سيدة الدراما السورية، الممثلة العظيمة التي قدمت أعمالاً كثيرة وحفرت في ذاكرة المشاهد صورة الأم الحنون والسيدة القوية القادرة على تحمل أشد المصائب.
إنها منى واصف التي تعد إحدى أبرز وأشهر المثلات في سوريا والعالم العربي، وقد شاركت بما يقارب 200 عملاً في السينما والتلفزيون لسنوات طويلة، وتعددت أعمالها في غالبية دول العالم العربي.
تُعد من المساهمين في صناعة الدراما السورية العريقة، وذلك من خلال مسيرتها الممتدة على مدار ستة عقود متتالية، وهي عضو في نقابة الفنانين السوريين منذ 1 آذار/مارس 1968.
عارضة أزياء
ولدت منى واصف في دمشق عام 1942 لأب مسلم وأم مسيحية، بدأت حياتها كعارضة أزياء وذلك في نهايات خمسينات القرن العشرين، ثم انضمت إلى “مسرح القوات المسلحة” عام 1960 لتشارك في أول عمل مسرحي لها “العطر الأخضر” وقدمت مجموعة من العروض المسرحية التي شكّلت بداية فن المسرح الفعلي في سوريا.
انضمت منى واصف إلى “فرقة أمية” التابعة لوزارة الثقافة، وفي عام 1964 عملت بفرقة الفنون الدرامية التابعة لوزارة الإعلام التي يرأسها رفيق الصبان، وعملت في السينما المصرية حيث قدمت العديد من الأعمال فيها بفترة من الفترات وبعدها اقتحمت سينما لبنان وسوريا.
أعمالها الكثيرة
شاركت منى واصف في أكثر من مئتي عمل في المسرح والتلفزيون والسينما، وكان أول عمل تلفزيوني لها هو “ميلاد ظل” عام 1961.
ورغم مشاركاتها السينمائية الكثيرة، إلا أن دور “هند بنت عتبة” في فيلم “الرسالة”، يعتبر أشهر ما قدمته في السينما على الإطلاق.
كما شاركت منى واصف بعدد من الأعمال في دول الخليج، وقدّمت عشرات الأعمال الكوميدية والدرامية في التلفزيون ولمع نجمها في أدوار “الأم”.
ومن أبرز أعمالها الدرامية: “حمام الهنا” عام 1968 و”أسعد الوراق” عام 1975 و”فارس من الجنوب” عام 1979 و”عز الدين القسام” عام 1982 و”وادي المسك” عام 1982 و”غصب الصحراء” عام 1989 و”شبكة العنكبوت” عام 1990 و”الخشخاش” عام 1991 و”أبناء وأمهات” عام 1993 و”جواهر” عام 1994 و”العبابيد” عام 1997 و”النصية” عام 1998 و”أنشودة الأمل” عام 1999 و”أسرار المدينة” عام 2000 و”ذي قار” عام 2001 و”زمان الوصل” عام 2002 و”مخالب الياسمين” عام 2003 و”قتل الربيع” و”ليالي الصالحية” عام 2004 و”عصي الدمع” و”فسحة سماوية” و”المارقون” و”حاجز الصمت” و”بكرا أحلى” عام 2005 و”سقف العالم” و”مشاريع صغيرة” و”الأمين والمأمون” و”ممرات ضيقة” عام 2006 و”باب الحارة” عام 2007 و”وحوش وسبايا” و”الحوت” و”بيت جدي” و”من غير ليه” عام 2008 و”رجال الحسم” و”الدوامة” و”قاع المدينة” عام 2009 و”زمن العار” و”وراء الشمس” و”القعقاع بن عمرو التميمي” و”الصندوق الأسود” عام 2010 و”الزعيم” و”رجال العز” و”الولادة من الخاصرة” عام 2011 و”قمر شام” و”ياسمين عتيق” عام 2013 و”الغربال” و”قلم حمرة” و”طوق البنات” عام 2014 و”علاقات خاصة” و”العراب نادي الشرق” عام 2015 و”جريمة شغف” و”ياريت” و”سمرا” و”العراب تحت الحزام” عام 2016 و”الهيبة” عام 2017 و”الهيبة العودة” عام 2018، والهيبة – الحصاد” عام 2019.
