Smiley face Smiley face Smiley face

حي الجلاء “بناية الكويتي” منطقة منسية وسكانها يعيشون على الهامش

عمره أكثر من نصف قرن ويقطنه 100 ألف نسمة بخدمات شبه معدومة حي الجلاء “بناية الكويتي” منطقة منسية وسكانها يعيشون على الهامش

بخدمات سيئة جداً يعيش أكثر من مئة ألف نسمة في حي الجلاء أو ما يعرف باسم (بناية الكويتي) التي تتبع لبلدية أشرفية صحنايا، يقول ساكنوها إنها منطقة منسية، لم تقدم لها خدمات تذكر منذ تأسيس الحي أي منذ ما يقارب نصف قرن، فالشوارع لم تعبّد منذ سنوات طويلة قبل الحرب، الطريق تخترقه الحفر، بينما الصرف الصحي لم يبدّل منذ إنشاء الحي باستثناء بعض خطوط الصرف الصحي التي تم تبديلها مؤخراً، وحصل عندما أصبحت «المجارير» تفيض في الشوارع لأيام متتالية، أما بالنسبة للنظافة فحدّث ولا حرج، فعدد الحاويات قليل والقمامة منتشرة على طول الشارع الرئيسي للحي، ورغم تعاقب العديد من رؤساء البلديات على رئاسة بلدية أشرفية صحنايا، لكن يبدو أن الجميع كان يستثنيها من الخدمات، ولولا ذلك لما وصل حال منطقة (بناية الكويتي) إلى ما آلت إليه الآن حسب ما أكده أهالي المنطقة لـ«تشرين».

تذمر قاطنيه

تذمر بدا واضحاً على القاطنين في حي الجلاء (بناية الكويتي) من سوء الخدمات، أو انعدامها في بعض الأحيان، يقول سكان الحي ممن التقتهم «تشرين» إنهم منذ سنوات طويلة تسبق الحرب لم يشهد الحي أي خدمات ولاسيما تعبيد الشوارع، التي تحولت إلى حفر فقط حيث يتعذر في أحيان كثيرة دخول السيارات إليها، لافتين إلى أنه خلال فصل الشتاء وبسبب الطين الكثيف في الشوارع يضطر البعض لارتداء أكياس نايلون في الأرجل، فضلاً عن أن خطوط الصرف الصحي كانت تسكب محتوياتها في الشوارع لأيام، وأحياناً لأسابيع من دون اتخاذ أي إجراء لذلك، إضافة إلى روائحها الكريهة التي تسبب الكثير من الأمراض، مشيرين إلى أنّ التمديدات العشوائية للشبكة الكهربائية تشكل خطراً عليهم، مطالبين الجهات المعنية بتحسين واقع هذه المنطقة المنسية حسب قولهم وبأسرع وقت ممكن.

واقع خدمي سيئ

لجنة الحي مهمتها الأساسية نقل شكاوى المواطنين إلى البلدية لمتابعتها وإيجاد الحلول لها، حسب ما قاله شادي أحمد- رئيس لجنة حي الجلاء (بناية الكويتي)، لافتاً إلى أن اللجنة تم تشكيلها حديثاً حيث لم يمض على توليهم هذه المهمة أكثر من سنة ونيف، مؤكداً أنّ واقع الحي سيئ بكل الخدمات سواء من حيث (تعبيد الطرقات – الصرف الصحي – النظافة)، منوهاً بأن عمال النظافة يقومون بجهود كبيرة، لكن عددهم لا يتجاوز 5 عمال فقط، بينما يحتاج الحي ما بين 12- 15 عاملاً، كذلك توجد حاجة لتزويد الحي بجرار، علماً أنه يوجد حالياً جرار واحد فقط يخدم الحي، إضافة إلى الحاجة لضاغطة جديدة لجمع القمامة المتراكمة مع ضرورة زيادة عدد الحاويات، وأضاف أحمد: إن الضغط السكاني لعب دوراً بسوء الخدمات، سابقاً كانت المنازل تتألف من طابقين بينما حالياً أصبحت 4- 5 طوابق، علماً أنه يوجد في بعض المنازل أكثر من خمس عائلات في المنزل الواحد خاصة من المهجرين، ولاسيما من المناطق الشرقية، وهذا ما شكّل ضغطاً كبيراً على الحي.

