أشارت إحصائيات «جون هوبكنز» إلى تسجيل 3 آلاف و800 وفية جديدة (أ ف ب )حين «يصرخ» الرئيس الأميركي دونالد ترامب على «تويتر»، داعياً سكّان ولاية فيرجينيا إلى «تحريرها»
«حرروا مينيسوتا!، حرروا ميشيغن! وحرروا فيرجينيا!»، ثلاث تغريدات كتبها الرئيس الأميركي أمس على «تويتر». هي الولايات الثلاث التي يحكمها حكّام ينتمون إلى الحزب الديمقراطي، وقد طلبوا من السكّان الالتزام بالحجر المنزلي. لا يهتمّ ترامب إن أدّى كلامه إلى اقتتال داخلي، فهو لا يرى في وباء «كوفيد – 19» إلا عائقاً أمامه لاستكمال حملته الرئاسية، وتحقيق نموّ اقتصادي. تغريداته ليست إلّا دعوة لمواجهة إجراءات العزل، حتى ولو أدّى ذلك إلى حمل السلاح. حربٌ أهلية حقيقية، يجر ترامب الناس إليها. هي السياسة الأميركية الخارجية، وقد باتت تجد موطئ قدم لها في الداخل.
في الولايات الثلاث التي ذكرها ترامب – مينيسوتا وميشيغن وفيرجينيا – خرق متظاهرون هذا الأسبوع أوامر البقاء في المنزل، وتظاهروا داعين حكّامهم إلى إعادة فتح الاقتصاد». ففي «سانت بول» في مينيسوتا، تجمّع المئات يوم الجمعة تحت شعار «حرّروا مينيسوتا»، مُحتشدين أمام منزل الحاكم تيم وولز. وقال الأخير إنّ «مسؤوليتي الأولى تتمثل في حماية السكان. إذا كان ممكناً العودة إلى العمل غداً، فهذا بالضبط ما سنفعله». أما في «لانسينغ» عاصمة ولاية ميشيغن، تجمّع قرابة الثلاثة آلاف شخص الأربعاء، وبعضهم كان مسلحاً، وحمل بعضهم الآخر لافتات داعمة لترامب. فردّت حاكمة الولاية أنّها تأمل ألا تُشجّع تغريدات ترامب على مزيد من الاحتجاجات». الأمر نفسه تكرّر في فيرجينيا، حيث قال حاكمها رالف نورثام إنّه «ليس لدي وقت للانخراط بحروب على تويتر (قاصداً ترامب الذي يُسخّر صفحته لشنّ حملات ضدّ مُعارضيه) فريقي وأنا نخوض حرباً بيولوجية ضدّ فيروس كورونا». بدوره عبّر الحاكم الديمقراطي لولاية واشنطن، جاي إنسلي عن غضبه حيال تغريدات ترامب لأنّها تُشجّع على «أعمال خطرة وغير قانونية. ترامب يُعرّض ملايين الناس لخطر الإصابة بكوفيد – 19».
الخطير في دعوة ترامب الناس للتمرد على الإجراءات، وحمل السلاح، أنّها تتزامن بالفعل مع ارتفاع مبيعاته. وقد نقلت وسائل الإعلام المحلية، أنّه منذ بداية انتشار الوباء، هرع المواطنون إلى مخازن الأسلحة «يتمونون» من هذه السلعة التي باتت تُصنّف «أساسية»، وقد حقّقت مبيعات استثنائية خلال شهر آذار / مارس. وقد ذكرت وكالات الأنباء اليوم أنّ شرطة فلوريدا اعتقلت رجلاً هدّد بتنفيذ إطلاق نار جماعي في أحد متاجر منطقته لاعتقاده أنّ الكثير من الزبائن لا يلتزمون ارتداء كمامات واقية من فيروس «كورونا». الرجل يبلغ من العمر 62 عاماً، وكان قد توعّد على «فايسبوك» أن يُفرغ «كل مشط رصاص يملكه في متجر بابليكس في منطقته لأنّ قلّة من الزبائن تضع الكمامات وتلتزم إجراءات الوقاية. هل يتطلب الأمر إطلاق النار على بعض الأنانيين الحقيرين مثلكم في موقف السيارات لايصال الرسالة؟ ثقوا بي، الفيروس ليس الشيء الوحيد الذي يمكن أن يتسبّب بهلاككم».
ونشرت الشرطة بياناً تُشير فيه أنّه «لا توجد أعذار لتوجيه تهديدات كهذه. الأمر ليس دعابة أو مجرد مزاج سيئ. إنّها جريمة سنأخذها دائماً على محمل الجدّ، وسيذهب من يقوم بها إلى السجن». ويُشار إلى أنّ قانون امتلاك الأسلحة يُعدّ الأكثر تهاوناً في فلوريدا، بين الولايات الأميركية.
من جهة أخرى، يستمر ترامب في استغلال «كورونا» من أجل «مُسايرة» الناخبين المؤيدين له. فقد أعلن أمس عن برنامج جديد لمساعدة المزارعين الأميركيين بقيمة 19 مليار دولار. وأوضح وزير الزراعة الأميركي، سوني بيرديو أنّ 16 مليار دولار ستذهب مباشرة إلى المزارعين، بينما سيتم استخدام المليارات الثلاثة المتبقية لشراء منتجات غذائية ستوزّع على الأكثر فقراً.
إلى ذلك، أشارت إحصائيات جامعة «جون هوبكنز» إلى أنّ الوفيات ارتفعت اليوم إلى 37 ألفاً و178، إثر تسجيل 3 آلاف و800 وفية جديدة. وقد سجّلت البلاد 35 ألفاً و354 إصابة جديدة بالفيروس، لترتفع الحصيلة إلى 710 آلاف و272. وفي ولاية نيويورك، تجاوزت الإصابات 220 ألفاً، والوفيات بلغت نحو 15 ألفاً. وتعافى بعموم الولايات 59 ألفا و672 مصاباً، بينما يتلقى 112 ألفا و260 آخرين العناية الطبية بالمستشفيات.الاخبار اللبنانية
Views: 3