ومن أعمالها السينمائية “سلطانة” عام 1966 و”الصديقان” و”اللص الظريف” عام 1970 و”امرأة تسكن وحدها”عام 1971 و”مقلب من المكسيك” عام 1972 و”بقايا صور” عام 1973 و”المغامرة” عام 1974 و”الاتجاه المعاكس” عام 1975 و”الرسالة” عام 1976 و”الأبطال يولدون مرتين” عام 1977 و”حب للحياة” عام 1981 و”قتل عن طريق التسلل” عام 1982 و”الشمس في يوم غائم” عام 1985 و”التقرير” عام 1986 و”الانتفاضة” عام 1987 و”الحنان المر”عام 1988 و”الطحالب” عام 1990 و”شيء ما يحترق” عام 1993 و”آه يا بحر” عام 1994 و”ظلال الصمت” عام 2006 و”شغف” عام 2007 و”مناحي” عام 2008.
من أعمالها المسرحية “العطر الأخضر” عام 1960 و”الأعماق” عام 1964 و”طرطوف” عام 1966 و”الزير سالم” عام 1971 و”أوديب ملكاً” عام 1979.
الرسالة
من أبرز علامات ومحطات منى واصف فيلم “الرسالة” مع المخرج الكبير مصطفى العقاد، والذي أُنتج عام 1976، وقدم بنسختين عربية وإنكليزية، وشاركت في النسخة العربية مع سناء جميل وعبد الله غيث وأحمد مرعي وحمدي غيث.
وعن هذه التجربة قالت منى واصف: “المخرج الكبير الراحل مصطفى العقاد كانت لديه رسالة وبدأ منذ الستينيات في التحضير للعمل بنسختيه، وظل نحو 7 سنوات يتنقل من بلد إلى بلد للحصول على الموافقات، حتى حصل عليها من الأزهر الشريف، ودرس الموضوع جيداً، وقال لي إنه يريد أن يقدم العرب حتى قبل الإسلام بصورة راقية فقد كانوا تجاراً وشعراء ومفكرين ومتحضرين، وعندما جاء الإسلام أو (الرسالة)، وهي موضوع الفيلم، صاروا أكثر تحضراً، ودرس هذا الموضوع بتعمق شديد، وصورنا بالمغرب وتوقف العمل، وبعد ذلك انتقل إلى ليبيا لأنه كان يصور النسخة العربية والإنكليزية في الوقت نفسه، ففي الديكور ذاته كان يحضّر الممثلين الأجانب الذين يجسدون شخصياتنا العربية ويصورون المشهد نفسه ولكن بالإنكليزية، واستمر تصوير العمل نحو سنتين ومونتاجه سنة، وعرض في عام 1976، ونافسنا كممثلين عرب بقوة في النسخة العربية الممثلين الأجانب وحققنا نجاحاً كبيراً، ما يعني أننا نستطيع أن نفعل المستحيل إذا توحدنا وقدمنا فناً هادفاً فلسنا أقل من الغرب في أي شيء”.
المناصب
تقلدت منى واصف منصب نائب رئيس اتحاد الأدباء من عام 1991 وحتى عام 1995، كما أنها تقلدت منصب سفيرة النوايا الحسنة للأمم المتحدة في عام 2002.
وشاركت بلجان التحكيم في عدة مهرجانات للمسرح والسينما والتلفزيون.
أسرار حياتها
كشفت منى واصف العديد من أسرار حياتها الشخصية، وعلاقتها بنجلها وزوجها الراحل في أحد لقاءاتها المتلفزة.
وقالت إنه لو يعود الزمن للوراء، ما كانت لتغضب والدتها التي كانت تريدها أن تكمل دراستها الجامعية.
وكشفت عن صفات فيها لا يعلمها أحد عنها، وهي حبها للتبولة وللأكل النباتي، كما أن دمها خفيف.