100 ألف نسمة في الحي

مختار حي الجلاء (بناية الكويتي) عزيز طراف ذكر أن عمر الحي قرابة نصف قرن، وكان عدد سكان الحي خمسة آلاف نسمة ومن ثم وصل قبل الحرب إلى 25 ألف نسمة، بينما في مرحلة الحرب تغير الوضع بشكل كبير لكونها منطقة آمنة تتمتع باستقرار وهدوء، لذلك نزح إليها من كل المناطق والمحافظات التي شهدت حرباً، ما أدى إلى ارتفاع عدد سكان الحي إلى ما يزيد على 100 ألف نسمة حالياً، منوهاً بأنّ هذا العدد كبير ويتطلب توسيع البنى التحتية للحي من (صرف صحي – تعبيد طرق – وغيرها من الخدمات).
طراف ذكر أنه تم مؤخراً تبديل 8 خطوط للصرف الصحي، لكن خط الصرف الصحي الرئيس الذي لا يتجاوز قطره 60سم ويمتد من بناية الكويتي وحتى منطقة السبينة والذي كان مصمماً لخدمة الحي فقط، لكن حالياً يخدم منطقة ضاحية 8 آذار التي يبلغ عدد سكانها 18 ألف نسمة، إضافة إلى المنطقة الصناعية وكراج النخيل وغيرها من المناطق المحيطة بمنطقة بناية الكويتي، ما يسبب فيضانه بشكل متكرر نتيجة الضغط الكبير عليه، حيث أدى في بعض الأوقات إلى توقف السيارات في المنطقة المذكورة وقد وقعت حوادث عديدة ذهبت ضحيتها أرواح بشرية بسبب العطل الكبير فيه، مؤكداً ضرورة تبديله بقطر كبير يصل إلى 100 سم لكي يستوعب تخديم كل تلك المناطق، علماً أنه تم إصلاحه عدة مرات لكن من دون جدوى، مؤكداً ضرورة تعبيد كل الطرق الرئيسة للحي وعددها سبعة شوارع.
وختم مختار الحي بالقول: إنه برغم وجود رخص لتوزيع الخبز إلا أننا نطمح إلى إنشاء فرن يخدم هذا التجمع السكني الكبير في منطقة بناية الكويتي وما حولها، منوهاً بأنّ أقرب فرن يبعد عن بناية الكويتي نحو 6 كم، إضافة إلى أهمية إنشاء مركز ثقافي في الحي ولاسيما في هذه الظروف الاستثنائية.

ضعيفة جداً

بينما رئيس بلدية أشرفية صحنايا المهندس مهند الحلبي يقول: إنّ حي الجلاء (بناية الكويتي) منطقة مخالفات، لكن من حق المواطنين القاطنين فيه أن تقدم لهم الخدمات كغيرهم من المناطق، مؤكداً وجود مشكلة أساسية، وهي أنه سابقاً لم تقدم لهذه المنطقة خدمات تذكر، بينما لو كانت هناك أعمال قامت بها البلديات السابقة للحي لكان من المؤكد أن عمل البلدية في الوقت الحالي أسهل وأفضل بكثير، ولكانت البلدية قد أكملت العمل من حيث بدأت البلدية السابقة، منوهاً بأن بلدية أشرفية صحنايا بدأت حالياً بتقديم الخدمات لحي الجلاء من نقطة الصفر، مشيراً إلى أن البنية التحتية لبناية الكويتي ضعيفة جداً بحكم التوسع العمراني السريع الذي حصل فيها، وكذلك تمديدات شبكة الكهرباء والهاتف أو غيرها التي تمت بشكل اعتباطي وعشوائي للمواطنين هناك، منوهاً بأن عدد سكان الحي يزيد على 100 ألف نسمة، الأمر الذي يترتب عليه إنشاء بنية تحتية جديدة تتناسب والضغط السكاني الكبير.

