تشرين:
لا تكاد تنتهي حادثة إبعاد لاعبنا الدولي فراس الخطيب واعتذار أحمد الصالح وعدم إشراك السومي وغيره من اللاعبين في المنتخب الكروي الأول الذي يستعد لخوض منافسات كأس أسيا 2019 التي ستقام في الإمارات مطلع العام القادم حتى يفاجئنا لاعب المنتخب حميد ميدو باعتذاره عن متابعة مشواره مع المنتخب لعدم إشراكه في مباراة البحرين ورفضه القاطع أن يكون لاعباً احتياطياً يجلس على دكة الاحتياط.
كيف تصرف اللاعب وتقدم باعتذاره إلى الكادر الفني والإداري، وما رد قيادة المنتخب؟ نتابعه كما ورد في البيان الإعلامي الصادر عن إدارة المنتخب والمدرب الألماني بيرند شتانغه:
البيان الإعلامي
بعد عودة المنتخب الوطني من مباراته الودية أمام البحرين إلى مقر إقامته يوم الخميس الماضي، فوجئ الكادر الفني والإداري باللاعب حميد ميدو وهو يتحدث إلى المدرب الألماني بيرند شتانغه في بهو الفندق طالباً منه عدم السفر إلى الصين واللعب في المباراة الودية المقبلة، وذلك اعتقاداً منه أن المدرب لا يريد أن يشركه في المباراة وذلك بعد أن أشرك ستة من زملائه بدلاً منه في مباراة البحرين، مشيراً إلى أنه يرفض الجلوس على مقاعد البدلاء وعدم المشاركة..
المدرب الألماني بيرند شتانغه والكادر الإداري استوعبا غضب الميدو وطلبا منه الراحة والخلود إلى النوم، على أن تتم مناقشة الأمر في اليوم التالي..
لكن إدارة المنتخب فوجئت بميدو وهو يطلب جواز سفره في صبيحة يوم الجمعة، بعدما أكد أنه قام بحجز تذكرته للعودة إلى ناديه وقراره بعدم مواصلة المعسكر الحالي، ورغم المحاولات لثنيه عن هذا القرار، إلا أنه أصر على موقفه، ليتم منحه جواز سفره..
رد إدارة المنتخب
ومن جهتها أكدت إدارة المنتخب أن المدرب الألماني بيرند شتانغه هو صاحب القرار الفني وهو المسؤول عن أي خيارات فنية تخص التشكيلة والمنتخب، وأن إدارة المنتخب الوطني تأسف للتصرف الذي قام به اللاعب حميد ميدو، نظراً لأنه أساء إلى قميص المنتخب الذي يمثل ارتداؤه شرفاً لأي لاعب، كما أنه أساء ولم يحترم زملاءه اللاعبين ومدربيه والكادر الإداري بتصرفه هذا، وبناء على ذلك تم رفع تقرير بالحادثة إلى الاتحاد العربي السوري لكرة القدم من أجل اتخاذ الإجراءات اللازمة بحقه، ومراسلة إدارة ناديه لإبلاغها بحقيقة ما جرى وبالحالة اللاانضباطية التي جسدها اللاعب بهذا التصرف خلال وجوده في معسكر منتخب بلاده..
تقرير المدرب شتانغه
أما رد المدرب الألماني شتانغه فكان حازماً وصارماً وقاطعاً لكل الأقاويل عبر تقرير قدمه لاتحاد الكرة جاء فيه: منذ أن تم تعييني مدرباً للمنتخب الوطني السوري لعبنا ثماني مباريات.. وفي خمس من هذه المباريات شارك اللاعب حميد ميدو (أكثر من العديد من لاعبي المنتخب الآخرين في التشكيلة)..
مباراتنا مع البحرين كانت جزءاً من استعداداتنا لنهائيات كأس آسيا 2019 في الإمارات، وقد استثمرنا الفرصة لنختبر عدداً من اللاعبين.. ولكن بعد المباراة أبلغني ميدو أنه يريد مغادرة الفريق ما لم أقدم له ضمانات بالمشاركة في مباراة الصين، وأنه لن يقبل بالجلوس على مقعد البدلاء.
إن إحدى مهامي كمدرب ليس تطوير أداء اللاعبين والفريق فحسب، ولكن تثقيفهم أيضاً بضرورة احترام القوانين والقواعد لكرة القدم الدولية.. وخلال مسيرتي التدريبية الطويلة قمت بتدريب العديد من النجوم الدوليين مثل الألمانيين سامر وكيرستن، والبيلاروسي ألكسندر هليب وعملت مع لاعبين كبار آخرين، ولم أجد أحداً منهم سعيداً بالجلوس على مقاعد البدلاء، لكنهم جميعاً أظهروا الاحترام الكامل لزملائهم الذين كان يتم اختيارهم للعب بدلاً منهم..
حميد ميدو كان ضمن خططي لكأس آسيا، ولكن كنتيجة لما حدث ولسلوكه هذا، فإنه لن يكون من ضمن تشكيلتنا خلال فترة الاستعدادات المقبلة أو في نهائيات كأس آسيا 2019، وهذا هو قراري وحدي وأنا مسؤول عنه، كما الحال بالنسبة لكل القرارات التي اتخذت في الفريق سابقاً، فهي قراراتي بشكل تام ولا أحد يتدخل فيها سواء من اتحاد الكرة أو من أي شخص آخر.
ولكن هذا لا يعني أنني لا أستمع وأحترم رأي أفراد الكادر المساعد (هارالد إيرمشير، طارق جبان وسالم بيطار) الذين أنظر إليهم بكثير من الاحترام والتقدير.
اللاعب ميدو يرد
نفى اللاعب حميد ميدو ماورد في البيان الإعلامي الذي اتهمه بأنه يرفض الجلوس على مقاعد البدلاء بقوله: إن هذا الأمر غير صحيح لأنني لم أعترض على أمر كهذا، واعتراضي كان في حال عدم إشراكي في اللعب في المباراة القادمة أفضل عدم السفر إلى الصين وكان نقاشاً هادئاً وبحدوده الطبيعية بعكس ماورد في البيان الإعلامي، وتصرفي وقراري كانا لأسباب فنية بحتة من أجل المحافظة على لياقتي البدنية، حيث إنه من غير المعقول تحمل عناء سفر طويل وأن أبقى مدة 15 يوماً من دون لعب لأن هذا الأمر سيؤثر في أي لاعب. وتابع ميدو حديثه: بعدها غادرت البعثة بكل ود وحسب الأصول وبعلم إداري المنتخب موفق فتح الله.
وعما ورد في نص البيان الإعلامي عن الإساءة إلى قميص المنتخب قال:
أما ما يخص الإساءة لقميص المنتخب أستغرب تصريح كهذا من اتحاد الكرة الذي يعلم تماماً ولائي للعب بقميص منتخب بلدي بكل فخر وعبر سنين طويلة لم أتردد يوماً باللعب معه في الوقت الذي أكثر من لاعب اعتذر عن المشاركة سابقاً، وتساءل اللاعب في ختام حديثه: لماذا القرار المتسرع بعدم مشاركتي في آسيا 2019 وعدم استدعائي للمنتخب لاحقاً.
خلاصة القول
إن ما يحصل في المنتخب من خلافات حالياً قد تنعكس سلباً على استعداد الفريق، لذلك على القيادة الرياضية التدخل بشكل مباشر لكيلا نخسر لاعبينا الذين نحن بأمس الحاجة لجهودهم قبل الاستحقاق الآسيوي القادم.
Views: 1