ترخي الأزمة الأوكرانية بظلالها المريرة،هذه الأيام على الحياة المعيشية في القارة الأوروبية، خاصة بعد أن بدأت آثار التداعيات
الاقتصادية السلبية لتلك الأزمة تتكشف وتظهر على الاقتصاد الأوروبي.
الأوروبيون وبعد أربعة أشهر من اندلاع الأزمة الأوكرانية ، يواجهون الآن ضرراً كبيراً على مستوى المعيشة، حيث أدت تلك الأزمة إلى ارتفاع أسعار الوقود والغذاء في مختلف الدول الأوروبية وهو ما يهدد بتقويض الانتعاش الاقتصادي هناك.
وقد أدى ارتفاع أسعار النفط الخام في الأسواق العالمية نتيجة الحرب في أوكرانيا وقرار الولايات المتحدة حظر واردات النفط
الروسي إلى أكبر قفزة في أسعار البنزين الذي بلغ سعره في التشيك 08ر2 دولار لليتر، فيما تجاوز سعر العقود الفورية للغاز في أوروبا مستوى 1500 دولار لكل ألف متر مكعب.
وزير الاقتصاد الألماني روبرت هابيك أقر هذا الأسبوع بأن بلاده تواجه نقصاً في مادة الغاز في ظل انخفاض في الإمدادات من روسيا بسبب صعوبات فنية على خط أنابيب الغاز السيل الشمالي، وهو أنبوب غاز من روسيا
إلى ألمانيا يمر عبر بحر البلطيق، وقال: إن الغاز أصبح سلعة نادرة في المانيا.
ودعا الوزير السكان والشركات لخفض استهلاكهم من الغاز.. كما أعلن عن بدء المرحلة الثانية من خطة الطوارئ الحكومية لمواجهة أزمة الطاقة.
صحيفة /بروتو تيما/اليونانية أكدت في هذا السياق أن أوروبا تعود إلى الفحم وتستعد لشتاء قاسٍ في ظل مخاوف من أن تقطع روسيا إمدادات الغاز الطبيعي عن الدول الأوروبية.
وأشارت إلى أن المشكلة الكبرى في الاقتصاد الأوروبي هي التضخم متوقعة أن تواجه أوروبا في الأشهر المقبلة أوقاتاً صعبة مع اشتداد الحرب الاقتصادية مع روسيا.
الصحيفة قالت أيضاً إن روسيا بإمكانها
أن تقاوم العقوبات الغربية خاصة أن موسكو انتقلت في الأيام الأخيرة إلى إجراءات انتقامية مثل خفض إمدادات الغاز الروسي إلى أوروبا بنسبة 40 بالمئة، مبينة أن أوروبا ستواجه سيناريوهات مروعة خلال طريقها إلى تحقيق الاستقلال عن روسيا في مجال الطاقة.
لاشك أن الأوروبيين بدؤوا يدفعون ثمن تلك الحرب التي أججتها واشنطن وعملت
على توريط الدول الأوروبية بها ،في حين
لم تؤثر كثيراً الإجراءات الاقتصادية الغربية على روسيا التي تشهد عملتها ارتفاعاً متزايداً أمام الدولار واليورو كما أن منتجات النفط والغاز الروسيين بدأت تتجه نحو الأسواق الآسيوية وخاصة نحو العملاقين الصين والهند
Views: 1