خمسون عاماً على مسيرتها الإعلامية، كتبتها بصوتها الحالم القادم من زمن الرومانسية، سحر صوتها كرّسها واحدة من أيقونات الإذاعات العربية. بهذه الكلمات افتتحت الإعلامية ديانا جبور لقاءها مع الإعلامية المخضرمة هيام حموي في الملتقى الثقافي التكريمي الذي أقامته جمعية تاء مبسوطة احتفالاً بـ«اليوبيل» الذهبي لانطلاقة حموي الإذاعية عبر لقاء حميمي باحت عبره بمكنونات قلبها، وحاكت عبره أجمل اللحظات التي عاشتها عبر أثير الإذاعات. تعدّ حموي من أوائل الأصوات التي أعلنت افتتاح وانطلاقة إذاعة مونت كارلو، تفردها في الأداء واللغة والحب لبلدها جعلها تنال لقب البنت السورية، حيث استطاعت عبر البرامج التي كانت تقدمها الحديث عن مشارب الثقافة والجمال السوري، وكيف استطاعت تطويع مفردات بيئتها في كل إطلالة إذاعية وأشارت إلى ذلك قائلة: «لم أكن أدري إلى أي حد حملت سورية في داخلي إلا عندما غادرتها، عندها اكتشفت ذاتي واكتشفت سوريتي في أعماقي، وكل ما يتعلق بموسيقاها وتراثها ومطربيها وآثارها». المحطة الثانية من حياتها كانت عبر سنوات عشر قضتها في إذاعة الشرق وكيف تغيرت سياسة القناة بعد أحداث أيلول واتهامها من قبل إدارة الإذاعة بأنها نهضوية ونوهت بأنه مع انهيار جدار برلين وأحداث أيلول تغيرت معطيات التعاطي مع الاعلام سواء أكان مرئياً أم مسموعاً أم على مستوى السلطة الرابعة، فمع الحادثة الأولى بدأ عصر الفضائيات، ومع الحادثة الثانية بدأ عصر التكنولوجيا والانترنت وعصر الكليب لتترك فضاءات الإذاعة وتعود للكتابة والمراسلة. وعن أهم الشخصيات التي مرت في حياتها المهنية قالت إنها التقت أبرز الشّخصيات الأدبيّة والفكريّة في العالم العربي منها مع الفنانة الراحلة سعاد حسني والكاتب عبد السلام العجيلي والشاعر أحمد رامي والفنان الراحل وديع الصافي وزياد الرحباني والملحن إبراهيم جودت، ولكن الفرصة الأجمل كانت بلقائها الشاعر الكبير «نزار قباني» الذي التقته عام 1991، ووصفته بأنه إنسان يشبه نفسه ولا علاقة له بالأشياء التي يكتبها، وتحدثت عن الأثر الطيب الذي تركته في نفسه عندما رفض اللقاء مع الإذاعة بسبب وفاة زوجته بلقيس والحرص الذي أبداه الشاعر الراحل بضرورة قراءة كل دواوينه قبل الحوار معها وكيف اختصر خمسين عاماً من الشعر، لتختصر هي بعده خمسين عاماً من العمل الإذاعي، وباحت حموي بحلمها الكبير قائلة: «ما زلت أحلم بلقاء السيدة فيروز». الجدير بالذكر أن جمعية تاء مبسوطة تسعى عبر نشاطاتها إلى تمكين المرأة السورية ودفعها إلى سوق العمل عبر تطوير ملكاتها الإبداعية وأدواتها الفنية والثقافية في مختلف المجالات ثقافياً وفنياً واجتماعياً وإبداعياً.
Views: 3