إن الحديث عن التنمية البشرية هو الحديث الأكثر صعوبة في إطار التنمية الشاملة لأنها لا تتناول مرافق ومؤسسات مادية فحسب بل تنصب على الإنسان من حيث المضمون علماً وفكراً وقيماً..
والتنمية في مفهومها الشمولي تتسع لتشمل الإنسان الذي هو وسيلة التنمية وغايتها, فالإنسان ليس سلعة في عملية الإنتاج بل هو الدعامة الأساسية لأن الفرد هو الرأسمال الأساسي وكلما ازداد علماً ومهارة كان أكثر تقدماً وتطوراً وارتقت قيمه ومعاييره وكان أقدر على الإنتاج والخلق والابتكار, ومن هنا يتبين لنا مدى الحاجة إلى الخدمات التطوعية ومن أبرز الخصائص التي ينبغي على المتطوعين التحلي بها هي الشعور بالانتماء الذي يبعث على مزيد من العطاء الاجتماعي وإدراك أهمية العمل التطوعي في نشر التوعية والاستعداد لتخصيص الوقت اللازم للقيام بالعمل المطلوب دون أي مقابل مادي أو منفعة شخصية والحماس والتصميم على العمل مهما كانت الصعاب.
ولا بد من الإشارة إلى أن أهم وأجدى وسائل الاتصال هو المتطوع نفسه لأنه الوحيد الذي يملك حماساً كافياً للبحث عن أساليب مجدية في أداء عمله ويمكن أن نذكر على سبيل المثال لا الحصر بعض الوسائل التي يمكن أن تقوم بمهمة الاتصال بالجماهير والتي ينبغي تدريب المتطوعين على استخدامها.
كما ينبغي على المتطوع أن يمتلك قدرة على المناقشة المنطقية والإقناع الفكري من خلال محادثته مع الآخرين ويجدر بالمتطوع أن يبتعد عن الانفعال وألا يأخذ الوقت كله في الكلام, بل عليه أن يصغي إلى آراء الآخرين وأن يناقشها بهدوء وروية وأن يبدي لصاحب الرأي الاحترام اللازم لرأيه ما يدفع الآخرين إلى الاستماع إليه وعدم تسفيه آرائه ولا بد من الإشارة إلى أهمية وسائل الاتصال بشكل عام والمرئي والمسموع بشكل خاص على تنمية المهارات لأن تلك الوسائل تعد من أخطر الوسائل وأسرعها انتشاراً وهذا يعتبر سلاحاً ذا حدين وخطورته قد تفوق فوائده في كثير من الحالات لأن وسائل الاتصال المرئية والمسموعة قد أخذت دور الكتاب.
وأصبح الناس متابعين ومنصتين لها لأنها أصبحت الأكثر تأثيراً ثقافياً واجتماعياً واقتصادياً ما يجعلنا أمام عملية إعلامية معقدة وخطيرة.
البلاد- محمد عواد الرفاعي
Views: 5