وأضافت إنها تدلع نفسها بنفسها، وهي متصالحة مع ذاتها وتحب الحياة، وأنها تجاوزت الكثير من المآسي وبقيت في التمثيل، وأنها لم تؤذ أحداً، وتفكر كثيراً قبل أن تتصرف.
ومن أطرف المواقف التي واجهتها، أنها قامت بإعطاء محتاج 400 ليرة سورية، إلا أنه مزقها بسبب عدم رضاه عن قيمتها، كونها الممثلة الشهيرة فتوقّع أن تعطيه أكثر.
كما أكدت نى واصف أنها لم تشعر بالتعب يوماً، وتخاف من الحسد، كما أنها تضع دائماً “خرزة زرقاء”. وعن= قراءة الفنجان، قالت إنها لا تشرب القهوة منذ 30 عاماً، وروت أن حماتها كانت تقرأ لها الفنجان عن طريق المزاح.
وعن زوجها الراحل المخرج محمد شاهين، قالت: “الله يرحمه، أجمل ما في علاقتنا هو أنه منحني الاحترام والاستقرار والحب، واستوعب طموحي”.
وتابعت أنها لم تر ابنها عمار منذ 11 عاماً لأنه يعيش في الولايات المتحدة الأميركية، ولهذا فهي تعيش في وحدة.
أما عن سر عدم سفرها إليه، فأكدت أنها اعتادت على الشجر والأشخاص وأن الوطن يكون في بعض الأحيان أغلى من الأبناء.
كما قالت منى واصف إنها امرأة قوية وليست “مستقوية”، فالقوة تنتج عن الخبرات والتجارب، كما أنها ليست امرأة “بكّاءة”، قائلة: “أحياناً أشعر أن الدموع قوة تفرج همّاً معيناً، وبيني وبين نفسي أذرفها، أما أمام الناس لا، فلا أحب أن يرى أحد ضعفي”.
أسرتها
لها ثلاث شقيقات منهن الممثلتين هيفاء وغادة واصف. وهي زوجة المخرج محمد شاهين وقد تزوجا في عام 1963 حتى وفاته عام 2004، ولهما ابن واحد هو “عمار”، كما أن شقيقتها هيفاء هي زوجة الممثل محمود جبر ومن أبنائهما الممثلتين ليلى ومرح جبر، ومن أحفادهما الممثلين دانا جبر ومضر جبر.
الجوائز والتكريمات
حاصلة على العديد من الجوائز والتكريمات ومن تلك الجوائز:
-جائزة اتحاد المرأة في دورها في فيلم «شيء ما يحترق».
وسام الاستحقاق السوري من الدرجة الممتازة.
جائزة من مهرجان دمشق السينمائي الرابع عشر.
جائزة من مهرجان الإسكندرية السينمائي.
جائزة من ملتقى المنتجين العرب.
جائزة من مهرجان جميلة بعلبك.
جائزة من مهرجان وهران السينمائي.
جائزة تكريمية من مهرجان “الموريكس دور” عن مجمل مسيرتها الفنية.
تكريم مهرجان دبي السينمائي عن مسلسل “الهيبة”.
معلومات قد لا تعرفونها عن منى واصف
في 40 وفاة زوجها، شاركت في مسلسل “ليالي الصالحية”، وحينها كانت حاقدة على الموت.
هناك 4 رجال مروا في حياتها، هم والدها وزوج أمها وزوجها وإبنها.
أمها اصطحبتها هي وشقيقتيها عندما تزوّجت، فهي لم تتركهن ولم تتخلَّ عنهن يوماً.
لا يمكنها أن تعيش خارج الشام، ومن المستحيل أن تتركها، واصفة الغربة بالموت الجارح.
أكدت أن الأمومة زادتها قوة، وأنها باتت امرأة مكتملة بعدما أعطاها ابنها الشعور بالأمومة.
قالت إن التقدم بالسن لا يخيفها وإنها تحب أن تصبح ختيارة وغير عجوز.
المصدر (نشرة – الفن)
Views: 5