كتب المحرّر السياسي
بحصيلة تقارب المئة بين قتيل وجريح تدخل تركيا اليوم الأول من ترجمة قرار مزدوج بالتطبيع مع كل من «إسرائيل» وروسيا، وإعلان عن تطبيع مماثل مع كل من إيران ومصر، كما قال المسؤولون الأتراك، عن لقاء يجمع وزيري خارجية تركيا وإيران في موسكو مطلع الشهر المقبل، وفيما لم تنفع التعابير الملطفة لفريق الرئيس التركي رجب أردوغان في تخفيف قبوله بسقوف منخفضة للتسويتين مع موسكو وتل أبيب، سواء في ما يتصل بالتنازلات المقدمة لروسيا في ملف الطائرة الروسية التي أسقطها الأتراك، أو في ملف العلاقة بالحرب السورية التي قال مستشارون في مكتب أردوغان إن التطبيع المزمع سيطال الدولة السورية ولو بعد حين، وكذلك في قبول تسوية مع «إسرائيل» لم تضمن لحركة حماس ما يحفظ ماء الوجه لتلبية الطلب التركي باعتبارها تلبية لمطالب فك الحصار عن غزة، فيما أعلن «الإسرائيليون» ان الحصار ليس على طاولة المباحثات لتطبيع العلاقات مع تركيا.
سقوط مشروع السلطنة، جعل أمنها مستباحاً، بعدما عبث أردوغان مع كل الأفاعي في صندوق باندورا الإقليمي والدولي، فجلب قادة ومسلحي تنظيم القاعدة للقتال في سورية، وتمركز الآلاف منهم في مدنها وبلداتها، وعندما قرّر أن تركيا لم تعد تستطيع احتمال تسديد فواتير دور المعبر والبوابة المفتوحة، جاء الرد مؤلماً وقاسياً حاصداً ثمانية وعشرين قتيلاً وأكثر من ستين جريحاً، في عملية مركبة نفذها انتحاريو تنظيم داعش في مطار اسطنبول الدولي، وفقاً لترجيح وزير العدل التركي.
لم يتغير شيء في سورية مع التبدلات التركية، رغم التوقعات عن الكثير الذي ستحمله اللقاءات التركية الروسية والتركية الإيرانية، واستحالة أن يكون التوجّه نحو التطبيع الحقيقي، قد تمّ دون تفاهمات متدرّجة تتصل بمستقبل الدور التركي في سورية، مع كلام يربط انطلاق التفاهم مع ورسيا وإيران، بإقالة رئيس الحكومة السابق داوود اوغلو وتحميله مسؤولية السياسة التي أدّت إلى تخريب العلاقات بين أنقرة وموسكو وطهران.
Views: 1