الطب مهنة، هي الأقدم بين المهن التي عرفها الإنسان، بل هي مهنة ماقبل المهنة حيث البقاء يتطلب إنساناً يداوي إنساناً آخر، ولأنها كذلك تحتل المشافي العامة موقعاً هاماً ومتميزاً في الأوساط الشعبية رغم شيوع المشافي الخاصة.. ولأن الدكتور الاختصاصي لايريد أن يخرب سمعته! فهو يرفض إجراء العمل الجراحي لمريضه في المشفى العام، ولأن المريض المحتاج للعمل الجراحي لايملك مايتوجب دفعه للمشفى الخاص.. والدكتور يدّعي أن حياة المريض في خطر لأن الداخل إلى المشفى العام مفقود والخارج مولود والسؤال الذي يطرح نفسه.. لماذا يستمر هذا الدكتور الاختصاصي بالعمل في المشفى العام طالما أنه يتباكى على حياة المريض، وجواب السؤال يقول: إن مهمة الاختصاصي هنا هي «تطفيش» المرضى إلى المشافي الخاصة أما المشفى الخاص الذي يعتبره أنه المكان الطبيعي لإجراء العمل الجراحي فهو ليس أفضل من أي مشفى عام والدكتور لايريد أن يتذكر أنه لولا سياسة مجانية التعليم في سورية لما تمكّن من متابعة التعليم مابعد الابتدائي وإن السنوات التي أمضاها في كلية الطب كلفت الدولة مئات آلاف الليرات السورية، واقتُطعت أساساً من دخول الناس الذين يرفض معالجتهم في المشفى العام حتى لايؤثر على شهرته، وهو لايريد أن يصحو ضميره فيتذكر أنه حصل على اختصاصه من المشفى العام ونسأل هنا: هل باتت مهمة بعض الاختصاصيين تنحصر بـ «تطفيش» الناس من المشافي العامة إلى المشافي الخاصة نعتقد أنه لابد من صحوة ضمير كي يتذكر الطبيب أن خبرته.. بل سمعته التي يخاف عليها هي محصلة تدربه في المشافي العامة.
عبد الرحمن جاويش
عبد الرحمن جاويش
Views: 8