خليل موسى
مشروع قرار روسي، يحمل من المشروعية الإنسانية كل القوة، لعلّه يدخل قيد التنفيذ الفوري؛ حتى بدون تصويت دولي، إلّا أنّ الدول التي تعمل على فرض إجراءات أحادية الجانب، تتشبث متشدّدة بإجراءاتها ضدَّ عدد آخر من دول مخالفة لسياساتها، فتظهر واضحة غاياتُها المجرّدة من الأخلاق، والأوضح نفاقها بين التصريح والفعل، خاصة في ظل جائحة تعصف انتشاراً أو تهديداً بدول العالم أجمع.
في سياق تسليط الضوء على رفض كل من أميركا وانكلترا والاتحاد الأوروبي بالامس لمشروع القرار الروسي في الامم المتحدة الداعي لرفع “العقوبات” أحادية الجانب، الذي تهدف منه موسكو ومن معها في الامم المتحدة إلى مساعدة الدول المتضررة من هذه الإجراءات في مواجهة الجائحة العالمية “كورونا” والتخفيف عنها، التقى موقع قناة المنار بالدكتور عصام تكروري المتخصص بالقانون الدولي.
بدأ التكروري حديثه عن العادات السياسية للغرب في التعاطي مع أي جائحة أو كارثة عالمية، سواء كارثة طبيعية أو لها علاقة في الحروب، حيث تتعمد الفصل ما بين السياستين الداخلية والخارجية – مع جزم ضيفنا بأنه أمر خاطئ -.
واوضح بأنه عندما نكون أمام جائحة مثل “كورونا”، يرى الغرب أن الإجراءات المتخذة على الصعيد المحلي يمكنها الوقاية من الآثار الاقتصادية والسياسية التي من الممكن أن تنشأ عن هكذا كارثة، لذلك فهو حتى هذه اللحظة مُصرٌّ على مسألة الفصل ما بين سياسته الخارجية والداخلية في تعاطيه مع الدول، والتي تتسبب بأضرار لهذه الدول المتَّخَذ بحقها إجراءات غربية أحادية الجانب، وما زالت تتسبب بأضرار أكثر بكثير مما تتسبب به جائحة كورونا حتى الآن.
وبرأي ضيف الموقع فإن الدول المتضررة من هذه الإجراءات، مثل روسيا وسورية وإيران وغيرها، لا بد ان يكون لها موقف وأن تطالب بضرورة رفع الحظر عنها، ذلك لرفع المناعة وتحسينها على المستوى الاقتصادي خلال تعاطيها مع هذه الجائحة، فلمواجهة كورونا يلزم ان تتضافر الجهود في المجال الطبي والاقتصادي والاجتماعي، وأيضا السياسي، وتحديداً في سورية بعد تسع سنوات من الحرب.
وهنا يأتي الدكتور عصام التكروري إلى القول بأن الغرب لديه إصرار على استخدام العقوبات كرافعة من أجل تحطيم الدول التي تتعرض إلى الوباء، واصفاً سياسة الغرب هذه بالإجرامية، لتجتمع كل النتائج الكارثية للجائحة كورونا من جهة ثانية ضد وجود دول بحد ذاتها.
ويخلص إلى أن الغرب يتعامل بمعيارين، حيث يقسم الدول إلى دول يتم التعامل معها وتجب حمايتها من جوائح مثل دول اوروبية، ودول أخرى يتوجب عليها ان تدفع الثمن لفترة طويلة، بهدف إنهاكها اقتصادياً، فالعقوبات أحادية الجانب تم فرضها على دول تعارض السياسة الامريكية، بالتالي يؤكد التكروري ترحيب أميركا وحلفائها بكل ما يؤدي إلى دعم هذه الاجراءات المتخذة من قبلهم بحق تلك الدول.
ويضيف أنه ليس بالأمر الغريب أن تكون هناك معارضة أمريكية لمشروع القرار الروسي، لأنهم يعتقدون أن روسيا وحلفاءها يسعون إلى استغلال حالة انسانية من أجل الضغط عليهم لرفع العقوبات، وهنا يعيد التأكيد أن الولايات المتحدة هي مجرم، بالتالي بتعاطيها مع الدول التي لا ترضخ لسياستها تتعاطى بهذا النفس الإجرامي وتستمر بالتالي بالضغط الاقتصادي والسياسي على الدول المعارضة لها، مستفيدة من كورونا لتجعلها رافعة لمستوى الضغط وبالتالي كسلاح ضد هذه الدول بغية إرضاخها.
المصدر: موقع المنار
Views: 10