موقع “والا”
كتب المحلل اورن نهاري، ان السؤال المهم المطروح الآن، هو: ما الذي جعل ترامب يستجيب لطلب اسرائيل الاعتراف بالسيادة الاسرائيلية على الجولان..؟صحيح ان الرئيس الأمريكي يتصرف وفق إحساس أمعائه، وحتى نزواته،وهو ما أوصله الى البيت الأبيض، لكن ليس واضحا ما الذي ينتج عن ذلك..
المؤامرة التي لا يمكن قبولها على الإطلاق، هي أن هناك صفقة سرية بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وترامب: روسيا لن تفجر مشكلة في قضية الجولان، والولايات المتحدة لن تثير مشاكل في قضية شرق أوكرانيا. وهناك من ذهب أبعد من ذلك، وزعم ان الصفقة تقول ان الاعتراف الأمريكي بالجولان يقابله الاعتراف لروسيا بشرق أوكرانيا.
نتنياهو يشاطر ترامب، الكراهية العميقة للرئيس السابق باراك اوباما، وللديمقراطيين الليبراليين. وهما يشعران انهما مرفوضين من قبل النخبة التي جاءا منها، وهناك خطوط تشابه كثيرة بينهما. بالتالي، فإن المديح الذي كاله نتنياهو لترامب، كان كالزيت في عظامه. فالرئيس ترامب يعتقد ان نتنياهو هو افضل رئيس حكومة لاسرائيل،بالتالي يجب مساعدة الاصدقاء. فكما ساعد نتنياهو، ترامب عشية انتخابات 2016، فهذا هو الوقت المناسب لرد الجميل. وهذا هو الوقت المناسب لرمي الورقة الأهم، خصوصا في فترة الانتخابات، وحين يكون نتنياهو مأزوما.الحديث اذا يتعلق بالسياسة.فترامب يأمل مع نتنياهو،انجاز مشروع ضافي:نقل صوت يهود الولايات المتحدة من الحزب الديمقراطي الى الحزب الجمهوري، على اعتبار ان يهود امريكا يصوتون بشكل دائم لصالح الديمقراطيين.
الاعتراف بالسيادة الاسرائيلية على الجولان، ليست قانونا من الكونغرس، أي ان بإمكان رئيس امريكي جديد ان يلغي القرار، اذا رغب بذلك.وفي الوقت الحاضر، حصل نتنياهو على انتصار سياسي ودبلوماسي كبير جدا، فيما حصل الرئيس الأمريكي على نقاط اضافية في أوساط مؤيديه.
بعد الانتخابات الاسرائيلية، من المقرر ان يعلن ترامب او طاقمه، عن صفقة القرن.فبعد الهدايا الأمريكية- نقل السفارة الأمريكية الى القدس، والاعتراف بالسيادة الاسرائيلية على الجولان-التي تعتبر الهدية الأكبر لاسرائيل، من المحتمل ان تدفع اسرائيل الثمن في الضفة الغربية. اذ لا توجد هدايا مجانية لدى الولايات المتحدة. وسيكون هناك من يدفع الثمن. فبعد كل هذه الهدايا المثيرة، سيجد نتنياهو صعوبة كبيرة، ولن يكون بإمكانه رفض الصفقة الأمريكية التي ستوضع على الطاولة.وسيصلي على امل ان يعرقل الفلسطينيون الصفقة، وهذا ما سيحصل على ما يبدو،لكن هذا قصة أخرى.
صحيفة “يسرائيل هيوم”
غالبية في الدول العربية معنية بالعلاقات مع اسرائيل
اظهر استطلاع أجرته مؤخرا الخارجية الاسرائيلية، على مستوى العالم، ان نسبة كبيرة من العرب في الدول العربية، معنية بإقامة علاقات مع اسرائيل. وجاءت نتائج الاستطلاع على النحو التالي: 43% من العراقيين، و34% من الايرانيين، يرغبون بالعلاقات مع اسرائيل، اما في السعودية، التي تقيم اتصالات سرية غير رسمية مع اسرائيل، فقد اعرب فقط 23% عن رغبتهم بتعزيز العلاقات مع اسرائيل. وفي الامارات 42%، والمغرب 41%، وتونس 32%، والجزائر 21%.
وقالت الصحيفة، ان اجراء مثل هذه الاستطلاعات التي تقوم بها شركات عالمية متخصصة، اصبح إجراءا ثابتا بالنسبة لاسرائيل بهدف اختبار الميزات والتحديات التي تواجهها على مستوى الرأي العام العالمي.
