تحت عنوان “وداعا للسلاح: الأميركيون ينتظرون رئيسا مسالما”، كتب يفغيني فيودوروف، في “فوينيه أوبزرينيه”، حول موقف الأمييكيين من حروب دولتهم في الخارج ومن الضحايا المدنيين الذي يسقطون بسبب تدخل قوات بلادهم.
وجاء في المقال:
لقد وجد الخطاب المسالم السائد في المجتمع الأميركي منذ سنوات عديدة تعبيرا إحصائيا في دراسة أجراها معهد تشارلز كوخ. شارك مركز الأبحاث هذا في مشاريع سياسية واقتصادية منذ العام 2011. وقد كشفت نتائج الاستطلاع الذي شمل ألفي شخص عن اتجاهات مثيرة للاهتمام.
كانت حصة البنتاغون في الإجابات السلبية هي الأكبر. فقد سادت المطالب بخفض التمويل المستقبلي للجيش. كما أيد 46% من المستطلعة آراؤهم انسحاباً مبكراً للقوات من أفغانستان، و 44% من العراق. هذه هي الإجابات الأكثر شيوعا عن الأسئلة في هذه الفئة. يتزايد اتجاه الدعم لانسحاب الجيش من هاتين الدولتين في الرأي العام الأميركي من سنة إلى أخرى.
أخيرا، خلص الاستطلاع إلى أن 75% يحثون حكومة الولايات المتحدة على إعطاء الأولوية للقضايا المحلية على قضايا السياسة الخارجية. الشيء الأكثر إثارة للاهتمام، هو أن الأميركيين لا تقلقهم كثيرا الفوضى التي تسببت بها قواتهم في أفغانستان والعراق. فالشيء الرئيس على جدول الأعمال، بالنسبة لهم، هو إنقاذ حياة الجنود وتوفير المال. إن الأميركيين يفضلون عدم تذكّر الضحايا الذين تقتلهم الولايات المتحدة من المدنيين. فهم يطالبون بتقليص العمليات البرية مقابل زيادة الحرب عن بعد باستخدام طائرات مسيرة وصواريخ كروز.
الموقف المسالم للأميركيين، بالطبع ، يُنظر إليه بشكل إيجابي من قبل بقية العالم. ومع ذلك، هناك الكثير من المزالق هنا أيضا. فبعد أن أججت القوات الأمريكية كثيرا من النقاط الساخنة في العالم، فإنها، في سعيها للحصول على رضا مجتمعها عن ذلك، تتركه بشكل غير مسؤول لمصيره. سوف يستغرق الأمر سنوات، وربما عقودا، قبل أن تؤدي الصراعات الداخلية على السلطة في هذه المناطق إلى السلام. ومن غير المستبعد أن يتذكر الأميركيون مرة أخرى الدور الحصري للولايات المتحدة في الساحة السياسية العالمية، بعد حل مشاكلهم الداخلية.
Views: 6