: تشتهر مدينة دمشق بمهرة حرفييها في الكثير من المهن اليدوية ومنها حرفة
الرسم على الزجاج والقماش التي أثبتت العديد من الإناث جدارتهن فيها.
وتعتبر المرأة السورية الريفية الذين برعن في هذه المهنة حيث إن الرسم
على الزجاج لا يختلف من حيث المبدأ عن الرسم على القماش باستثناء المواد
الداخلة والمستخدمة فيها فيجب على الحرفي العامل بها أن يتمتع بموهبة
الرسم والابتكار والقدرة على إبداع الجديد وتحويل المواد عديمة القيمة
إلى مواد جمالية ذات قيمة فنية عالية يلتمسها الذواقة بأعينهم من خلال
نظرته الإخراجية لها بصورتها الكاملةالمراة السورية كعادتها تتفنن بالرسم
على كل ما تتلقفه يداها من ألواح الزجاج والمرايا والقوارير والأواني
والأطباق والكؤوس الزجاجية لتحولها بين أناملها إلى تحف فنية رائعة تذوب
مع رقتها القلوب ويشار إلى أن الأدوات والمواد المستخدمة في الحرفة هي
الزجاج كمادة أساسية والألوان الزجاجية ومواسير تحديد الزجاج أو قلم
تحديد ورسوم جاهزة على ورق ولباس خاص للعمل. أن الزجاج أنواع فمنه الشفاف
المرئي الذي يمكن الرؤية من خلاله والحبيبي أو المغبش غير المرئي الذي
تتعذر الرؤية خلاله وللحرفي الرؤية الكاملة للتحفة المراد صنعها والتي
يقوم على أساسها في اختيار نوع الزجاج المطلوب. وعن خطوات العمل تقول احد
الماهرات إن أهم خطوة التأكد من نظافة الزجاج وسلامته في العمل ثم تحضير
الرسمة لشفها عبر إلصاقها على الزجاج بوساطة ورق كربون ثم السير على خطا
الرسمة بيد ثابتة متأنية بمحدد خاص للرسم يدعى قلم أو ماسورة التحديد
التي تتوفر بألوان عدة مع ضرورة مراعاة التوازن في قوة الضغط عليه
لمراعاة السماكات المرسومة وتركه ليجف مدة ساعة أو ساعتين ثم الاتجاه
لتولين الرسوم بالألوان الزجاجية حسب رؤية الفنان وحب انتقائه للألوان
بواسطة فرشاة ناعمة بقياسات مختلفة دون المساس بخط التحديد مع التأكيد
ضرورة تنظيف الفرشاة بمادة التنر بعد الانتهاء من التلوين بكل لون على
حدا كي لا تفسد الألوان وحملها بحذر ووضعها في مكان آمن لتجف مدة ساعة أو
ساعتين على الأكثر ومن ثم يمكن استخدامها مبينة أنه في حال حدوث خطأ
أثناء التلوين أو الرسم فيمكن إزالته بمادة التنر وإمكانية التحكم بشدة
اللون عبر مده بالماء في حال عدم توافر درجاته بين يدي الحرفي. وعن حرفة
الرسم على القماش مع التوضيح أنها ذات الخطوات السابقة باستثناء المواد
الداخلة فيها حيث تعتمد فيها على أقمشة متنوعة منها الأركنزا والحرير
والشانيل مع ضرورة مراعاة السماكة اللونية فيها ومن ثم تقوم بشد القماش
بواسطة نول خاص لتثبيته والمحافظة على نظافته ثم تباشر بشف الرسمة عليه
بوساطة قلم خاص لتحديد القماش ثم تلوين الرسوم والنقوش بالألوان القماشية
وتركها لتجف وإعادة تلوينها مرة أخرى وصولا للسماكة اللونية المرغوبة با
الإشارة إلى أنها تستوحي رسومها من الطبيعة كالزهور والورود والأشجار
والأوراق والأغصان والنجوم وخلافها. وعن حرفة صناعة الورود من الألوان
تبين هؤلاء الماهرات أنها حرفة فريدة من نوعها يتم فيها تشكيل الزهور
وأوراقها من شريط سلكي يكون وسطه مفرغا ثم تقوم بغمسه داخل إناء يحوي
كمية جيدة من ألوان الديبت أو الألوان الزجاجية فيمتلئ تلقائيا ذلك الوسط
الخالي بمادة اللون ليعطي طبقة رقيقة مصمتة على شكل الورقة أو الوردة
التي تم تشكيلها من السلك المعدني ثم تتركها لتجف مدة 3 ساعات تقريبا
وبعد جفافها تعطي إحساسا بملمس زجاجي رخم ورقيق يمكن ملاحظته وتستخدم تلك
الأشغال لتوضع ضمن الأواني الزجاجية أو ترفق مع الآنية الزجاجية المرسومة
بالألوان . و بمناسبة عيد الأم القادم كان لابد لنا نحن الإعلاميين إن
نسلط الضوء على عطاء المرأة السورية وهي شريكة في المجتمع وخاصة في
المجالات الفنية و المهنية و غيرها …
عبد الرحمن جاويش
Views: 8