اريس – “رأي اليوم”:

طالبت مجموعة من أعضاء الكونغرس الأمريكي فرض عقوبات على مسؤولين جزائريين بسبب شراء أسلحة روسية، الامر الذي يتعارض مع خطة واشنطن تعزيز التعاون العسكري مع الجزائر.

وتقدم 27 عضوا في الكونغرس الأمريكي ينتمون الى الحزبين الجمهوري والديمقراطي أمس الخميس برسالة الى وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن يطالبون فيها بمعاقبة أعضاء من السلطات الجزائرية الذين يشرفون على شراء الأسلحة من روسيا، وتضمنت الرسالة الحديث عن صفقة بمبلغ سبعة مليارات دولار خلال الفترة الماضية، وركزت على اقتناء الجزائر الطائرة المقاتلة “سو 57″، وينتظر أن تكون الجزائر أول زبون لهذه الطائرة، ويرى المشروعون أن صفقات من هذا النوع تعود بالفائدة على روسيا.

واستند المشرعون في رسالتهم الى قانون مكافحة أعداء أمريكا المسمى “كاتسا” الذي تبناه الكونغرس عام 2017، ويعطي بموجبه وزارة الخارجية السلطة لفرض عقوبات على الأفراد الذين ينخرطون في معاملات تمس المصالح الأمريكية وبالخصوص في قطاع الأسلحة والأمن والاقتصاد، وتعد هذه المبادرة الثانية التي تستهدف شراء الجزائر للسلاح الروسية، وكانت المبادرة الأولى قد صدرت عن النائب الجمهوري مارك روبيو.

وتزامنت هذه المبادرة مع رغبة البنتاغون تعزيز التعاون العسكري مع الجزائر رغم صفقات الاسلحة الجزائرية الروسية، وشاركت القوات البحرية الأمريكية والجزائرية في مناورات بحرية في مياه الجزائر لتأمين الملاحة البحرية الاسبوع الماضي لعدة ايام، كما واستخدمت الولايات المتحدة في هذه التمارين العسكرية المدمرة متقدمة من  FARRAGUT DDG 9، وهي من فصيلة “أرلي بيرك” التي يعتمدها البنتاغون في ميناء قاعدة روتا بإقليم قادس الإسباني ضمن الذرع الواقي. وقبلها بأيام، استقبل رئيس هيئة الأركان الجزائرية الجنرال السعيد شنقريحة السفيرة الأمريكية المعتمدة لدى الجزائر إليزابيث مور أوبين، وبحث معها تطوير العلاقات العسكري بين البلدين.

وقد تكون إسرائيل وراء هذه المبادرة ضد الجزائر في الكونغرس الأمريكي، حيث انها لا ترغب في وجود قوة عسكرية جنوب البحر الأبيض المتوسط، وبالخصوص من دولة تعتبر مناهضة لها، وتوفر الدعم للفلسطينيين بينما تراجعت دول عربية أخرى عن دعمهم وقامت التطبيع مع إسرائيل، وتشهد تقارير دولية كيف تحولت الجزائر الى قوة عسكرية في المتوسط بفضل مشترياتها من الأسلحة الروسية المتقدمة.