ما إن عاد الرئيس الصيني شي جين بينغ من جولته الشرق أوسطية إلى بكين، وعقد خلالها ثلاث قمم في الرياض، حتى وصل وفد أمريكي رفيع المستوى لبحث الصعوبات والعراقيل التي تواجه العلاقات الأمريكية الصينية، هذا ما أعلن عن هدف الزيارة ولكن ما لم يعلن عنه هو انزعاج واشنطن الشديد من توسع النفوذ الصيني في مناطق مختلفة من العالم ومنها مناطق تعدّها خاصة بالنفوذ الأميركي تاريخياً ولاسيما منطقة الشرق الأوسط.
وفيما كانت زيارة الرئيس الصيني إلى السعودية ناجحة وأثمرت عن تعميق علاقات قوية مع دول المنطقة كانت زيارة جو بايدن قبل أشهر إلى الكيان الصهيوني ومنه إلى السعودية باهتة ولم يرافقها أي حماس ولم تحمل نتائج مهمة أيضاً باعتراف مختلف الصحف الأمريكية حتى هدف الزيارة وهو إقناع السعودية بزيادة إنتاجها من النفط لم يتحقق وبقيت أسعار النفط على حالها بعد استمرار الاتفاق الروسي السعودي ضمن منظمة «أوبك» بعدم زيادة الضخ وذهبت وعود بايدن للدول الأوروبية بخفض أسعار الطاقة أدراج الرياح.
وتحاول واشنطن بشتى الوسائل عرقلة تقدم الصين وتطويق علاقاتها مع دول العالم حيث تعدّها المنافس الأول لها في العالم لذلك تأتي زيارة الرئيس الصيني إلى السعودية واجتماعه برؤساء دول المنطقة لأول مرة ضربة للسياسة الأمريكية في عقر نفوذها فيما لم تجد محاولاتها باستفزاز الصين من خلال زيارات قام بها مسؤولون أمريكيون إلى تايوان وعملت بكين على ضبط النفس.
وأكثر ما يزعج واشنطن علاقة الصين مع روسيا حيث حاولت مراراً إضعاف هذه العلاقة واستغلت الحرب في أوكرانيا لإبعاد الصين عن روسيا لكنها فشلت وعلى عكس ما تمنته واشنطن توطدت العلاقات بين بكين وموسكو وكسرت الصين الحصار الذي فرضته الدول الأوروبية على الطاقة الروسية وأفشلت العقوبات الأمريكية فيما بقيت الدول الأوربية تعاني من نقص الطاقة ومن شتاء هو الأقسى بسبب الانجرار وراء السياسة الأمريكية التي تحارب روسيا بالأوروبيين وأموالهم من دون أن تخسر دولاراً واحداً.
وواضح أن واشنطن تخسر فيما بكين تربح على المستوى الدولي، وأن خطوة الرئيس الصيني نحو منطقة الشرق الأوسط وقبلها إلى القارة الأفريقية وبدء توجه معظم دول المنطقة شرقاً يزيد من مكانة الصين، وهذا ما يسبب القلق للإدارة الأمريكية التي بدأت تخسر السباق مع الصين وأنها في طريقها إلى خسارة زعامتها على العالم الذي يتجه الى عالم متعدد الأقطاب بدلاً من القطب الواحد الامريكي
Views: 9