«يا له من اسم جميل، أنا حقاً أجيد اختيار الأسماء»..هكذا هنأ ترامب نفسه على إطلاق اختصار جديد لمطالبته حلف «ناتو» بتوسيع دوره في «الشرق الأوسط» تحت مُسمى «ناتوم».. و«ناتوم/NATOME» هي اختصار «ناتو- NATO» مع أول حرفين من الـ«Middle East- الشرق الأوسط».
طبعاً، لا تخلو تلك «التهنئة» من سخرية يتعّمدها ترامب تجاه الأوروبيين الذين يعيشون حالة «شيزوفرينيا» تجاه الولايات المتحدة منذ بداية هذه الألفية.. حالة تضاعفت مع ترامب ليزدادوا تخبطاً بين البقاء معها أو الانفصال عنها، وكلا الخيارين مُرّ، بينما، لا خيار ثالث، وإذا ما وجد فهو مُرّ أيضاً في ظل أن الأوروبيين اليوم في أضعف حالاتهم.
مع ذلك، «لا بأس من استمرار استغلالهم» يقول ترامب الذي يأمرهم بالطاعة، ويهددهم بأنها خيارهم الوحيد, وآخر أوامر الطاعة التي أصدرها كان التوجه بهم إلى «الشرق الأوسط» ليكونوا أكثر فاعلية في خدمة الولايات المتحدة ومخططاتها، خصوصاً لناحية تحمل الخسائر، وليكونوا غطاء للقوات الأميركية و«تشريعاً دولياً» لتسويغ بقائها في المنطقة (سورية والعراق تحديداً).
ولا يُخفي ترامب أنه يريد «توسيعاً» على الأرض وليس على مستوى اتخاذ القرار.. القرار للولايات المتحدة فقط ، والتنفيذ للأوروبيين، وهذا أمر واضح لأن ترامب يُعلنه قولاً ويُؤكده فعلاً.
أياً يكن.. فقد مضت عدة أيام على مطالبة ترامب بتوسيع دور «ناتو» في الشرق الأوسط، لكن الأوروبيين لم يُسمع لهم صوت لا رفض ولا قبول، وإن كان موقفهم معروفاً لناحية الرفض، لكنهم لا يستطيعونه.
إذاً ما العمل؟
لا عمل.
ربما من سوء حظ الأوروبيين أن فترة مخاض ولادة العالم الجديد طالت أكثر من قدرتهم على التحمّل, ولسوء حظهم أيضاً أن الولايات المتحدة تستخدمهم بيادق في حروبها السياسية والاقتصادية والعسكرية لتتزعم هذا العالم أو لتحجز مكانة تتساوى مع قواه الكبرى، وفي مقدمها روسيا والصين.
أوروبا ليست من بين هذه القوى، فمن ضمن كوارث دورها كبيدق أميركي أن سقطت من خريطة العالم الجديد الذي يتشكل، ولا خيارات أمامها سوى الركون، وهي ستعترف بذلك عاجلاً أم آجلاً, ولا عزاء لها، فهذا ما جنته على نفسها.
Views: 5