تأسست فرقة غابالا للمسرح الراقص من قلب سنوات الحرب لتقدم عبر سنوات عمرها الخمس أعمالا استمدت مادتها من صمود السوريين وتاريخهم الضارب في القدم لتحمل بصمة مؤسستها الفنانة عفاف عبدالله.
الفرقة التي حملت اسم غابالا تتحدث عنه عبد الله لسانا الثقافية بأنه اسم قديم لمدينة جبلة يعود للعصر الهلنستي حيث وجدت ضمن اللقيات الأثرية في المدينة وزنة نحاسية مكتوبة عليها اسم غابالا.
وبينت أنها قدمت من دمشق الى مسقط رأسها في مدينة جبلة عام 2013 بسبب تداعيات الحرب الإرهابية كموفدة إلى المركز الثقافي في المدينة حيث لاحظت وجود الكثير من المواهب لجهة الكم والنوع والتنوع والصوت والأداء الحركي والدرامي والعزف لذلك عزمت على إنشاء فرقة غابالا عام 2014.
عبد الله التي عملت مع فرق الفلسطينية للتراث وزنوبيا وأمية لسنوات أشارت إلى أن فرقة غابالا لدى تأسيسها لاقت قبولا من الوسط الثقافي ونالت الموافقة والدعم المعنوي عبر تقديم خشبة ثقافي جبلة للتدريب عليه بما لا يتعارض مع فعاليات المركز.
ولفتت عبد الله إلى أن تأسيس الفرقة كان لإيصال رسالة للعالم مفادها أن الحياة مستمرة رغم الحرب وأن الشهداء يضحون بأرواحهم حتى تبقى بلدنا ونهضتها الفكرية والثقافية واننا نستطيع العيش بكل الظروف معربة عن اعتقادها أن المسرح رغم كونه صعبا لأنه ذو طبيعة جماعية فهو جوهر الثقافة التي دونه تضمحل وتزول.
وكان العمل الأول لغابالا بحسب عبد الله بعنوان (سورية يا حبيبتي) الذي شمل أربعة جوانب العزف والتمثيل والغناء والرقص لمدة ساعة ونصف الساعة بينما حملت فقرته المسرحية عنوان (أنت مع مين) إضافة إلى اسكتش لشهداء مشفى الكندي الذين استحضرتهم لتوصل رسالتهم إلى العالم حيث كتبت النص بمفردها بالاستعانة مع موسيقا للموسيقار حسين نازك من اوبريت كتبها للشهداء وظفتها لمرافقة الرقص في العمل الذي احتوى أيضا وصلة موسيقية كخلفية للشهداء قدمها عازف الكمان محمد علي مع اسكتش من تراث المحافظات السورية.
العرض الثاني للفرقة كان بعنوان (العرس أبناء الحياة) حيث أرادت عبد الله من خلاله أن تقول إننا نحن السوريين أبناء الحضارة مستعينة على ذلك بالعرس لما له من دلالات حول تجدد الحياة كما تخلل العرض رقص المولوية إشارة إلى الترابط بين حركة الدوران ودورة الحياة.
أما عمل أخوة يوسف فأرادت من خلاله عبد الله إسقاط ما طال سورية من غدر وخيانة أنظمة عربية لها حتى يظهر الحق في النهاية لتعود بلدنا معافاة قوية وتسامح اخوتها كما فعل يوسف مع أخوته وهذه سمات العظماء.
وأوضحت عبد الله أن الفنون الإبداعية تتلاقى دوما وتتقاطع لذلك يمكن أن تشتمل اللوحة على المسرح والموسيقا والشعر والأداء الحركي في وقت واحد لتصل الرسالة متكاملة.
وأشارت إلى وجود فصول كثيرة بتاريخنا تستحق العرض والإضاءة من مجازر الأرمن ونكبة فلسطين وما حدث في العراق وسورية والإرهاب التكفيري وهي ما عرضته في أعمالها.
وحول عرضها الجديد روح الشرق ذكرت عبد الله أنه كان على وشك الانتهاء لولا العطلة جراء الحجر الصحي لمواجهة فيروس كورونا حيث يتناول العمل ولادة جديدة لسورية التي ستنبعث من رمادها وتقوم مجددا.
وتعتمد فرقة غابالا على دعم أعضائها فقط لإنتاج عروضها وتأمين مستلزمات العمل من ألبسة وديكورات داعية إلى تخصيص ميزانية في وزارة الثقافة لفرق المسرح الراقص إضافة إلى وضع تصنيف فني للفرق يراعي مستوياتها وتخصيصها بعروض دائمة في المحافظات كافة.
Views: 6