في سورية نزرع اليوم اكثر من 1300 نوع من انواع مختلفة من النباتات الطبية و العطرية, و هذه النباتات ادوية طبيعية تعتبر مصدر شفاء لمجموعة واسعة من الامراض و الالام التي يعاني منها الانسان و لا يزال النباتات لا تدخل في صناعة العقاقير فحسب بل ان استخدامها لوحدها او خلطها مع عناصر نباتية اخرى كفيل بعلاج الكثير من الحالات المستعصية منها البرسيم – القرع المر- و الميرمية – و سانت جون- و جيسنغ و الزلوع – و الزنجبيل و بردقوش- و ريحان- لافندر و لوري و غيره
مشروع رابح
يقول مدير الانتاج النباتي في وزارة الزراعة المهندس احمد حيدر ان سورية من اقدم الدول التي سوقت النباتات الطبية المستخدمة شعبيا في معالجة الامراض, مشيرا الى ان اهمية زراعة هذه النباتات جاءت من كونها تشكل صيدلية طبيعية و ثروة وطنية حقيقية تدعم الاقتصاد الوطني بشكل كبير من خلال تصدير منتجات هذه الزراعة, و اشار حيدر الى ان الاستثمار في النباتات الطبية و العطرية بحد ذاته مشروع اقتصادي رابح كونها تنتشر بشكل طبيعي في مختلف المناطق السورية, وهي تعتبر نباتات صديقة للبيئة اذ لا تحتاج الى كميات كبيرة من الاسمدة و المبيدات , و بالتالي تكلفة انتاجها قليلة بالنسبة للمردود, و كذلك يمكن ان تنمو في اراضي متوسطة الخصوبة, فيرى حيدر ان التوسع بهذه الزراعات الهامة ضروري في ضوء القيمة الكبيرة و جدواها الاقتصادية و الطبية الدوائية و الكثير من المهتمين يحبذون ان يكون الاهتمام بالنباتات على مستوى كبير جدا فهناك مهتمين بعالم الاعشاب و الزيوت العطرية و اصحاب المشاريع و المستثمرين يؤيدون احداث مراكز ابحاث لأجراء تطبيقات لاستخلاص الزيوت و الصناعات التجميلية و المكملات الغذائية النباتية . و فتح المجال امام اقامة العديد من المصانع .
غراسات سهلة و اقل اصابة
يرى خبراء و مهتمين بالنباتات الطبية و الاعشاب ان هذه النباتات من الغراسات السهلة جدا لأنها سهلة الانتقال للنمط البيولوجي, و ذلك نظرا لطبيعة غالبية تلك الغراسات التي تنمو عامة بصفة برية و حتى ان انتجت بطريقة مكثفة, فهي تعد اقل عرضة للأمراض و الآفات مقارنة بغراسات اخرى كالخضروات مثلا و تكمن اهمية انتاج هذه النباتات حسب النمط البيولوجي في تنامي الحس البيئي و الوعي بأهمية الجودة في كامل سلسلة هذا القطاع , و خصوصا عنصر الخلو من الرواسب الكيمائية المصنعة في منتجاته النهائية المياه و الزيوت الروحية المستخلصة, نظرا لاستعمالاتها المرتبطة بالصيدلة و الطب و الصناعات الغذائية , و هناك مستحضرات التجميل و العطور, و يرى الخبراء ان النباتات العطرية و الطبية تتكاثر بطرق مختلفة اما طبيعيا او بالنثر او الزهر او بالتكاثر الخضري الافتسال في المشاتل العطر شبه الاكليل او العقل الخضرية او نفثية الترقيد الياسمين و التقليم – الزهر الورد و الياسمين و توجد منها النباتات الحولية عشبية و اخرى معمرة شجرة او شجيرة و بعض النبات يستحسن تجديد زراعتها في الحقل كل 3-5 سنوات عند تدني مردوتها في الانتاج و يمكن للفلاح انتاج المشاتل محليا في ضيعته او شراؤها من المنابت المختصة .
قيمة مضافة
التقينا صاحب منشاة لتصنيع و تسويق المنتجات الطبية و العطرية مأمون سركيس الذي يعمل في تصنيع النباتات الطبية 23 عاما وهو من المهتمين لهذه النباتات مؤكدا على ضرورة ان تلقى هذه الزراعة الهامة الاهتمام بتقديم الدعم الفني اللازم للمزارعين و انشاء محميات خاصة كون النباتات الطبية تنمو في الجبال العالية و تتعرض للعبث من الانسان و الحيوان كنبات الزلوع و الجيسنغ و غيرها . و ضرورة الاهتمام بعمليات ما بعد الحصاد كالتوضيب و التغليف و خاصة تلك المعدة للتصدير لتحقيق قيمة مضافة , مشيرا الى وجود سوق محلية نشطة مع محاولات لتصدير المنتج المصنع الى الخارج من خلال القيام بالاتصال مع رجال اعمال سوريين بالخارج و هم يشجعون بلدهم لتطوير صناعة النباتات العشبية العطرية و الادوية و غيرها
تحقيق. عبد الرحمن جاويش
Views: 15