خلال فترة الأزمة، تحولت الكثير من الاراضي الزراعية في
محافظة الحسكة إلى انتاج الخضار بهدف الاستفادة من النقص الشديد في وصول
المواد الأساسية إلى المحافظة نتيجة لتعاقب الميليشيات المسلحة المتعددة في
السيطرة على الطرقات الأساسية، وربما يكون لـ “زراعة الانفاق”، التي بدأت
تنتشر في الريف الجنوبي، انتشارا استثنائيا خاصة ضمن الأراضي التي تعد
فقيرة بمصادر الرّي.
تقوم “زراعة الأنفاق”، على استنبات الشتلة الزراعية ضمن “قوالب” أو “أطباق” مصنوعة من البلاستيك أو “الفيبر كلاس”، ويستخدم “التورب”، بدلاً من التربة العادية، للإنبات ضمن المنازل السكنية، ومع بدء الربيع تنقل الشتلة للزراعة في الأرض من ثم تغطيتها بالأنفاق المصنوعة من الأقواس الحديدية والبلاستيك، وذلك بهدف تجنيب الشتلة موجات انفخاض الحرارة الشديد خلال ليالي أوائل الربيع.
يقول أحد المزراعين، إن اتباع الأساليب العلمية لانتاج الخضار، يرفع من انتاجية الأرض، ليصل انتاج الدونم الواحد، إلى ٢٠ طن من البندورة التي تحتاج لمدة زمنية من ٢-٤ أشهر، فيما يعد قطاف محصول الخيار ممكنا خلال ٤٥ يوم من الزراعة وبانتاج يصل إلى ١٠ طن للدونم الواحد، ومع توفر مساحات تصل إلى ١٠٠ دونم من الأرض الخاصة، تصبح الخضار محاصيل ذات إنتاجية ومرود عاليين، يؤمنان دخلا ثابتا للفلاح أياً كانت الظروف الجوية السائدة في المنطقة.
الخروج من الدائرة للضيقة للعملية الزراعية المعروفة بـ “العروة الربيعية – العروة الخريفية”، هو الهدف الأساس من تطوير الاساليب الزراعية من قبل فلاحي المحافظة، ولعل فترة الحرب الدائرة في البلاد، هي من وسعّت أفق التفكير في الانتاج الزراعي، حتى إن بعض الأراضي في الريف الجنوبي بدأت تتجه نحو زراعة الأشجار المثمرة بالاستفادة من حفر الآبار الارتوازية دون الحصول على تراخيص نظامية من مؤسسات الدولة.
يتخوف الفلاحيين من عودة استجرار الخضار من المحافظات السورية الاخرى من قبل التجار، لأن ذلك سيعني بالضرورة منافسة لبضائعهم التي تلقى إقبالاً عاليا، وبأسعار تصل إلى ١٠٠٠ دولار أمريكي للطن الواحد من البندورة، و٨٠٠ دولار أمريكي للطن الواحد من الخيار، كما تروج زراعات أخرى في المنطقة كـ “الباذنجان – الكوسا – البطيخ”، ومن المتوقع أن تكون ذات مردود عالي لهذا العام.
Views: 3