ووفق تقرير صادر عن وكالة بلومبيرغ الأمريكية شهد العام الجاري ارتفاع سعر العملة المشفرة بنحو أربع مرات ليتخطى الـ 30 ألف دولار للمرة الأولى في تاريخها مع مواصلتها تحقيق مستويات قياسية معتبرة أن هذه العملة أصبحت ملاذاً آمناً من التضخم الاقتصادي في خضم إجراءات التيسير الكمي التي اتخذتها البنوك المركزية حول العالم لمواجهة تبعات جائحة كورونا.
ووفق المسح الشهري الذي أجراه مصرف “بنك أوف أميركا ميريل لينش” لمديري صناديق الاستثمار لديه فإن المؤشرات تدل على ارتفاع في تداولات “بتكوين” لدى المتعاملين مع البنك وذلك لسهولة التعامل بها وارتفاع قيمتها وزيادة نطاق استخدامها وهذا ما يدفع المستثمرين والشركات إلى التعامل بشكل أكبر بها بحثاً عن ربح كبير في وقت قليل.
كبار المستثمرين في بورصة وول ستريت باول تودور وستانلي دراكن ينظران إلى العملة المشفرة كأصل بديل ومخزن للقيمة وإنها مع الأيام ستتحول من أداة استثمارية هامشية إلى أحد الأصول الرئيسة التي يجري استخدامها على نطاق واسع جاذبة الكثير من السيولة في وقت اتجهت فيه شركات على غرار “مايكرو استراتيجي” و”سكوير انك” و”غوغنهايم” و”توم لي فوندسترات” وعملاق التأمين “ماس موتوال” نحو تحويل مخزونات السيولة لديها إلى العملات المشفرة بحثا عن عوائد أفضل.
ويقول دوغلاس بورثويك كبير مسؤولي التسويق في منصة تداول العملات المشفرة “إنكس” إن أحد أهم أسباب لجوء الشركات والأفراد إلى التعامل عن طريق بتكوين هو قدرتها على تجاوز انهيار العملات المحلية وتفاديها أي عجز في الخزينة أو تضخم يضرب الاقتصاد وبالتالي تجنبها الهبوط إلى الصفر.
وكالة رويترز نقلت عن محللي بنك الاستثمار الأمريكي “جيه بي مورغان” قولهم إن عملة بتكوين الرقمية ظهرت كمنافس للذهب مع احتمال وصولها إلى 146 ألف دولار للبتكوين الواحد في حال تم ترسيخ استخدامها كأصل آمن مشيرين إلى أن العملة الرقمية بدأت بالفعل بمنافسة المعادن النفيسة كالذهب.
وبحسب بيانات صادرة عن منصة ريفولت فان بيتكوين جذبت 300 ألف عميل جديد للعملات المشفرة على مدار الـ 30 يوماً الماضية.
ووفق موقع “كوين ديسك” الإخباري قامت شركة “رافر” المتخصصة في إدارة الاستثمارات ومقرها بريطانيا بجمع حوالي 550 مليون جنيه إسترليني من خلال تعاملها بالبتكوين منذ تشرين الثاني وهو ما يمثل حوالي 7ر2 بالمئة ن الأصول لدى الشركة في خطوة يراها الخبراء أنها بداية لتوجه واسع النطاق نحو الاستثمار في عملة البتكوين والتي لم تعد الشركات الاستثمارية قادرة على تجاهل صعودها في ظل ترنح المعادن النفيسة.
وتعد “بتكوين” عملة رقمية افتراضية مشفرة لا تملك رقما متسلسلا ولا تخضع لسيطرة الحكومات والأفراد والبنوك المركزية كالعملات التقليدية حول العالم بل يتم التعامل بها فقط عن طريق الانترنت من دون وجود مادي لها.
فهمي الشعراوي
Views: 1