اذا نسيت أكثر من مرة أين وضعت مفاتيح بيتك أو سيارتك أو أين تركت محفظة نقودك؟ أو اذا نسيت أكثر من مرة تاريخ عيد زواجك أو عيد ميلاد أحب الناس اليك؟ واذا نسيت المطعم الذي كنت دائما تتردد عليه في فترة من الفترات؟ فإنها مؤشرات أولى عن اصابتك بحالة النسيان التي قد تنتاب كل شخص طبيعي. لكن المشكلة اذا تكرر حدوث ذلك فقد يؤدي الى اهتراء الذاكرة ما قد يصل بالانسان الى نسيان أشخاص وأشياء أهم من تواريخ الميلاد، ويكون بذلك قد أصبح مريضا بالنسيان ومع الوقت قد ينسى البعض أحب الناس اليهم. وقد يكون نسيان أحدهم لصديقه الحميم أو حتى أخيه ليس خيارا بل نتيجة فقدانه الذاكرة وهو لا يزال حيا. فقدان الذاكرة أو مرض النسيان «الزهايمر» بدأ يزيد انتشاره بين البشر في الفترات الأخيرة ويتم اكتشاف أعراضه مبكرا حتى بين الكهول والشباب حيث لم يعد حكرا على الشيوخ والعجائز.
دراسات تبين زيادة انتشار مرض الزهايمر بين البشر
النسيان كما عنونت به احدى الأديبات العربيات اكتسح مساحات واسعة من عقول البشر اليوم ودمر بعضها ودفع بالبعض الى الجنون. حيث أن معدلات الاصابة بالنسيان الجزئي وصولا الى فقدان الذاكرة الجزئي أو الكلي الذي يعرف بالخرف أو بـ«الزهايمر» زادت في العصر الحديث نظرا بالأساس لتزايد اصابات في المخ بسبب الضغوط النفسية وارتفاع مسببات القلق والارهاق العقلي والاستهلاك المفرط للتكنولوجيا والتعامل الكثير مع الارقام والابتعاد عن حاضنة الطبيعة.
وحذرت تقارير علمية سابقة من ان «الافراط في الاعتماد على اجهزة الكترونية ورقمية في المعرفة والعمل قد يؤدي إلى الخلل المعرفي في الدماغ، وهذا ما قد يؤثر سلبا على المهمة الادراكية للمخ». حيث حذر باحثون على موقع «الزهايمر نت» ان الاستخدام الكثيف للهواتف الذكية بمختلف انواعها ووظائفها وتعويل الطفل خصوصا عليها قد يؤثر على نمو الذاكرة في مخ الأطفال ما قد يؤثر سلبا على قدرة ذاكرتهم في المستقبل وقد يكونون اكثر من غيرهم عرضة لمرض الزهايمر المبكر».
نحو مليون نصف عربي يعانون من فقدان الذاكرة والأرقام قد ترتفع مستقبلا حسب الموقع الطبي «اراب ميدي كار» حيث ان مرض الخرف يلتهم كثيرا من البشر ويجعلهم يفقدون كل ذاكرتهم حتى يصبحوا لا يعرفون أهلهم. هذه المرض الغول الى حد اليوم ليس له علاج شاف.
نصف مليون يموتون من البشر في العالم سنويا بسبب «الزهايمر» جراء النسيان. ويصيب مرض «الزهايمر» اليوم حسب موقع دولي لرصد انتشار ومسببات الزهايمر في العالم «alz.org» من «1 الى 3 كهول في العالم ما قد يجعله من أهم مسببات الموت في العصر الحديث. هذا المرض الغريب يعتقد الباحثون أن زيادة اصابة البشر به لم يعد محدودا في فئة الطاعنين في السن. ما يمثل مؤشرا خطيرا على تغيرات في قدرات الانسان الطبيعية على تخزين المعلومات وعلى التذكر وادراك الأمور.
وقد ذكر موقع «ايفري داي هيلث» الطبي أن «أعراض الخرف أو الزهايمر أصبحت تكتشف عند فئة من الكهول في عمر الشباب بداية من الثلاثينيات من عمرهم وقد تعود بعض الاصابات لسبب وراثي أو نتيجة تعرض شخص الى اجهاد عصبي كبير أو أزمة نفسية حادة نتيجة افلاسه أو فقدانه لوظيفة أو لفشله العاطفي ما يجعله مكتئبا بشكل مرضي».