خطة عمل المجلس 

وذكر الحلبي أنه يحاول منذ توليه مهام رئاسة البلدية منذ حوالي سنة و4 أشهر تدارك الخدمات السيئة الموجودة في حي الجلاء، حيث سيتم الوصول خلال أربع سنوات- وهي فترة دورة مجلس البلدية الحالي- إلى استكمال البنية التحتية، إضافة إلى الكماليات الأخرى من تعبيد الطرقات، وكذلك الصرف الصحي، مبيناً أنه تم تجديد ما لا يقل عن خمس وصلات كاملة من الصرف الصحي خلال العام الماضي، وحالياً توجد وصلتان أو ثلاث سيتم العمل على إصلاحها قبل البدء بتعبيد الشوارع.
رئيس البلدية أوضح أنّ المكتب الفني في البلدية قدّم دراسة وكشفاً تقديرياً لمنطقة بناية الكويتي من أجل أن يتم تعبيد شوارعها خلال الشهر الخامس من العام الحالي، وأنّ التأخير في التنفيذ أو الإصلاح في بعض الأحيان هو بسبب عدم وجود (صاروخ صرف صحي) في بلدية أشرفية صحنايا، حيث يتطلب ذلك الاستعانة ببلديات أخرى أو الاستعانة بالصرف الصحي العام الموجود في دمشق.

العمل على مراحل

وبيّن الحلبي أنّ فترة عمر المجلس الممتدة أربع سنوات سيكون عمله فيها على مراحل في حي الجلاء، فالمرحلة الحالية ستكون لإصلاح وصلات الصرف الصحي الرئيسة، ومن ثم تعبيد الشوارع الرئيسة، بينما العام القادم ستكون هناك مشاريع أخرى، أما بالنسبة لموضوع النظافة فأكد أنه أصبح مقبولاً نوعاً ما، لافتاً إلى أنه وبعد فترة قريبة سيكون هناك مشروع آخر هو التشديد على المتعهد في تلك المنطقة من أجل الوصول إلى مستوى جيد من النظافة، متمنياً من المواطنين القاطنين في الحي التعاون، بمعنى أن يكون رمي القمامة في مكان وتوقيت محددين، وذكر أن سبب توزيع الحاويات على الشارع الرئيس من الحي هو أنه لا يمكن وضعها في داخل المنطقة بسبب ضيق شوارعها، كما لا يمكن للضاغطة أن تدخل إلى هناك لجمع القمامة.

فرق واضح

رئيس بلدية أشرفية صحنايا أوضح أن العام الحالي سيشهد فرقاً واضحاً وملحوظاً في منطقة بناية الكويتي، لكن في المقابل لا يمكن حدوث تغيرات جذرية خلال فترة بسيطة، لأن ذلك يحتاج وقتاً طويلاً، كما أن العمل سيكون ضمن الإمكانات المتاحة، علماً أن البلدية تحتاج إلى توفير الآليات اللازمة، إذ إن الآليات الموجودة حالياً، وبحكم قدمها فإنّ أعطالها كثيرة وإصلاحها يحتاج وقتاً بسبب الحصار الاقتصادي، لذلك من الضروري جداً تأمين (صاروخ) صرف صحي، لافتاً إلى وجود 3 ضواغط وجرارين و(تركس) واحد في البلدية، مشيراً إلى أن عدد سكان أشرفية صحنايا وحدها حالياً تجاوز 850 ألف نسمة، وهذا العدد يحتاج آليات لتخديمهم، إضافة إلى الحاجة الماسة لزيادة عدد العاملين، موضحاً أنه حسب التصنيف العالمي كل ألف مواطن يحتاج عامل نظافة واحداً، بينما في الأشرفية لدينا ما يقارب 50 عاملاً من ضمنهم السائقون –عمال الكنس- ما يسبب ضغطاً كبيراً عليهم، وأيضاً الحاجة إلى «البوك» لتنظيف الشوارع، وهو صغير يستخدم في المناطق الضيقة، إضافة للحاجة إلى سيارة نقل قادرة على تحميل 10 أطنان نفايات.
الحلبي أوضح أن خط الصرف الصحي الرئيس في بناية الكويتي يخدم منطقتي بناية الكويتي وضاحية 8 آذار وهو خط طويل يبدأ من حي الجلاء إلى السبينة، قطره يقارب 50 سم، لكن ما يحدث هو وجود اختناقات، ولاسيما في الشتاء، حيث تصبح غزارة المياه كبيرة في قطر الأنبوب، لذلك نلاحظ بعد ساعتين من توقف الهطلات المطرية أن الوضع يعود كما كان عليه، لافتاً إلى أن الحل في تكبير القطر لكن المشكلة في كبر المسافة وطولها، حيث تحتاج إلى اعتماد مالي كبير، مؤكداً وجود توجيه من المحافظة لإجراء دراسة لهذا الموضوع.

