الشاعر والوطن
بقلم رفعت شميس
أخفى الملامحِ إذ رآني قادما
" بويا" يردد لفظها .. وكأنه
يا للثقافة كيف صارت عندنا
دعني وشأني .. قالها مستطرداً
يا صاح مهلا.. ما يجول بداخلي
ما حلّ في وطني عصيٌ شرحه
حتى القوافي لا تحيط بوصفه
خطب تمادى في البقاء وأعقلت
تترى المصائب، لا تزول مصيبة
دعني وشأني .ثم أردف باكيا
والموت حولي والنفوس كئيبة
وطني يدنسه الفسادُ وبعضهم
يزداد تيها قد تطاول قدّه
فإذا خرجت على السكوت لنقده
ويظلّ يردف بالسباب كلامه
كم جائع بات الليالي طاويا
أحقيقة هذا الذي يجري بنا؟
ومضيت أسعى للرحيل مهاجراً
كيف السبيل إلى العبور.. وقيل لي
البحر قبر والعديد تحملّوا
والواصلون تفرقوا في غربة
والقاطنون خيامهم في عزلة
والعالقون على الحدود تجمعوا
والثاكلات قلوبهن نحيبهن
كم راحلاً؟ هذا السؤال محير
والخطف صار تجارة والمفتدى
سلب ونهب والتسول مهنة
لا مال عندي كي أعيش بنعمة
قد كنت في است الزمان مُعلماً
لهفي على شعب تفرق شمله
حق علينا أن نصون ديارنا
حق علينا أن نللمَ شملنا
أفردْ يديكَ معانقاً متبسماً
فالحقدُ نار في سعير أجيجها
والثأرُ زرعةُ كافرٍ لا يجتني
إن الحياة قصيرة فلتنقضي
مات الكثير ، أحبة ، أهل لنا
نمضي إلى أجل مسمى مثلما
يوم القيامة سوف يحكم عادل
عارضْ وأيّدْ فالخلاف قضية
وارفع هتافك صارخاً لا للفتنْ
إن العقيدة زادها أن تتقي
وارجع لعهدك في الأصالة إنما
داوي الجراح معايداً من أكلما
حاور أخاك بحكمة وتعقل
وطني لكل مدافع عنه إذا
ويظلّ للأجيال موطنهم بما
واعمرْ بلادك بالمحبة مثلما
|
|
أيظنّ أني ما عرفتُ ملثما
ما كان يوماً دارساً متعلما
فوق الرصيف مهانة كي تعدم
هزواً تريد ؟ شماتةً وتهكما ؟
يدمي القلوب تحرقاً وتألما
إنّ الرضيع لهوله قد أهرم
عجز القريض وشاعر لو ألهم
أركانه شداً وثيقاً محكما
إلا وأخرى لا تقلّ تشاؤما
هُجّرْتُ ليلاً من دياريَ مرغما
غنمَ اللصوص دفاتري والمقلمهْ
أعمى أصمّ فكيف يلقى الأبكمَ
ملأ السماء رعونة والأنجم
فكأنما أدنوت منه الميسم
يرغي ويزبد غاضبا متبرما
يلقى القمامة بعد لأي مطعما
أيكون حلما مزعجاً وتوهما
فازداد وضعي في الحضيض تأزما
عند الحدود مهرّب .. لن تندم
وزر الأفاعي في القتال تأثما
كان الحنين من الرجوع لأرحم
اللاجئون الشاربون العلقم
سعياً لدنيا أن يصيبوا ربما
يبكي الصخور تصدعاً وتألما
فتش تجد في كل بيت مأتما
يحكي لنا بعضا ويخفي الأعظم
ومتاجر جعل الغلاء جهنما
وعلى الرصيف كرامتي لن تعدم
أصبحت في مسح الحذاء معلما
بئس الربيع لأن يكون المجرمَ
حق لنا في أن نعيش ونحلمَ
لا نرتضي لديارنا أن تقسم
ودعِ الخصامَ مسامحاً من سلّمَ
يُكوى بها بحميمها،من أضرم
عند النضوج بحقله إلا الدم
في طيب عيشٍ لا أسىٍ وتجهّما
الهج لسانك بالدعاء ترحما
سبق الأحبة لاحقاً متنعما
يا حبذا العدل الذي… ما أحكم
ما أفسدت ودّاً لذي عقلٍ سما
لا للسلاح مجندلا أو هادما
إن عارباً مستعرباً أو أعجما
قد كنت في وطن الحضارة مَعْلما
ماذا يضيرك أن تكون البلسما
بئس الحوار إذا الرصاص تكلم
أهماج بغي حاولت مس الحما
ورثوا فكن نعم المورث منجما
ترعى الديار مخافة أن تهدما
|
Views: 1