وحسب المصدر نفسه فان «حياة المصاب بالأعراض الأولية لمرض الزهايمر تغير نظام حياته ويحتاج لساعات نوم أطول ولفترات هدوء أكثر من قبل».
الزهايمر حسب تعريف المكتبة الوطنية للطب على موقعها «nlm» يعتبر «داء يصيب المخ ويتطور ليفقد الإنسان ذاكرته وقدرته على التركيز والتعلم، وقد يتطور ليحدث تغييرات في شخصية المريض فيصبح أكثر عصبية أو قد يصاب بالهلوسة أو بحالات من حالات الجنون الموقت. ولا يوجد حتى الآن علاج لهذا المرض الخطير، إلا أن الأبحاث في هذا المجال تتقدم من عام لآخر. كما أثبتت الأبحاث أن العناية بالمريض والوقوف بجانبه تؤدي إلي أفضل النتائج مع الأدوية المتاحة».
وحسب المصدر نفسه فإن «الزهايمر أو الخرف يعد مرضا يرتبط بالشيخوخة. وكان هذا المرض سببا في موت الرئيس الأميريكي الأسبق رونالد ريغان. ويعد الخرف المرض الأكثر إثارة للقلق مع تقدم الناس في السن، خصوصا في غياب أي عقار شافٍ للقضاء عليه كما لا توجد وسيلة محددة لعملية التدمير التي يسببها للذاكرة.
حسب موقع رصد مرض الزهايمر فإن «أعراض النسيان تزيد بمرتين ونصف عند النساء أكثر من الرجال وقد تصل أعراض النسيان العادية الى حالة مرضية بسبب تعرض الانسان الى فترات طويلة مستمرة من التوتر العصبي». وعلى سبيل المثال فان ثلثي المصابين بالزهايمر في أميركا هم من النساء من اجمالي 5 ملايين مريض أميركي بفقدان الذاكرة.
وحسب احصائيات عالمية حول انتشار الزهايمر بين البشرية، فإن «الأرقام صادمة حيث اثبتت تسارع زيادة الاصابات بفقدان جزئي او كلي للذاكرة». وذكرت مجلة علمية على موقعها الالكتروني «الزهايمر نت» ان «مرض الخرف زاد بسرعة في السنوات الأخيرة وهو يصيب اكثر من 36 مليون انسان حول العالم في 2014».
هذا الغول الذي يقلق الكثيرين ممن هم على ابواب الشيخوخة يظهر أكثر حسب المصدر نفسه «في الدول الغنية والمتقدمة في أوروبا الغربية والولايات المتحدة». ويكلف علاج مرض فقدان الذاكرة العالم سنويا نحو أكثر من 600 مليار دولار أي أكثر من نصف تريليون دولار، مبلغ ضخم يعادل حجم ميزانيات 15 دولة عربية لعلاج النسيان الذي لا علاج له حتى اليوم. حيث إن الولايات المتحدة الأميركية تنفق سنويا لوحدها نحو ربع تريليون دولار لعلاج مرض الزهايمر.
ويستهدف الزهايمر فئة ما فوق 65 عاما من الناس اكثر من غيرهم وذلك بسبب أثر الشيخوخة على مخ الانسان. وتعتبر الأسباب المحتملة المؤدية للزهايمر كثيرة عددها الموقع المختص في دراسة الخرف وهو «الزهايمر نت» اهمها «مرتبط بمشاكل في الذاكرة بسبب الكآبة، أو الآثار الجانبية لدواء معين، أو لتعاطي الكحول بشكل مكثف، أو بسبب مشاكل الغدة الدرقية، او سوء التغذية، او نقص الفيتامينات، او بسبب بعض الأمراض المعدية، او بسبب الشيخوخة».
وقد يكون من الصعب معرفة الفرق بين التغير المرتبط بالعمر وأول علامة لمرض الزهايمر. بعض الناس يدركون التغييرات في أنفسهم قبل أي شخص آخر. الأصدقاء والأسرة هم أول من يلاحظون تغييرات في ذاكرة الشخص المصاب بأعراض النسيان وسلوكه أو قدراته.
