–
نحن من إخترع الأرقام السورية وأدعو بشدة لإعادة إستعمالها (0123456789)…..
بقلم الدكتور اليان مسعد
الأرقام السورية هي إحدى مآثر السوريين تماماً كالأبجدية التي إخترعوها… و التي تدل على أن السوريين و منذ القدم كان لهم منحى عملي في الحياة فلم تكن الغيبيات تشغلهم كثيراً عن العمل وأهمية اختراع الأرقام انها سمحت بتطور العلوم والاقتصاد فنجد ان الإنسان على مرالعصور استخدم طرقاً كثيرة للعد ، فابتدأ بأصابع اليدين و الحصى و الصدف ثم استخدم الأرقام التصويرية كما نجدها عند إنسان الكهف ، و الأرقام الرمزية عند السومريين والبابليين والاكاديين و الأرقام الهيروغليفية و الأرقام الألفبائية . و لكن أرقى أنواع الأرقام التي توصل إليها الإنسان هي :
الأرقام الرومانية :I II III IV V VI VII IIX IX
ثم الأرقام السورية 1 – 2 – 3 – 4 – 5 – 6 – 7 – 8 – 9
والارقام الهندية:التي نستعملها حاليا
الأرقام السورية و تطورها :
-أول سوري وضع مخططاً للأرقام مرتكزاً على أساس الزوايا بالعصر الاموي هو راهب سرياني من دير قنسرين اسمه سفيروس (643 م) و كان يدرس ويدرس الرياضيات والفلسفة بالدير ، ثم تلاه تلميذه وهو راهب آخر من نفس الدير هو الراهب مرداس سنة ( 663م .) حيث جعل لكل رقم رمزاً ذا صفة علمية مستنداً إلى قاعدة رياضية في تحقيقه و ذلك باستخدام الزوايا الحادة و القائمة كأساس لبناء الرقم حيث اعتبر عدد الزوايا الحادة و القائمة هي علامة تقييمه تماما كما بسط سابقا اسلافهم الاراميون الكتابة المعقدة الى احرف صوتية عددها22حرف يتعلمها طفل متوسط الذكاء خلال اسبوع، فنجد في العدد واحد (1) زاوية حادة واحدة و في العدد ( 2) زاويتان و هكذا يكون الرقم صفر ( 0 ) بدون زوايا . هذا من حيث الترميز ، ولكن الأهم من ذلك هو اعتماد نظام التعداد العشري الذي يمكن من بناء الأعداد الأكبر في مجموعات أخرى هي الآحاد و العشرات و المئات والالاف وحتى الملايين—- الخ وهكذا إلى الى مالانهاية . و يعتبر ذلك تطوراً هائلاً تحرزه الأرقام السورية على سابقتها حيث قدمت حلاً لمشكلة كتابة الأرقام ذات القيمة المرتفعة ،بينما لم يستطع الرومان حل تلك الإشكالية لأنهم اعتمدوا على كتابة الأعدادعلى شكل رموز حيث أنهم أعطوا لكل عدد رمز :
أرقام رومانية: M – D – C – X – V – IV – III – II – I
أرقام سورية : 1 – 2 – 3 – 4 – 5 – 10 – 100 – 500 – 1000-10000-100000
و كان لاختراع الصفر أهمية كبيرة حيث تم تحديد الرقم الذي بانتهائه يبدأ الواحد و بذلك فتح المجال لابتكار الأرقام السالبة . و الأرقام العشرية هي عشرة بالفعل إلا أنها تبدأ بالصفر و تنتهي بالتسعة ( 9 ) و ليس بالعشرة كما يظن البعض . و لغايات فنية تتعلق بحسن الخط أصبحت الأرقام السورية كما نعهدها اليوم بعد أن كسرت زواياها و أصبحت منحنيات .استعملت الأرقام السورية بشكل قريب إلى شكلها الحالي اضافة لقنسرين في مدرستي : نصيبين و الرها واستعملهاالخوارزمي( 770- – 850 م) واستمرت سائدة حتى القرن الثاني عشر اما انتقال الأرقام السورية إلى العالم فقد وصلت الأرقام السورية إلى أوروبا من خلال عدة طرق أهمها :بعد احتلال بيزنطة لحلب961 م . حيث صادرت محتويات و وثائق قصر سيف الدولة الحمداني و الذي كانت جميع مدوناته الحسابية بالأرقام السورية . و كذلك الأمر من خلال دخول الفاطميين إلى صقلية عام 983 م . و بذلك انتقلت إلى أوروبا و من خلال الأندلس وصلت إلى أوروبا الغربية ، كذلك عن طريق الصليبيين الذين دخلوا سورية الطبيعية عام 1099 م.
