جاء كضربة صاعقة على الوسط الاعلامي في لبنان وخارجه قرار ناشر صحيفة / السفير / اللبنابية طلال سلمان ..
فقد أعلن ناشر صحيفة "السفير" اللبنانية الأستاذ طلال سلمان أنّ الجريدة ستتوقّف نهائيّاً عن الصدور في 31 من آذار الجاري، كما سيحتجب موقعها الالكتروني بشكلٍ نهائي.
وأكد سلمان أنّ القرار الرسمي بالإقفال سيصدر الأسبوع المقبل، مشدّداً على أنّ جميع العاملين في المؤسّسة سينالون حقوقهم كاملةً، مشيراً الى أنّه سيقعد مؤتمراً صحافيّاً للإعلان عن الخطوات كاملةً. قال سلمان، بمرارةٍ وأسف: "خبر الوفاة أعلن، ولكن تمهّلوا علينا لإجراء مراسم التشييع".
وتعرّضت "السفير" للتوقف عن الصدور 3 مرات بقرارات صادرة عن الحكومة اللبنانية، كان آخرها عام 1993 حين صدر قرار قضائي بتعطيل الجريدة عن الصدور لمدة أسبوع بتهمة "نشر وثيقة تتضمن معلومات يجب أن تبقى مكتومة حرصاً على سلامة الدولة".
انتشر خبرالمؤسسة الصحافية العريقة التي صدر عددها الأول في 26 آذار 1974، بسرعة البرق في المواقع الاخبارية الكثيرة وصفحات مواقع التواصل الاجتماعي , وسيتلو مديرها بياناً يفصّل فيه مآل أزمة الاعلام اللبناني المالية غير المسبوقة وطرق المعالجة التي تبدو آفاقها مسدودة، ولاشك في أنه كغيره يُمنّي النفس ألا يكون بزوغ فجر الواحد من نيسان من دون تغريدة يمامة "السفير" المستديرة على شاكلة برتقال يافا، الا ان اتجاه الأزمة، ويا للأسف الشديد، يشي بغير ذلك.
في مقاله المعنون "عن صحافة لبنان وأزمتها الوجودية…" (السفير 21 آذار 2016)، كتب طلال سلمان الآتي: " لن تستسلم الصحافة ولن تختفيَ طالما بقيَ في لبنان "رأي عام" يعلي صوته مناصراً القضايا المحقة، فاضحاً الفاسدين ومستغلي الوظيفة العامة ونهابي المال العام وسيكون لنا كلام آخر قريباً… فإلى اللقاء". كلام تركَ أملاً بالتراجع عن قرار الاقفال الذي نرغب في ان نجدده في انتظار ما سيعلن وعلى أمل ان تتمكن مبادرات الساعات الاخيرة من تبديل مسار مأسوي يدق مسماراً اضافياً في نعش المجتمع ووعيه، ولبنان ودوره، ومنظومته الثقافية والفكرية التي بقيت لزمن طويل جزءاً مزعوماً من هوية الفرادة والاختلاف عن المحيط.
|