في مدينة دمشق القديمة يقع خان أسعد باشا الذي يعد من أعظم وأجمل الخانات في الشرق من حيث مساحته وطرازه المعماري الإسلامي.
الخان الذي اختارته وزارة الثقافة ليستضيف أنشطة ضمن فعالية “الثقافة في بيتك” ويقع جنوب الجامع الأموي يعود تاريخ بنائه إلى نحو 270 عاما حيث أنجز سنة 1753 على أنقاض قصور أموية ومحلات ودكاكين وأشرف على بنائه معماري دمشقي اسمه ابن سياج كما ذكر أحمد البديري الحلاق في كتابه حوادث دمشق اليومية.
وجاء بناء الخان بطلب من والي دمشق أسعد باشا العظم على مساحة تتجاوز 2500 متر مربع بهدف اعتماده مقرا أساسيا للتجار حيث كانت دمشق إحدى أهم محطات طريق الحرير ليكون من أعظم خانات عصره بهويته المعمارية التي اعتمدت طراز “الأبلق” حيث تتناوب الحجارة البيضاء والسوداء.
وفي التفاصيل المعمارية للخان نشاهد في المدخل بوابة من الخشب المصفح بالحديد وفيه نوع من المسامير زرعت على شكل الأرابيسك العربي وعند المدخل يوجد سبيلان للمياه كان يتزود منهما القادمون إلى الخان.
وعلى جانبي المدخل يرى الزائر أعمدة هي نوع من زخارف الجدائل تعود إلى العصر اليوناني كزخرف معماري إضافة إلى المقرنصات من العصر الإسلامي كما تتميز حجارة الخان بانها نحتت له ولم تجلب من البيوت الدمشقية كما سبق أن فعل “أسعد باشا” عند بنائه قصر العظم.
يبلغ طول المدخل 6 أمتار وسقفه مؤلف من جزأين عليه زخارف حجرية ينتمي بعضها إلى الحضارة العربية الإسلامية وقبل الدخول إلى الباحة هناك درج يصل الى الطابق الثاني من اليمين واليسار أما الباحة فتتوسطها بحرة ماء تعلوها أربعة أعمدة تحمل تسع قبب مدروسة بشكل هندسي نظامي متناوبة في الارتفاع والانخفاض ومتناظرة واحدة عالية والأخرى منخفضة لتوزيع التهوية والضوء والصوت.
والخان عبارة عن طابقين يتألف الأرضي من 40 غرفة موزعة على أجنحة مخصصة لتخزين البضائع والسجلات اما الطابق الثاني فمؤلف من 44 غرفة مخصصة للمنامة إضافة إلى غرفة مرتفعة كانت لمدير الخان وتطل على السوق ليرى من خلالها الحركة التجارية وسير القوافل.
في عام 1757 تعرضت دمشق لزلزال كبير تسبب بتهديم أجزاء كبيرة من الخان وفي بداية القرن الـ 19 قام تجار سوق البزورية بفتحه وترميمه واتخذوه مقرا لهم ولبضاعتهم ومع ثمانينيات القرن الماضي استملكت مديرية الآثار الخان وأخلته من التجار ومنحت تعويضا للقائمين عليه.
ويستخدم خان اسعد باشا اليوم للنشاطات الثقافية من معارض الفن التشكيلي وحفلات الموسيقا وندوات عامة كما تم فتحه للزيارات بشكل عام للسائحين حتى يرى الناس أحد أهم معالم “دمشق” الجميلة والمهمة والذي لا يزال بكتلته المعمارية وهويته التراثية الأصيلة.
رشا محفوض
Views: 10