بدأت اليوم ورشة عمل للخط العربي بعنوان “همس الحروف” التي تقيمها وزارة الثقافة في مقر المعهد التقاني للفنون التطبيقية بقلعة دمشق بمشاركة ثمانية من طلاب المعهد ومن معهدي ادهم اسماعيل ووليد عزت للفنون التشكيلية .
وذكر مدير معهد الفنون التطبيقية طلال بيطار في تصريح لـ سانا أن هذه الورشة تقام ضمن خطة وطنية ثقافية وتعليمية لرفع مستوى الطلاب والمهتمين بالخط العربي لانجاز لوحات حروفية بتقنيات جديدة ليست ضمن المنهاج الدراسي بإشراف أربعة اساتذة مختصين يقومون بتدريب المشاركين لإنجازها حتى تحاكي الفن الحديث مشيرا إلى أنه سيتم عرض اللوحات الحروفية في معرض خاص نهاية الورشة كما ستستخدم لاحقا لتزيين مبنى وزارة الثقافة.
ويرى المشرف على الورشة طارق سواح أن أهمية هذه الفعالية في أنها تقام لأول مرة في سورية إضافة إلى إنجاز لوحات تحمل طابع الحداثة وفق تقنيات مختلفة مع الحفاظ على إصالة الخط العربي مبينا أن الطلاب المشاركين سينجزون ما يقارب 20 لوحة من الحجم الكبير بعضها عمل جماعي والآخر فردي باستخدام تقنيات حديثة بحيث يرى المتلقي لوحة خط عربي لكن بتقنيات القرن الحادي والعشرين.
وأوضح سواح أنه تم خلال الأيام الثلاثة الماضية التحضير للورشة عبر اختيار المشاركين ومواضيع اللوحات التي سيقومون بإنجازها وتحضير المواد اللازمة لذلك.
ولفت إلى أن اللوحات الحروفية كانت تقدم سابقا بشكل تقليدي عبارة عن حروف مرسومة داخل إطار ولكن اليوم الطلاب يقدمون هذه الحروف ضمن كتلة من خلال عمل نحتي بإحساس مادة الحجر أو لوحة رسم ضمن منظر طبيعي أو لدمشق القديمة وغير ذلك بحسب رؤية واختيار المشاركين.
وأضاف المشرف على الورشة استخدمنا الكتابة على القماش والخشب والمعدن ومادة الستيربور بتقنيات تنفيذ متنوعة لتعليم الطلاب أساليب حديثة نحاول من خلالها إيجاد مدرسة للخط العربي فيها شيء من الحداثة بالاستعانة بمدارس فنية مختلفة مثل التكعيبية والسوريالية وغيرهما مع الحفاظ على أصالة هذا الخط لإثبات مقدرة الحرف العربي على محاكاة الحداثة وأنه الخط الوحيد الذي يشكل لوحات تحاكي لوحات الفن الحديث بحسب بيكاسو الذي قال..
“كلما اذهب إلى مدرسة فنية أجد مدرسة الخط العربي سبقتني إليها”.
وبين وضاح سلامة مدرس في قسم النحت بالمعهد أنه سيطرح في الورشة الخط العربي بطريقة جديدة حيث كان سابقا يقدم بطريقة كلاسيكية عبر استخدام القصبة والريشة أما اليوم فادخلنا لوحات تشكيلية مع الخط والألوان والنحت واستخدمنا المسامير والأسلاك والخشب لتشكيل لوحة حروفية وربطنا فيها بين الخط كعبارة والنحت كتقنية.
وطالب سلامة بضرورة تطوير مستوى الخط وعدم الاقتصار على موروثنا ومدارس الأجداد لأن الخط هو نحت في كتلة فراغ وليس فقط شكلا على لوحة مسطحة.
وعن لوحتها بينت المشاركة هبة فلاح طالبة في قسم الخط بالمعهد انها اختارت قصيدة هذي دمشق للشاعر الكبير نزار قباني لتشكيل لوحة حروفية على لوحة رسم لحارة دمشقية قديمة بحيث تكون حروف القصيدة موزعة على مساحة اللوحة التي تمثل دمشق القديمة.
وأوضحت أن لوحتها من الحجم الكبير بطول 100 سم وعرض 120 سم استخدمت فيها الخط الديواني لرسم حروف القصيدة مشيرة إلى أهمية الورشة لتعلم الجديد في تقنيات الفن وإظهار جمالية الخط العربي.
وأشار المشارك علي خضر إلى أن المزج بين الخط العربي وباقي الفنون أمر مهم وجديد فمشاركة النحت بلوحة حروفية وبناء كتلة فوق الخط يعطي لوحة جديدة ومميزة لأن الخط العربي يتميز في كل مجالات الفن من نحت ورسم وتصوير.
أما المشاركة آلاء العرايشي التي رسمت صورة الشاعر نزار قباني بحروف من أشعاره فأوضحت أنها اختارت لوحة بورتريه لوجه الشاعر قباني لتزينها بأشعاره في مزج بين الرسم مشيرة إلى أن الورشة مميزة وتعلم تقنيات يطلع عليها الطلاب لأول مرة مثل تقنية العجمي على الزجاج وهو زخرفة خطية نباتية على الزجاج وهي تقنية نادرة في سورية.
يذكر أن أعمال ورشة همس الحروف مستمرة حتى 13 من الشهر الجاري في قلعة دمشق.
Views: 2