و في الكتابات الغربية نجد أن الأرقام السورية معروفة باسم الأرقام العربية ففي معجم لاروس LAROUSE الفرنسي : يعرف هذه الأرقام بأنها عربية و أنها أصبحت معروفة في فرنسا منذ القرن العاشر الميلادي و في كتاب " الرياضيات قيد الصنع " لصاحبه " لنسلوت هوغبن " LANCELOT HOGBEN يقول :" لا ريب أن العرب هم الذين نقلوا إلى الغرب حوالي 1100 م . الأرقام التي يستخدمها الأوروبيون اليوم و كانت جامعاتهم في اسبانيا تعتبر منارة للعلم و جاء في كتاب LE CHIFFRE لصاحبه PEIGNOT ADAMOFT يقول : " إن الصفر يدل في اللغة العربية على الفراغ و قد زعم بعضهم أن للفظتي الصفر و الشيفر فرق يسير في الصوت إلى أن يقول : و من الغريب حقاً أن يجعل بعض علماء الغرب من فكرة الفراغ و لفظتها شيفر اسماً يطلقونه على العقود كلها " . بالإضافة إلى ذلك نجد أن الأوروبيون أخذوا مع الأرقام السورية طريقة استخدام السوريين للعمليات الحسابية الأربعة : ( + ، – ، × ، ÷) أي من اليمين إلى اليسار و لكنهم يقرأون النتيجة حسب لغتهم .
اما كيف جاءت الأرقام الهندية إلى البلاد السورية :كان أول وصول للأرقم الهندية إلى البلاد السورية على يد العالم الفلكي الهندي " كانكا " ( 773 م .) ، حيث وصل بغداد عاصمة العلم و المعرفة في العالم في ذلك الزمان .و أول من استعمل الأرقام الهندية الجديدة هو الخوارزمي الذي قسم الأرقام إلى نوعين : هندي ، و سوري.و نشأ تضارباً في أسبقية نشوء الأرقام من قبل الهنود أم من قبل السوريين لأن الاختراع كان قد تم في فترة زمنية واحدة.وساهم سريان الصين والهند ومنغوليا وتركستان واذربيجان وفارس وكل مسيحيي طريق الحرير بتسهيل اعتماد الارقام الهندية(حتى الان هنالك 7مليون سرياني وكلداني بالهند) و لأسبابٍ دينية و جغرافية غزت الأرقام الهندية سوريا الطبيعية عبر بلاد فارس و عن طريق احتلال " هولاكو " لبغداد و إقامة دولة المغول ، فأدى ذلك إلى تثبيت الأرقام الهندية ، ثم جاء الأتراك العثمانيون و زادوا في استعمالها وتثبيتها .
لماذا لاصرار على اعادة تبني ارقامنا السورية وما هي مزايا الأرقام السورية و ما هي أهمية استعمالها :
إن الأرقام السورية لا تقبل التزوير بسهولة في الوثائق المكتوبة دون أن يظهرالخلل على شكل الرقم ، أما في الأرقام الهندية فيمكن تحويل الصفر( . ) إلى أي رقم ، و كذلك الرقم( واحد) يمكن تزويره إلى ثلاثة و ستة و سبعة وثمانية و تسعة. و بنفس الوقت نجد أن الأرقام السورية عالمية فهي السائدة في كل العالم وهي المعتمدة بلغة العلم ماعدا عند الشعب السوري الذي اخترعها . و قد جاء في رأي الأمانة العامة للمنظمة العربية للمواصفات و المقاييس بتاريخ 25 5 1982 وبالحرف الواحد ( من الأجدى اتباع سياسة تهدف إلى استخدام الأرقام العربية 0 – 1 – 2 – 3 – 4 -5-6-7-8-9 ، حيثما أمكن لتحل محل الأرقام الهندية و بشكل خاص في المجالات العلمية و التعليمية ) وقد اخذت اغلب الدول العربية بهذه التوصية ماعدا سوريا التي تكره تاريخها وابنائها
و إذا كان العالم كله يعترف بما قدمه السوريون له من مبادئ الأرقام و يتخذها و يستعملها فيتوجب علينا نحن أحفاد من أوجدوها أن نعمل بها حفاظاً على مصالحنا وتراثنا الفكري الذي بلغ من القيمة و الأهمية مكانة أهلته ليصبح عالمياً ولكن لم يأن الاوان للسوريين ليتصالحوا مع تاريخهم.
-الدكتور اليان مسعد