لم يعد رئيس النظام التركي رجب أردوغان يعرف كيف يبرر أوهامه المجنونة وأطماعه الخيالية التوسعية التي تجاوزت شرق المتوسط إلى ليبيا وشمال إفريقيا، فقال أمام أعضاء الكتلة البرلمانية لحزبه: «إن الدفاع عن أحفاد أجدادنا في ليبيا وأيّ مكانٍ آخر من الشمال الإفريقي من أهم مسؤولياتنا التاريخية», وأضاف مدفوعاً بنزعة إمبريالية خطيرة: إن هذا الوضع مماثل لحال تركمان سورية والعراق والأتراك في البلقان وأشقائنا في شبه جزيرة القرم وإخوتنا في القوقاز، فإننا مُهتمّون بأتراك ليبيا وهم أحفاد بربروس وتورغوت (قادة الأسطول الحربي العثماني الذي احتل ليبيا والشمال الإفريقي).
ويزعم أردوغان أنه حامي حمى العرق التركي في كل مكان وأن اهتمامه بليبيا هو للدفاع عن حوالي مليون ليبي من أصول تركية وبقايا الحكم العثماني لليبيا الذي بدأ عام 1552 يعيشون بين سرت ومصراتة إخفاء هدفه الحقيقي ألا وهو مطامعه بالثروات النفطية الليبية براً وبحراً وسرقتها في وضح النهار, بعد أن دوّر الإرهابيين وأرسلهم مع جحافله العسكرية بعناوين كاذبة لحماية الشعب الليبي وليس هناك من فكر بهذه العقلية العنصرية التوسعية سوى أدولف هتلر الذي اعتمد النظرية النازية العرقية وقد استخدمها للتوسع شرقاً وغرباً وأدت إلى نشوب الحرب العالمية الثانية التي أزهقت أرواح عشرات الملايين من البشر.
وإذا كانت أوجه الشبه بين أردوغان وهتلر كثيرة إلا أن أبرزها أن أردوغان يعيش حالة من جنون العظمة كما كان يعيشها هتلر ولاسيما منذ انطلاق ربيع الوهم العربي وظن من خلاله أن مشروعه في إحياء السلطنة الطورانية قاب قوسين أو أدنى ومعروف أن هذا المشروع لا يزال يحرك حماقات نظام أنقرة بأبعاده السلجوقية والعثمانية والإخوانية.
والخلاصة أن جنون الأطماع والأوهام قد أوصل أردوغان إلى الشواطئ الليبية وأن ما عجز عنه «ناتو» والدول الأوروبية في ليبيا لن يستطيعه عسكر النظام التركي وفلول إرهابييه وسيقع في المستنقع الليبي ولن يخرج منه إلا بهزيمة مدوية سترتد فشلاً ذريعاً على مشاريعه وأحلامه المريضة في أرجاء المنطقة كلها.
Views: 1