بيروت..
تزامناً مع "اليوم العالمي للغة العربيّة" الذي يصادف اليوم، انطلقت منتصف ليل أمس، مبادرة "بالعربي" على مختلف منصّات الإعلام الجديد. تستمرّ المبادرة يوماً كاملاً، يهدف إلى جعل مواقع التواصل عربياً، تنطق باللغة العربيّة فقط.تنطلق "بالعربي" من دبي، بمبادرة شبابيّة تبنتها لاحقاً "مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم"، بهدف الحثّ على المزاوجة بين لغة الضاد، وتقنيات التواصل الحديثة. وتسعى لجعل التفاعل مع اللغة العربيّة على منصّات التواصل، حيوياً وملوّناً.وكانت الحملة قد بدأت الترويج لأنشطتها قبل أيّام، من خلال مقاطع فيديو حمّلتها على "يوتيوب" و"انستغرام" بالإضافة إلى إنشاء صفحات خاصّة بها على "فايسبوك" و"تويتر".وكانت منظّمة "اليونسكو" كرّست الاحتفال بـ"اليوم العالمي للغة العربيّة"، في تشرين الأوّل من العام 2012. وجاء اختيار 18 كانون الأوّل، لأنّه التاريخ الذي أقرت فيه الجمعية العامة للأمم المتحدة اللغة العربية، ضمن لغاتها الرسمية، في العام 1973. وتقيم "اليونسكو" اليوم احتفاليةً بهذه المناسبة في مقرّها في باريس، بحضور ممثلي الدول الأعضاء، ومتخصّصين وباحثين وكتاب من كلّ دول العالم. كما تقيم مكاتب المنظّمة في مختلف دول العالم، لقاءات تناقش المحور الرئيسي للاحتفالية وهو "دور الإعلام في تقوية أو إضعاف اللغة العربية"، بمشاركة خبراء إعلاميين، ولغويين متخصصين. تندرج مبادرة "بالعربي" في إطار الاحتفالات العربيّة بالمناسبة، وتهدف إلى التشجيع على نشر لغة الضاد بشكل مكثّف على الشبكة، من خلال استخدام وسم "بالعربي"، على مختلف منصّات الإعلام الجديد.تهدف المبادرة إلى محاربة الصورة النمطية عن اللغة العربية، وإخراجها من الإطارات اللغويّة الصارمة، أو المصطلحات التي تنشأ في المعاجم وتبقى فيها. كما تسعى إلى المحافظة على إرث اللغة، من دون الانتقاص من فحوى النصوص القديمة أو المراجع الأساسيّة.الهدف الأساسي من إطلاق هذه المبادرة هو "ضعف المحتوى العربي في شبكة الإنترنت، وغياب الخطوات الفعلية والملموسة لترغيب المستخدم العربي بلغته، والفجوة كبيرة بين عدد المستخدمين العرب والمحتوى العربي في الإنترنت"، يقول مهدي الغفري، أحد القيّمين على المبادرة. ويسأل: "من منّا يغيّر لغة هاتفه مثلاً إلى اللغة العربية؟"، مضيفاً: "فكرة المبادرة جاءت لكسر الانطباع السائد بين الشباب، أنَّ اللغة العربية هي فقط لغة الأدب والشعر والخطّ، في وقت هي أيضاّ لغة للتكنولوجيا والإنترنت والدردشة".ويلفت الغفري إلى أنّ عدد من يتكلّمون اللغة العربية كلغة أم، يبلغ حوالي نصف مليار شخص، مئة وأربعون مليوناً منهم، مشتركون بشبكة الإنترنت."إذا شارك 1 في المئة اليوم من خلال تغريدة مرفقة بوسم "بالعربي"، سنحظى بحوالي مليون و400 ألف تغريدة عربيّة خلال 24 ساعة.. فلنغرّد بالعربي".يشارك في المبادرة، كليات التقنية العليا في دبي كشريك أكاديمي، إلى جانب مبادرة "تغريدات"، و"غوغل" و"أيام الإنترنت العربي" بصفة شريك معرفي، و"نكست" للعلاقات العامة كراع إعلامي. ويوضح الغفري أن حملة "بالعربي" ليست محدودة جغرافياً، بل تستهدف الفضاء الإلكتروني بأكمله. ويشير إلى أنّ وسم "بالعربي"، سيكون بمثابة المفتاح للولوج إلى مستجدات الحملة لحظة بلحظة في معظم مواقع الإعلام الجديد. "ويعد الوسم مقياساً فعالاً لمدى نجاح الفكرة، فمجرد ظهوره على قائمة أكثر الوسوم المتداولة على تويتر" يعد نجاحاً بحدّ ذاته".تهدف مبادرة "بالعربي" إلى جعل اللغة العربيّة خياراً أساسياً وممتعاً على شبكة الإنترنت، بالنسبة للشباب مع إصرارها على الابتعاد عن الوعظ المجترّ المملّ. ويبدو ذلك هدفاً بعيد المنال، ولكنّه ليس صعباً، خصوصاً أنّ آخر الإحصاءات تشير إلى أنّ العربيّة هي اللغة السادسة الأكثر استخداماً على موقع "تويتر" بعد الإنكليزيّة، واليابانيّة، والإسبانيّة، والمالاوية، والبرتغاليّة
Views: 11