من قرى النسيان وعوالم الهامش والهامشيين جاء التشكيلي السوري سهيل بدور أواسط السبعينات حاملا بؤسه ومزق روحه، يرسم ويغني وينحت ويكتب الشعر متحديا الفقر والأحزان.
-وبعد خمس وعشرين عاما من الصبر والكد بدأ ينتصر في معركته على شظف العيش وتحقيق الذات، وبدأ يلمع اسمه في الحياة التشكيلية السورية والعربية مع أعماله الخارجة لكن الحزن رفيق دربه يسكبه أينما حلت يداه وظل ذلك الشخص العبثي بامتياز الذي يملك جرأة أخلاقية قلما نجدها عند غيره للاعتراف بحماقاته وخطاياه وجوانب نقصه دون مواربة.
-المرأة.. معان وتجليات..
من يغوص في عالم الفنان التشكيلي والشاعر سهيل بدور يجد تعددا لافتا في موهبته وإبداعه، فهو يتنقل بين المنحوتة واللوحة والشعر يطوع في ذلك موهبته لتكون صوته الحي في رسالته ورؤيته للحياة، وينصب في ذلك المرأة لتكون الناطق الرسمي لمكنونات ذاته وبوحه فنراها في أشكال مختلفة تنطق بما يجول في وجدانه وروحه التي لا تعرف للاستقرار مكانا، فهو دائم التجوال حتى خبر في تجواله بين البلدان حوالي 40 بلدا عربية وأوروبية.
-ولأنه آمن أن الفن ليس نشاطا فلسفيا بحتا ولا علما خالصا، بل الفن هو بالدرجة الأولى إبداعي، حاول السعي دائما إلى عوالم لم تنتهك حراماتها بعد، سعى في البحث عن الخاص، والمتميز إن كان في منحوتاته وتشكيله، أو في شعره مالفت الأنظار إلى تجاربه الإبداعية فكان محطة غنية تغري الباحثين والمهتمين للغوص والابحار لالتقاط ثمرات إبداعه، حتى قال في ذلك ممدوح عدوان: كل شيء يقربك من سهيل بدور حتى جنونه الجميل بالحياة.
-تكريم فخري..
وتكريما لنتاجه التشكيلي والشعري وتقديرا لفنه وتجربته الغنية كسفير فني لبلاده سورية، منحه المجلس الأعلى للإعلام الفلسطيني شهادة الدكتوراه الفخرية، وقد عبر عن غبطته بهذا التكريم الذي يعتبر تتويجا لجهوده على مدى أعوام طويلة، والذي يضعه أمام مسؤوليات كبيرة في العمل المضاعف ليقدم المزيد لهذا الوطن الذي تعمد بمائه.
-مبارك للفنان السوري الجميل سهيل بدور تكريمه بمنحه شهادة الدكتوراه الفخرية، ومبارك لسورية فنانيها السوريين الذين لم يبخلوا بفنهم في التعبير عن انتمائهم وتجذرهم في أرضهم ووطنهم فكانوا بحق سفراء الحب والجمال والسلام إلى العالم أجمع.
|