ما أشبه البارحة باليوم فقبل أربعة وسبعين عاما تكللت تضحيات السوريين على امتداد الوطن بنصر على كبرى قوى الاستعمار في تلك الحقبة من التاريخ وهي الاحتلال الفرنسي إلى أن نالت سورية استقلالها عام 1946
واليوم الإرادة السورية ذاتها تخط طريقها نحو الانتصار على القوى الاستعمارية ذاتها بأشكالها وأدواتها الجديدة ممثلة بالإرهاب لتكون ذكرى الجلاء حاضرة في ذاكرة السوريين وهم يقولون للعالم الآن كما قالوها بالأمس نحن أصحاب حق وقضية ولا مكان لمعتد أو غاز على هذه الأرض الطاهرة أيا كان شكله وتغيرت أدواته من الإرهابيين والعثمانيين الجدد.
سوريون على امتداد جغرافيا الوطن ومن جميع مكوناتهم رسموا بتضحياتهم صورة سورية الدولة مستقلة الإرادة والقرار منذ ذلك التاريخ وحتى يومنا هذا رغم المحاولات التي لم تتوقف للقوى الاستعمارية لسلب هذا الشعب إرادته ليغدو يوم السابع عشر من نيسان من كل عام عيدا وطنيا لجلاء الاستعمار الفرنسي عن الأرض بعد أن دام أكثر من ربع قرن ترافقت مع جملة من الإجراءات الاقتصادية والسياسية والعسكرية اتسمت بالغطرسة في محاولة لخنق إرادة الشعب السوري بنيل استقلاله.
ومنذ أن حاول هذا المستعمر فرض شروطه على سورية عبر ما سمي إنذار غورو في الـ 14 من تموز عام 1920 والذي حمل مطالب لا يمكن القبول بها تصدى لها السوريون بما يملكونه من إيمان وعزيمة واستشهد العديد منهم في معركة غير متكافئة في ميسلون ليثبتوا أنهم لا يمكن أن يقبلوا الذل ولو كانت حياتهم الثمن ما دفع كثيرا من المؤرخين إلى اعتبار تلك المعركة النواة الأولى لما واجهه الاحتلال الفرنسي لاحقا من مقاومة وصمود على أيدي السوريين طوال سنوات الاحتلال إلى أن تكللت أخيرا بالنصر وطرد آخر جندي فرنسي وما كان لذلك أن يتم لولا أبهى صور الوحدة الوطنية التي قدمها الشعب السوري على امتداد جغرافيا الوطن رغم محاولات الاستعمار حينها زرع الفتنة وروح التقسيم بين أبناء هذا الشعب حيث لم تتوقف التضحيات في سبيل استقلال سورية عبر نضالات قادها المجاهد الشيخ صالح العلي والمجاهد ابراهيم هنانو وغيرهما وصولا إلى الثورة السورية الكبرى عام 1925 التي قادها سلطان باشا الأطرش والتي عمت مختلف المدن والمناطق السورية من شمالها إلى جنوبها مكرسة وحدة الدم السوري في مواجهة الاستعمار ومخططاته التقسيمية البغيضة.
واليوم.. ها هو الجلاء يتجدد مع كل انتصار يحققه الجيش العربي السوري ضد إرهاب تحاول عبره الدول الغربية استعمار سورية بأدوات رخيصة من إرهابيين مرتزقة أجانب وعبر سياسة النظام التركي المتمثلة بأردوغان الداعم الرئيس للمجموعات الإرهابية وإطلاق يدها للتخريب والنهب بغية التمدد لتحقيق أطماعه التوسعية الاستعمارية.
إن الانتصارات المتلاحقة لبواسل الجيش العربي السوري في حربه على الإرهاب وداعميه تشكل خطا ثابتة على طريق استعادة الجولان السوري المحتل وكل ذرة تراب مدنسة بالاحتلال ومع كل معركة انتصر فيها الجيش العربي السوري على التنظيمات الإرهابية ورعاتها وداعميها أثمرت أمنا وأمانا عم معظم ربوع الوطن من حلب إلى الحسكة ودير الزور وحماة وحمص والرقة ودرعا والقنيطرة وغيرها ومع كل قطرة دم شهيد يتجدد انتصار تشرين التحرير ويتوهج ألقه في وجدان السوريين.
انتصارات الجيش العربي السوري المتلاحقة على امتداد ربوع الوطن ستستمر رغم كل التهويل والعويل لتنتهي بدحر الإرهاب وداعميه عن أرض سورية وإعادة الأمن والاستقرار إلى كامل ربوعها.
sana
Views: 3