مجدداً تبهر الصين العالم بالتكنولوجيا المتطورة التي في حوزتها، حيث أعلنت في الايام القليلة الماضية الشركة الوطنية الصينية للطاقة النووية أن بكين بدأت بتشغيل الجيل الجديد من “الشمس الاصطناعية”، وفق نظام (HL-2M Tokamak)، محققة أول تصريف بالبلازما.
وأوضحت الشركة أن نظام عمل هذه الطاقة يعتمد على جهاز صمم “لتكرار التفاعلات الطبيعية التى تحدث داخل الشمس باستخدام غازي الهيدروجين والديوتريوم كوقود”.
للاضاءة أكثر على هذا التطور، أكد المتخصص والمحلل في التكنولوجيا أنطوان طنوس في مقابلة حصرية مع موقع “المرده” أن “هناك أزمة كبيرة في الطاقة والتغير المناخي على الصعيد العالمي وكما هو معلوم أن الصين تواجه ضغطاً هائلاً لانها من أكبر ثلاثة بلدان في العالم في التأثير على التغير المناخي وأعتقد اننا بحاجة الى مشروع “الشمس الاصطناعية” ليستطع المساهمة بخلاص الانسانية”.
ولفت طنوس الى ان بكين بحاجة الى طاقة “مخيفة” فهكذا نوع من الطاقات المتجددة العبقرية سوف تساعد كثيراً في توليد الطاقة للصين في تكلفة أقل وطاقة أكبر الى الاستخدامات كافة التي تستعملها الصين”.
وأشار طنوس الى أن مشروع “الشمس الاصطناعية” يعمل على الطاقة النووية ومفاعل الاندماج النووي والتي تسمى الشمس الاصطناعية تغذّي الطاقة للسنوات المقبلة فلهذه الدرجة تتمتع بامكانيات والمفاعل الموجودة في هذا المشروع وطبعاً من خلال التطبيقات الموجودة فيه هناك مجالات مغناطيسية قوية جداً على حلقة تحتوي البلازما الساخنة والتي تصل حرارتها الى 150 مليون درجة مئوية اي عشر مرات أكثر سخونة من لبّ الشمس والموضوع كله هو الانصهار الذي يعمل في الشمس قلّدوه في هذه الطريقة او في هذا الجهاز الكبير لتوليد الطاقة بطريقة آمنة وأنظف من الطاقات النووية كما ان هناك نوعاً قوياً من التبريد ليحافظ على “الالتهاب” حتى توليد الطاقات”.
وشدد طنوس على أن هذا المشروع وبخلاف ما يُعتقد لا يُعتمد لاستخدامات سيئة بل ان هناك تحالفاً يضمّ عشرات الدول والذي يسمّى ITER International Thermonuclear Experimental Reactor يعملون جنباً الى جنب بغية تطوير مفاهيم جديدة موثوق فيها للاندماج النووي الذي يولّد طاقات نووية للمستقبل، والعالم اليوم ينتقل من الطاقات التي نستعملها حالياً الى أخرى متجددة.
وركّز طنوس على أن “اندماج الطاقة في هذا المشروع هو عن طريق دمج نواة الذرات معاً اي من دون توليد كبير للنفايات النووية وهذا أمر شديد الأهمية وهو عكس الانشطار”، مشيراً الى وجود نظافة بيئية في هذا المشروع وتكلفة هذه الطاقات هائلة جداً”.
وقال طنوس: “وتكمن جدارة الدول خاصة الصين بايجاد حيل جديدة لتقليص التكاليف لاستعمال هذه الطاقات وهذا المشروع هو اختراق علمي مستقبلي بدأ العمل به والدول الأكثر جدارة في مثل هذه المشاريع ستتربّع على عرش الدول العظمى المستقبلية وأرى في هذا الاطار ان قوى عظمى تقول للدول العظمى الأخرى “أنا موجودة هنا وسبّاقة مع مستقبل باهر ومسيطر”.
وأوضح طنوس أن “الشمس الاصطناعية” هي أكثر سخونة بستّ مرات من الشمس، وكل الجهود ليس فقط في الصين بل في العالم ككل تصبّ في اطار محاولة الانتقال من الوقود الحفري وهذه هي الاستراتيجية الجديدة وبحلول العام 2030 سيتّجه العالم الى الطاقات المتجددة المتطورة جداً.
واستطرد طنوس قائلاً: “ان الاندماج الذي يحدث كي يعطي هذه الطاقة هو ذرتين خفيفتين تندمجان لتشكلا الذرة الكبيرة وتطلق الطاقة في هذه العملية التي يعتقد انها بسيطة ولكنها كثيرة التعقيد.
واضاف طنوس: “أهمية هذا المشروع تكمن في الطاقات التي ستولد وهناك 35 دولة تعمل باطار كبير على هذا الأمر”.
وختم ان هذه التكنولوجيا ستبدأ بالانتشار ولكن برنامجها الكامل سيكون عام 2050
Views: 2