وللمساعدة في تحديد أعراض الزهايمر في وقت مبكر في الولايات المتحدة على سبيل المثال وضعت جمعية الزهايمر قائمة من أعراض مرضية ان أصابت الفرد فعليه استشارة طبيب لاحتمال اصابته بمرض الزهايمر المبكر. وهذه الأعراض كالتالي:
* نسيان المعلومات
أكثر المؤشرات شيوعا لمرض الزهايمر، وخصوصا في المراحل الأولى، هي نسيان المعلومات. وتشمل نسيان المواعيد أو الأحداث المهمة، طلب المعلومات نفسها مرارا وتكرارا، والحاجة بشكل متزايد إلى الاعتماد على مساعدين لتنشيط الذاكرة (على سبيل المثال الاعتماد على الأجهزة الإلكترونية في تذكر المواعيد) أو التعويل على أفراد الأسرة في تذكر بعض الأمور.
* مشاكل مع الأرقام
بعض الناس قد يواجه تغييرات في قدرته على تطوير ومتابعة العمل والتعامل مع الأرقام. قد يكون لديه مشكلة في متابعة الفواتير الشهرية. وقد يكون لديه صعوبة في التركيز ويستغرق وقتا أطول في فعل أشياء كان يقوم بها في السابق في وقت قصير.
* الصعوبة في استكمال أعمال المنزل او في أوقات الفراغ
الأشخاص الذين يعانون من مرض الزهايمر غالبا ما يجدون صعوبة في إنجاز المهام اليومية. في بعض الأحيان، الناس لديهم صعوبة في القيادة والذهاب إلى مكان مألوف، يواجهون صعوبة في إدارة الميزانية.
* الارتباك من الزمان أو المكان
الأشخاص الذين يعانون من مرض الزهايمر يمكن في بعض الأحيان ان ينسوا أين هم أو كيف وصلوا إلى مكان ما.
* صعوبة في فهم الصور البصرية والعلاقات المكانية
بالنسبة لبعض الناس، وجود مشاكل في الرؤية هي علامة على مرض الزهايمر. قد يكون لديهم صعوبة في القراءة، وتحديد اللون الأمر الذي قد يسبب مشاكل في القيادة.
* مشاكل في التحدث أو الكتابة
الأشخاص الذين يعانون من مرض الزهايمر قد يكون لديهم مشكلة في ابداء الرأي مع مجموعة او خلال التحدث. قد يتوقفون في منتصف الكلام وينسون البداية ويضيعون الفكرة ولا يعرفون كيفية الاستمرار مع تكرار الكلام نفسه.
* وضع الأشياء في غير مكانها
مرضى الزهايمر قد يضعون أشياء في أماكن غير عادية. قد يضعون بعض الأشياء في مكان معين وينسون اين وضعوها ويتهمون البعض الآخر بسرقتها. وان تكرر هذا الأمر بشكل لافت فإنه مؤشر على زيادة فقدان الذاكرة.
* صعوبة اتخاذ القرار
الأشخاص الذين يعانون من مرض الزهايمر قد يواجهون صعوبة في اتخاذ القرار. على سبيل المثال، فإنها قد لا يحسنون التعامل مع المال، ويسرفون في الاتصالات الهاتفية.
* الابتعاد عن ممارسة الهوايات والأنشطة الاجتماعية
مرضى الزهايمر قد يبدأون في الابتعاد عن ممارسة الهوايات والأنشطة الاجتماعية، أو العمل أو الرياضة. قد يكون لديهم صعوبة في متابعة فريقهم الرياضي المفضل أو تذكر كيفية القيام بالهواية المفضلة
* التغيرات في المزاج والشخصية
مزاج وشخصية الناس الذين لديهم اعراض مرض الزهايمر يتغير بسرعة. ويمكن ان يصبح مريض الزهايمر مشوشا، ومكتئبا وقلقا وخائفا بشكل متقلب. وقد يكون الخروج مع الأصدقاء أو التواجد في الأماكن الطبيعية مبعث راحة لهم
Views: 1