البلاد- يسار العلي
صدحت حنجرتك في الأفياء رغماً وذاب الصمت على غياب محياك …نضبت المآقي رغم سيل البكاء المنهمر و هزت العروش والأفئدة … نرثيك ونبقى البتة كونك صديق الجميع و الموهبة الفذة في الالقاء الاذاعي والتي سادت وتفوقت كموج تتالى احترافية و تميز… فبكتك جدران استوديوهات اذاعة دمشق و شفنت المقل ذاك القدر المحتوم .. الشهيد الإعلامي محمد السعيد أحد أهم المذيعين والمعلقين في العالم العربي ارتسم الحزن فور ورورد الخبر و ضجت حنايا الاذاعة بالالم والحسرة … أذكرك وانت تؤدي الدوبلاج في استوديهات الزهرة وسبيس توون وتبدع في رسم الشخصيات ابداعا لا مثيل له كأنك أنت الشخصية ذاتها بل أكثر…. تثيب بطلك وتلقي عليه صوتك الرخيم فيزهو كألق النهار المشرع في غابات الجمال… لحين مجيئك الى الهيئة العامة للاذاعة والتلفزيون وقد دخلت من موقع الاستاذ والخبير و المخضرم فأدهشت الزملاء الذين أكنوا لك الود والاحترام و سردوا الدهشة لادائك الرهيب ….. برعت في الحوارات الثقافية و السياسية والفنية و كان التلوين الصوتي في تعليقك للافلام الوثائقية مبهرا وفذا ويضاهي الكبار في التعليق …… انتشر صوتك على المحطات العربية كمؤد فخم وعريق … وأغنت مقدمتك في مسلسل ضيعة ضايعة العمل ككل و زادها رونقا وبهاءً.. هامت بوتقات جمال خامتك الاذاعية في تلال العظمة والسمو …. كنت اعلاميا ناجحا و غدوت رمزا للحق وشهيدا للاعلام السوري …. ربما لم نقدر على موافاتك واكتفينا بالرحمة لكننا نسأل الغد أن تتحقق مطالب ذويك في الحقوق التي تؤول لهم ونحن نعلم المحاولات الجمة لتحصيل هذه الحقوق التي تخضع لحقول الروتين و الورقيات والصكوك … لروحك الرحمة محمد السعيد ….
Views: 4