اعادة تحسين البادية و
و إستراتيجية لتحسين المراعي
و المساهمة بحماية التنوع الحيوي و المحميات الطبي
أن أمطار الخير التي هطلت هذا العام على معظم مناطق محافظة ريف دمشق، زادت من الغطاء والموارد الرعوية، لتغطية الاحتياجات الغذائية للثروة الحيوانية. و يستلزم ذلك إيجاد استراتيجيات و خطط لتحسين واقع البادية و المراعي و إنشاء المحميات، مع الأخذ بعين الاعتبار الاتفاقيات العالمية للتغير المناخي والتنوع الحيوي ومكافحة التصحر
.و في هذا السياق قال رئيس اتحاد فلاحي دمشق محمد خلوف إن المراعي تعد الركيزة الأساسية لغذاء الثروة الحيوانية، حيث تسهم في تغطية الاحتياجات الغذائية لمدة تتراوح بين 2-3 أشهر بدون تغذية تكميلية، أو ما يعادل 30 % من احتياجاتها الغذائية. وأضاف، إن إنتاجية الدونم الواحد من الوحدات الغذائية يقدر بأربعة كيلوغرامات من الأعلاف الجافة في المناطق التي تتراوح نسبة الأمطار فيها بين 100 – 200 ملم سنويا، و 10 كيلوغرام من الأعلاف الجافة في المناطق التي تزيد أمطارها على 200 ملم سنويا، وكلما ارتفعت كمية الأمطار الهاطلة خلال الموسم المطري زادت الإنتاجية العلفية للمراعي. وبين خلوف أن الموسم المطري الماضي أنعش المراعي خصوصا أمطار شهري كانون الثاني و شباط الماضيين، لأنها تعد ملح الأرض، وتنعكس إيجابا على زيادة الحمولة الرعوية, أي عدد الحيوانات التي يتحملها المرعى الواحد أو الذي في وسعه تحملها ضمن وحدة مساحية وزمنية معينة.
وأوضح أن أمطار الموسم الماضي ساعدت في إنبات مبكر للأعشاب، وزيادة المخزون المائي في التربة، وتجديد الغطاء النباتي وظهور نباتات جديدة، وساهمت في التنوع الحيوي في مناطق المراعي، مشيراً الى أن مساحة البادية تبلغ 1313262 هكتاراً وتشكل 73% من مساحة المحافظة، ويوجد فيها 32 بئراً موزعة على معظم أراضي البادية، وذلك لخدمة المربين وقطعانهم، وكانت البادية سابقاً قبل هطول الأمطار تعاني من الجفاف وقلة الأمطار، حيث يبلغ معدل الأمطار السنوية فيها أقل من 200 مم وتعتبر المصدر الرئيسي لمراعي الأغنام والإبل، وذلك حسب مواسم الأمطار، كما يوجد فيها 37 خبرة. وهناك عدد من المحميات في البادية البعض منها يعاد تأهيلها وهي محمية المنقورة تبلغ مساحتها 126000 دونم، محمية وديان الربيع 7000 دونم، محمية الناصرية 8000 دونم، محمية الخانات 12000 دونم، واحة البطمة بمساحة 500 دونم، محمية جيرود 600 دونم، وهناك مرج السلطان، وأضاف خلوف إن هناك محميات طبيعية وهي محمية المكيمن تبلغ مساحتها 10 آلاف هكتار، ومحمية المحروثة مساحتها 12 ألف هكتار، أما التجمعات السكانية في بادية ريف دمشق فهي مقسمة إلى مجموعتين الأولى النبك- دير عطية- الحميرة- البريكة- جيرود- الرحيبة- الناصرية- العطنة- الضمير- العتيبة- وديان الربيع- خربة الشيلب- دير الحجر- سد ريشة- الدراسية- حران العواميد- كفرين- الباركة- جديدة الخاص- الهيجانة- البيطارية- أما المجموعة الثانية, عوجان- أبو جرادة- الرمانة والجروة- التنف- رحبة الزلف- بئر قصب- خان التراب- الشحمة- السبع بيار- البطمة- الهيل.
و دعا رئيس اتحاد الفلاحين، وزارة الزراعة إلى اتخاذ سياسات جذرية لحماية المراعي في المحافظة، ومنها إقامة المحميات الطبيعية، وإعطاء فرصة للغطاء النباتي للتكاثر والانتشار، وزراعة بعض الشجيرات الرعوية الملائمة للمنطقة لرفع إنتاجية المرعى. كما دعا إلى تأمين بيئة صغرى تساعد على ازدهار الحياة النباتية، والاهتمام بإدارة الرعي من حيث تخطيط وتوجيه استغلال المراعي للحصول على أعلى إنتاج اقتصادي من حيوانات المرعى، مع المحافظة على المصادر الطبيعية من نبات وتربة وأحياء برية يذكر أن وزارة الزراعة نفذت العديد من النشاطات في مجال إدارة وإعادة تأهيل المراعي، لمساهمتها في توفير الأعلاف، وتخفيف العبء على مربي الثروة الحيوانية، ودعم هذا القطاع الحيوي، لأن العديد من الأسر الريفية تعتمد على هذا القطاع بشكل مباشر أو غير مباشر، خصوصا في فصل الربيع، من خلال عمليات تصنيع الحليب ومشتقاته، وتربية وتسمين الخراف وانعكاسها الإيجابي على الاقتصاد الأسري.
البلاد برس- عبد الرحمن جاويش
Views: 5