اكد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، في كلمة له في الاحتفال التكريمي لمناسبة الذكرى السنوية السادسة لاستشهاد القائد السيد مصطفى بدر الدين ان الانقسام في البلد حاد ولبنان امام تحديات كبيرة وخطيرة والتحدي الداهم هو الازمة الاقتصادية والمعيشية.
وتطرق إلى ذكرى النكبة التي لم تكن نكبة فلسطين فقط بل نكبة كل العرب وهي حادثة لا تنتهي مصائبها ولا آلامها، منذ 74 سنة ما زالت هذه المنطقة وشعوبها يعانون من نتائجها.
وأكّد أنَّ الشعب الفلسطيني حسم خياره منذ وقت طويل وهو اليوم حاضر في الميادين والساحات، وقال: “أنا اعتقد أن إيمان الاغلبية الساحقة من الشعب الفلسطيني بخيار المقاومة الآن أقوى من أي زمن مضى، ولو قُدّر لهذا الاحتلال أن يستمر ولم تكن هناك مقاومة، ماذا يمكن أن يكون وضع لبنان خلال عشرات السنين الماضية وحاضر لبنان؟، أي نكبة يمكن أن يعيشها الشعب اللبناني؟
ورأى أنه “كما انتظر الشعب الفلسطيني والشعوب العربية من 1948 إلى 1967 إلى اليوم، كان المطلوب من الشعب اللبناني انتظار استراتيجية عربية موحدة من أجل تحرير لبنان من الاحتلال الصهيوني، وميزة جيل السيد مصطفى بدر الدين الذي لم ينتظر دولًا عربية ومنظمات إسلامية ومجتمعًا دوليًا ومجلس أمن دولي بل المقاومة في لبنان بدأت منذ الساعات الأولى للاجتياح.. من قلب المواجهة الأولى المباشرة مع العدو من الميدان خرجت المقاومة وحاربت العدو” لافتًا إلى أن عددًا من الذين قاتلوا في معركة خلدة، تولى المواقع القيادية والعسكرية الأساسية في المقاومة.
وقال السيد نصر الله: “لا يتوهمّن أحد أن العالم العربي قادر على حماية لبنان، فهو لم يستطع حماية فلسطين عندما كان موحدًا ومتماسكًا، وهو لم يستطع حتى الآن أن يحمي فلسطين ولم يحرر لبنان، ولم يساعد على تحريره.. الذي يحرر ويحمي هو شعبنا وإرادتنا ومقاومتنا ووعينا وثقتنا واتكالنا على الله وسواعدنا وهذا الجمهور الشريف والمبارك والمضحي”.
وتناول السيد نصر الله في كلمته، اتفاقية 17 أيار/ مايو 1983 مع العدو الصهيوني، فلفت إلى أن الأغلبية الساحقة من النواب اللبنانيين من كل الطوائف والمناطق وافقوا على هذه الاتفاقية، ما عدا نائبين اثنين هما زاهر الخطيب، ونجاح واكيم.
وأشار إلى أن اتفاقية 17 أيار كانت مدعومة من فريق لبناني طويل عريض ينادي اليوم بالسيادة!، إلا أنه “كان هناك رفض واسع من الشعب اللبناني ومن العلماء المسلمين ومن علمائنا، وسوريا كان لها موقف حاسم وإيران كذلك، وحصلت أحداث أدت فيما بعد الى اسقاطها”. مؤكدًا أن المقاومة بكل فصائلها وقواها أسقطت اتفاقية 17 أيار.
وأضاف السيد نصر الله: “ماذا فعلت الدولة والسلطة لحماية لبنان في 17 أيار؟ ذهبوا إلى أسوأ خيار إلى التفاوض مع العدو، من موقع الضعف والاستسلام وفاوضوا ووقعوا اتفاقية مذلة للبنان تنتقص من سيادته وتنتقص من كرامته وحريته على أرضه”.
وأوضح أنّ “السلطة التي كانت تدير هذه الدولة في الثمانينات، وقّعت اتفاقية 17 أيار.
وشدّد على أنَّ جيل الشهيد القائد مصطفى بدر الدين هو الذي أوصلنا إلى التحرير في عام 2000، وما ينعم به لبنان من سيادة وبركة وحرية هو ببركة هؤلاء الشهداء وهذه المقاومة.
وقال السيد نصر الله: “الشهيد بدر الدين كان المسؤول العسكري في مواجهة نيسان 1996 وأدار الكثير من العمليات النوعية والاستشهادية وفي مقدمها العملية النوعية في أنصارية.. المقاومة ساهمت في كشف وتفكيك الكثير من شبكات التجسس الصهيونية بالتعاون مع الأجهزة الأمنية، والسيد مصطفى بدر الدين كان مساهمًا إلى جانب الدولة في تفكيك الشبكات الصهيونية”.
وأكَّد أنَّ الأجهزة الأمنية مصمّمة على المضي في تفكيك شبكات التجسس، وطالب كل القيادات بدعم هذا الاتجاه، كما طالب القضاء اللبناني بـ”حسم حقيقي لأنّ هناك قرارات صادمة للشعب اللبناني”.
ولفت إلى أنه في ظل تصاعد قدرات المقاومة بات العدو “الإسرائيلي” محتاجًا للكثير من العملاء وبدأ التجنيد بطريقة غير متقنة وغير احترافية.
وأشار إلى أن الشهيد بدر الدين كان يدير المعركة في سوريا في المرحلة الأولى من داخل لبنان، ولكن عند اشتداد المرحلة أصبح يدير المعركة من الميدان في داخل سوريا”.
وقال: “الأميركيون أنفسهم تفاجؤوا بدخول حزب الله في معركة القصير وأدت المعركة إلى تحولات استراتيجية في مسار الحرب… شبابنا واخواننا والجيش السوري ساهموا في تغيير الخط البياني للمعركة وبدأ التحول، ومعركة القصير هي التي أسّست لتحرير المناطق الحدودية..
وتابع السيد نصر الله: “في كل المعركة كان الشهيد بدر الدين قائدًا مركزيًا، وفي معركة السيارات المفخخة والذهاب إلى عقر دار الجماعات التي ترسل الانتحاريين كان السيد مصطفى بدر الدين القائد ورأس الحربة”، مؤكدًا أنه “بعد أربعين سنة خياراتنا وخيارات فريقنا السياسي هي التي انتصرت”.
وأضاف “لمن يناقش بالانتماءات الوطنية نحن اكثر المعنيين بالحفاظ على البلد وهويته. والانقسام في لبنان ما زال موجودا وهو اليوم حاد وبالتالي هناك تحديات كبيرة ونحن ولدنا هنا وندفن هنا ولا يتوقعن أحد اننا سنضعف او نتخلى عن بلدنا الذي دفعنا من اجله كل هذا الدم الغالي، ونحن اليوم في لبنان أمام تحديات كبيرة وخطيرة جدا”.
وتابع: “مؤسسات الكهرباء تقول البلد إلى عتمة شاملة وطحين لا يوجد والدولار إلى ارتفاع فقد وصل إلى حدود 31 ألف ليرة وأدوية السرطان غير موجودة وممكن أن تصل تنكة المازوت الى المليون ليرة، والتحدي الداهم هو الأزمة الاقتصادية والمعيشية وأزمة الخبز والدواء والكهرباء وليس سلاح المقاومة”.
Views: 8