد في الوصول إلى التيقن من مغبة سوء العمل، ومن هول المصير ورعب الهاوية التي يصنعها ذوو الأعمال والنيات والأفعال السيئة، ويجرون ويلاتها عليهم وعلى مجتمعهم، يقول المخرج: «(طبوش) عجوز فقيرة، تطلب المساعدة من الجميع، وحين يرفضون مساعدتها، تدعو عليهم بأن يبتلوا بمرض (البرطمة)، حيث تصاب القرية بكاملها… ومن ثم تدعو لهم بالشفاء عندما تشعر أنهم عادوا إلى رشدهم..». وهناك شخصيات مكمِّلة، مثل (بائعي العسل)، (الطبيب البيطري)، ( رئيس المخفر)..
لكن ماذا عن المؤثرات الأخرى، ولماذا يقوم المخرج بتغيير ديكورات المسرحية بالسرعة القصوى؟!، هذا ما شغل الأطفال وشدّ انتباههم، ولعلّ ذلك جعلهم يستنتجون بقراءة الديكور المتغير استقراء ما وراءه.. يقول شريبة: «تعتمد المسرحية على مجموعة أغان تطرح أفكاراً تهم الطفولة عبر رؤية بصرية تعتمد على تغيير الديكور بسرعة مناسبة، مثل: بيت تجور، غابة النحل، سوق العسل، مخفر الشرطة، منزل العجوز طبوش… بالاعتماد على لوحات ومناظر تكمل بعضها بعضاً». أما الأزياء والألبسة التي اعتمدها المخرج فلم تكن خارجة عن السياق العام للشخصيات المسرحية والمشاهد التي أدتها، أما أبطال هذا العرض فهم: مجد أحمد، نضال عديرة، نجاة محمد، هبة ديب، خالد حمادة، نجوان أحمد، بسام حسينة، سوسن أحمد، العرض من من إنتاج المسرح القومي في اللاذقية، يعرض الساعة الواحدة ظهراً طوال أيام مهرجان الطفل على خشبة المسرح القومي في المدينة.
Views: 0