بالرغم من طمأنة مسؤول يُعنى بالشأن الصحي أن إنتشار الفطر الأسود ما زال محدوداً جداً في لبنان وتحت السيطرة، كثُر الحديث عنه مع إعلان الهند رصد انتشار متسارع للمرض ضمن المصابين والمتعافين من فيروس كورونا الا أنه وبمجرد التداول به كان ذلك كفيلاً باثارة القلق بين صفوف المواطنين.
في هذا السياق، أكد رئيس دائرة الطب الداخلي في كلية “جيلبير وروز ماري شاغوري للطب في الجامعة اللبنانية – الأميركية” ورئيس مختبر “علم الجراثيم وعلوم الجزئيات في المركز الطبي للجامعة اللبنانية – الأميركية – مستشفى رزق” الاختصاصي في الأمراض الجرثومية البروفيسور جاك مخباط في حديث خاص لموقع “المرده” أن “لا شيء اسمه الفطر الأسود بل اسمه الحقيقي “Mucor” عندما نزرعه في المختبر يمكن أن يكون لونه أبيض أو أصفر أو بنيّ أو مائلاً الى السواد وهو موجود في الطبيعة وفي كل مكان وعادةً لا يضرّ بالانسان الا اذا تعرض الأخير لنقص مناعي خاصة اذا كان يعاني من السكري او اذا تناول الكورتيزون وأدى الى “خربطة” السكري فتدخل الفطريات الى الجيوب الأنفية وتبدأ بقتل الخلايا واقفال شرايين الدم التي تصل الى الغشاء المخاطي والى العظام وينتج عنها موت ويصبح لون الغشاء المخاطي والعظام أسود بفعل ان الدم انقطع عن هاتين النقطتين ويتعايش الفطر على المكان الميت وينتشر منه ويمتدّ رويداً رويداً من الأنف الى الجيوب النفية فالى العين ومن ثم قد ينتشر في الدماغ وهنا تنتج الوفاة اذا وصل الى الدماغ هذه الحالة التي نراها في الـ”Mucor” ” وهناك حالات قليلة لدى بعض الناس قد تدخل هذه الفطريات الى الرئة.
ولكن ما علاقة فطريات الـ”Mucor” بفيروس كورونا؟
يستطرد مخباط قائلاً: “المصابون بكورونا يتناولون كميات من الكورتيزون وأدوية مكافحة للمناعة فينجم عن ذلك خلل في السكري ونقص مناعي فيمتدّ هذا الفطر الموجود في الطبيعة ويدخل الى الأنف ويسبب الحالة التي دُعيت بـ”الفطر الأسود”، لافتاً الى أن الشخص الذي يتمتع بصحة جيدة وبمناعة قوية لا يسبب له فطر الـ”Mucor” اي مشكلة وهو موجود في كل مكان وقد يدخل الى أنف الجميع من دون ان نصاب بشيء لأننا بسهولة يمكننا اخراجه”.
هل هلع المواطنين اللبنانيين من الفطر الاسود مبرر؟ حول هذا السؤال يجيب مخباط: “للأسف اللبنانيون باتوا يخافون من كل شيء بسبب تجاربهم الهائلة مع المشاكل والتواصل الاجتماعي يزيد من الهلع وأتمنى على الصحافيين توزيع ونشر الاخبار الصحيحة حول هذا الأمر كي نوقف “قضية” الهلع هذه”.
Views: 1