تخطيط استراتيجي

الحلبي ذكر أنّ مجلس البلدية يعمل على تخطيط استراتيجي وتنفيذ ضمن الإمكانات المتاحة، حيث يتم العمل والتأسيس للمجلس الذي سيأتي بعدهم بهدف الوصول إلى مرحلة عالية من الخدمات تضاهي بقية المناطق الراقية، منوهاً بأنه خلال عام واحد تم تنفيذ بعض الخدمات في حي الجلاء بشكل بسيط، لكن من الآن وصاعداً ستشهد المنطقة تغييراً واضحاً وسريعاً.

لجنة للدراسة

محافظة ريف دمشق، وهي الجهة المسؤولة مباشرة عن عمل البلديات والخدمات التي تقدم للأحياء والمناطق التي تتبع لها وفي المحافظة، ذكر المهندس محمد مضاوية- عضو مكتب تنفيذي لقطاع المدن والبلديات في محافظة ريف دمشق أنه تم تشكيل لجنة من المحافظة ومديرية الخدمات الفنية وبلدية أشرفية صحنايا لدراسة الواقع الخدمي في حي الجلاء (بناية الكويتي) التابع لمجلس بلدية أشرفية صحنايا ووضع الحلول والمقترحات اللازمة للمعالجة، وأكد وجود مشكلة في الصرف الصحي لكونها منفذة منذ زمن وبمواصفات غير ملائمة، إضافة إلى وجود زيادة كبيرة في عدد السكان القاطنين في تلك المنطقة.

وبيّن مضاوية أنه بالنسبة للمياه فقد تم التواصل مع مؤسسة المياه لدراسة شبكة المياه في المنطقة ومعالجة الأعطال الموجودة فيها، إضافة إلى موضوع ترحيل القمامة والنفايات الذي يتم تحت إشراف البلدية مع مديرية الخدمات لإيجاد حل لهذه المشكلة، لافتاً إلى أنه من الممكن أن يكون هناك إلزام بترحيل القمامة يشكل يومي من الحي عن طريق متعهد، مؤكداً أنه بالنسبة للكهرباء سيتم التواصل مع شبكة كهرباء ريف دمشق للكشف عن الشبكة وتقييمها.
عضو المكتب التنفيذي لقطاع المدن والبلديات أشار إلى أن اللجنة المشكلة في غضون فترة قريبة ستعد المحضر اللازم وترفعه إلى السيد محافظ ريف دمشق للموافقة على المقترحات من أجل التوصل إلى المعالجة الفورية.
وختم مضاوية بالقول: هناك حلول قادمة ستؤدي إلى تحسن تدريجي وملحوظ في مختلف الخدمات المطلوبة في منطقة حي الجلاء (بناية الكويتي).

Views: 6

ADVERTISEMENT

ذات صلة ، مقالات

التالي