ازداد بشكل ملحوظ مؤخراً عدد المشروعات الصغيرة والمتوسطة القائمة التي استفاد أصحابها من القروض التنموية والتسهيلات المقدمة لهم من المصرف الصناعي وفروعه في عدد من المحافظات حيث نجحوا خلال فترة وجيزة في خلق فرص عمل جديدة والاقلاع بعملية الإنتاج.
سانا اطلعت على عدد من التجارب الإنتاجية الناجحة نتيجة الحصول على قروض تنموية أولها في محافظة حلب حيث تمكن الصناعي حسام الدين صلاحية من العودة بمنشأته للإنتاج وصناعة مادة “الغراء” بعد تمويله بقرض تنموي من فرع المصرف الصناعي بحلب ساعده في ترميم معمله وصيانة الآلات وتركيب خطوط إنتاج جديدة بعد الأضرار التي لحقت بمنشأته جراء الإرهاب وتوفير هذه المادة للأسواق المحلية بمواصفات تضاهي الأنواع المستوردة.
القرض الذي حصل عليه صلاحية من فرع المصرف الصناعي بحلب مكنه من الرجوع للعمل والإقلاع بالإنتاج وتوفير فرص عمل استقطب من خلالها وفق تأكيده عدداً من الأيدي العاملة بذات الاختصاص رغم الصعوبات التي واجهت العمل ومنها نقص المواد الأولية وصعوبة تأمينها.
وبين الكيميائي هيثم شهابي أن إعادة إقلاع المنشأة سمح له بالعودة للعمل في المخبر المخصص لفحص عينات الإنتاج ووفر له مصدرا للرزق بينما أشار العاملان بالمنشأة محمد جمعة بستاني وجمال صباغ إلى تحسن أحوالهما المادية بعد عودتهما للعمل بالمنشأة.
المواطن صلاح الصالح استفاد أيضا من قرض للمصرف الصناعي بقيمة 40 مليون ليرة سورية في توسيع منشأته لصناعة أعلاف الدواجن والمجترات وذلك في بلدة معربة بريف درعا مبيناً أن هذه المنشأة المختصة بصناعة الأعلاف للدواجن تحتوي على ثلاثة خطوط إنتاج.
وتصل الطاقة الإنتاجية المخططة للمنشأة التي تعمل على مدار الساعة إلى نحو100 طن من الأعلاف يومياً وفق ما أكد الصالح الذي أوضح أيضاً أن المنشأة وفرت فرص عمل لنحو 12 عاملا قابلة للزيادة داعياً إلى رفع سقوف القروض التنموية تماشيا مع التكلفة الحقيقية وارتفاع الأسعار.
مدير مديرية الصناعة في درعا المهندس عماد الرفاعي ذكر بتصريح مماثل أن المنشأة تم توسيعها بخطي إنتاج في العام الماضي لإنتاج نحو 34200 طن من الأعلاف سنوياً مبيناً أن المنشاة برأسمال نحو50 مليون ليرة وعدد عمال 13 عاملاً وهي تعد من المنشآت النوعية على مستوى سورية بإنتاج الأعلاف المضغوطة “بليت”.
تجربة أخرى يرويها الصناعي مطانس عبيد صاحب منشأة ألبان وأجبان في منطقة القصير بمحافظة حمص حيث استطاع تحقيق النجاح من خلال الحصول على قرض تنموي من فرع الصناعي بحمص بقيمة 45 مليون ليرة منذ عام 2017 ما مكنه من النهوض بمنشأته وعودتها للإنتاج بعدما كانت قد تعرضت في السابق للتخريب والسلب من قبل الإرهابيين.
عبيد أشار إلى أنه عندما بدأ بتأهيل المنشأة من جديد كلفت مبالغ مضاعفة نظراً لتذبذب الأسعار ولذلك كان القرض الممنوح له من المصرف الصناعي داعماً حقيقيا لعودة الإنتاج حيث باتت المنشأة تشغل نحو 30 عاملاً جميعهم يعيلون أسرهم مبيناً أنه تم تزويد المنشأة بأحدث التجهيزات والآلات وهي تصنع يوميا من 12 طنا من الحليب ومشتقاته بجودة عالية وفقا لأفضل المواصفات.
وفي تصريح لـ سانا أكد مدير عام المصرف الصناعي الدكتور عمر سيدي أن المصرف مستمر بمنح القروض التنموية بضمانة عقارية لكل الفعاليات مع منح فائدة تشجيعية لأصحاب الفعاليات الحرفية والمنشآت المتضررة محددة بـ 10 بالمئة.
ويقوم المصرف بتبسيط الإجراءات أمام المقترضين للحصول على الوثائق اللازمة للقرض الذي يتطلب وفقا ل سيدي “تقديم طلب استعلام لدى المركزي وطلب للحصول على القرض ودراسة طلب الاعتماد في فرع المصرف المعني بعد الكشف على المنشأة وإعداد تقارير تقييم عقاري لها والضمانات المقدمة ليصار لرفع الملف لمديرية التمويل والاستثمار في إدارة المصرف وإعداد دراسة ائتمانية استكمالاً لعملية المنح ثم استصدار قرار بذلك من اللجنة التسليفية”.
ومن الجدير بالذكر أن المصرف الصناعي تمكن عبر فروعه رغم توقف الإقراض نحو ثلاثة أشهر العام الماضي جراء وباء كورونا من منح قروض تنموية بقيمة 400ر1 مليار ليرة.
Views: 2