مسؤول في الخارجية الاسرائيلية، علق قائلا ان النتائج تشير الى استقرار ايجابي في النظرة الى اسرائيل في العالم. واضاف، ان المعطى الأهم هو عدم اهتمام الجمهور في العالم بالموضوع الفلسطيني.في المقابل، تعتبر اسرائيل دولة من المفيد اقامة علاقات معها. وهذا توجه جيد لأن العالم بات يدرك عظمة اسرائيل.
صحيفة هآرتس:
حكم الجولان ليس كحكم الضفة الغربية..واستخدام القوة لا يمنح السيادة على الارض..
كتب المحلل مردخاي كرامنتسير، ان تصريحات المصدر السياسي الاسرائيلي التي قال فيها ان الاعتراف اظلمريكي بسيادة اسرائيل على الجولان، يبشر باعتراف مماثل بضم الضفة الغربية، او جزء منها، تثير الدهشة، كونها تعرض الواقع بصورة مشوهة،وحتى تتبجح بامكانية وضع مبدأ عام في اماكن تم التأكيد على ان هذا المبدأ لا يسري فيها. فالكل يجمع على انه لا يجوز الاستحواذ على الارض بالقوة،لكن الأمر هنا ممكن، كما يقول المصدر السياسي الاسرائيلي.الذي اضاف، ان الحديث هنا لا يدور عن سيطرة على ارض محتلة بانتظار تحديد وضعها بالاتفاق بين الطرفين، وانما عن فرض السيادة على هذه الارض من قبل الدولة التي تحتلها بخطوة أحادية،وهذا امر مختلف تماما.فما هو المسوغ..؟حسب المصدر السارائيلي،فان الاعتراف المريكي يحدد مبدأً يمكن بموجبه الاحتفاظ بأرض تم احتلالها في حرب دفاعية.
واذا تجاهلنا الخطا الذي يتكرر من جديد،وكان الحديث يدور عن احتفاظ بالأرض، يتضح من اعلان الرئيس الأمريكي، ان المصدر السياسي الاسرائيلي كان متسرعا في حكمه. فاعلان الرئيس الأمريكي يعيد التذكير بان اسرائيل سيطرت على الجولان من اجل الدفاع عن أمنها، امام التهديدات الخارجية،وهي تواصل وصف الهضبة السورية باعتبارها مكانا تنطلق منه هجمات على اسرائيل، من جانب ايران ومنظمات الارهاب، بينها حزب الله،والحاجة لأن تدافع اسرائيل عن نفسها وأمنها، امام سورية والتهديدات الاقليمية الاخرى. وفي ظروف استثنائية كهذه،يجب الاعتراف بسيادة اسرائيل على الجولان. كما جاء في الاعلان الأمريكي.
هذه الطروف الاستثانية، غير قائمة في الضفة الغربية،التي يوجد فيها تنسيق أمني مع السلطة الفلسطينية. بالتالي، فان الاعلان الامريكي لا يتستند الى مبدأ عام وشامل،كما يصفه المصدر السياسي الاسرائيلي.والعكس هو الصحيح. فالاعلان الأمريكي يؤكد على ظروف خاصة جدا.ولا يوجد تشابه بين الجولان وبين الضفة الغربية من جوانب اضافية،بينها عدد السكان غير اليهود في المنطقتين، وأهمية ممارسة الفلسطينيين لحق تقرير المصير الوطني الطبيعي في الضفة،عدا عن الجانب المتعلق بطريقة تصرف اسرائيل تجاه الضفة.
على مدى 25 سنة، امتنعت اسرائيل عن ضم الضفة، وأجرت مفاوضات مع السلطة الفلسطينية حول مستقبل الاراضي، من حيث القوات والصلاحيات، لقائد المنطقة، باعتبارها ارضا خاضعة للسيطرة العسكرية. وبموجب القانون الدولي، فان السيطرة العسكرية على الارض لا يمكنها نقل السيادة الى الدولة التي تسيطر.فاستخدام القوة او التهديد بها لا يمنح شرعية السيادة على الأرض. والمنطق والقاعدة اللذان يحكمان مفهوم أي سيطرة عسكرية على ارض، هو حالة مؤقتة،تفرض قيودا على السيطرة العسكرية لجهة الجفاظ على النظام العام، الى جانب الحفاظ على الوضع القانوني، الا اذا كانت هناك ضرورة لتغييره، لحين التوصل الى اتفاق بين الجانبين.
من الجائز الافتراض، ان الادارة الأمريكية تحت سلطة ترامب، التي لا تتمتع بصلاحيات اخلاقية وموقع يخولها قيادة العالم،قد تقرر الاعتراف بضم الضفة او جزء منها، لكن هذا لا يعني ان ترامب سيكون زعيم معسكر تسير دول اخرى في اعقابه. ومن الجائز الافتراض ايضا، ان سيكون موضع ادانة من الاسرة الدولية، بوصفه ينتهك مبدأً اساسيا في القانون الدولي
Views: 5