تعدّ قضية ثقب الأوزون من القضايا البيئية الأكثر خطورة، كونها لديها آثار مدمّرة كبيرة على صحة الإنسان والبيئة. لقد نتج هذا الثقب عن سنوات من النشاط البشري، الذي أدى إلى زيادة مستويات الأشعة فوق البنفسجية الضارة من الشمس التي تصل إلى سطح الأرض. أدت آثار هذا الإشعاع إلى الإضرار بصحة الإنسان والبيئة.
آثار نضوب الأوزون
لدى البشر، يمكن أن يؤدي التعرض المفرط للأشعة فوق البنفسجية إلى تلف العين والجلد، فضلاً عن زيادة خطر الإصابة بأنواع معينة من السرطان. بالإضافة إلى ذلك، يمكن للأشعة فوق البنفسجية أن تلحق الضرر بالحياة النباتية والبحرية، مما يؤدي إلى تغييرات في النظم البيئية، وانخفاض في أعداد الأنواع، وحتى الانقراض المحلي.
يساهم ثقب الأوزون أيضًا في تغير المناخ العالمي، حيث يسمح ترقق طبقة الأوزون بوصول المزيد من الحرارة إلى الأرض. لذلك من المهم أن نتخذ خطوات لمعالجة هذه المسألة من أجل حماية كوكبنا وسكانه.
أمّا على صعيد النباتات، فتؤثّر الأشعّة فوق البنفسجيّة على العمليّات الفسيولوجيّة للنباتات، بالإضافة إلى تأثيرها على نموّها، حيث يُمكن أن يتأثّر نموّ النبات بشكلٍ مباشر بالأشعّة فوق البنفسجيّة على الرغم من وجود آليّات للحدّ من هذه الآثار أو إصلاحها، والقدرة على التكيّف مع زيادة مستويات الأشعة فوق البنفسجيّة، كما قد تحدث بعض التغييرات للنباتات.
طبقة الأوزون على الطريق الصحيح للتعافي
وفي هذا الصدد، أفاد تقرير أعده فريق خبراء مدعوم من الأمم المتحدة بأن طبقة الأوزون على الطريق الصحيح للتعافي في غضون أربعة عقود. وقد نشر كلّ من المنظمة العالمية للأرصاد الجوية وبرنامج الأمم المتحدة للبيئة بيانا مشتركا بهذه المناسبة. وبدراسة التقنيات الجديدة مثل الهندسة الأرضية لأول مرة، يحذر الفريق من الآثار غير المقصودة على طبقة الأوزون.
ويؤكد تقرير التقييم الذي يُنشر كل أربع سنوات، الصادر عن فريق التقييم العلمي المدعوم من الأمم المتحدة لبروتوكول مونتريال للمواد المستنفدة للأوزون، أن التخلص التدريجي من نحو 99 في المائة من المواد المستنفدة المحظورة قد نجح في حماية طبقة الأوزون، ممّا أدى إلى انتعاشها بشكل ملحوظ في طبقة الستراتوسفير العليا وانخفاض التعرض البشري للأشعة فوق البنفسجية الضارة المنبعثة من الشمس.
كيف تعافى؟
إنّ الإجراءات المتعلقة بالأوزون تشكّل سابقة في العمل المناخي، فبحسب الخبير البيئي البروفيسور ضومط كامل، انه بعد جائحة كورونا بدأ ثقب الأوزون بالتعافي وتقلّص حجمه ليبلغ 23 مليون ميكرومتر مربع وبدأت نسبة غاز الأوزون في الجو بالإرتفاع التي ترتبط بدورة الحياة البشرية، النباتية والحيوانية.
أما أهم الخطوات التي تمّ اتباعها بحسب كامل، فهي:
– إنخفاض نسبة كبيرة من الملوّثات منها إنبعاث الإشعاعات، المبيدات ومشتقّاتها وغيرها من الإنبعاثات التي تؤثّر على طبق الأوزون.
– تقليل إستخدام المواد الكيميائية التي تؤثر على طبقة الأوزون مثل الكربون، الفلور، الكلور، والمبيدات الحشرية.
– إستخدام المواد الصديقة للبيئة، سواء معطرات للجو أو أسمدة كيماوية.
تطور «رائع» وتوقعات مبشّرة!
اضاف كامل: في حال بقيت السياسات الحالية قائمة، فمن المتوقع أن تستعيد طبقة الأوزون عافيتها إلى ما كانت عليه عام 1980 (قبل ظهور ثقب الأوزون) بحلول عام 2066 تقريبا فوق المنطقة القطبية الجنوبية، وبحلول عام 2045 فوق المنطقة القطبية الشمالية، وبحلول عام 2040 لبقية العالم.
وكانت الاختلافات في حجم ثقب الأوزون في القارة القطبية الجنوبية، خاصة بين عامي 2019 و2021، مدفوعة إلى حد كبير بالظروف الجوية. ومع ذلك، فثقب الأوزون في القارة القطبية الجنوبية يتحسن ببطء من حيث المساحة والعمق منذ عام 2000.
هذا واقتُرح كامل حقن الهباء الجوي الستراتوسفيري (SAI) كطريقة محتملة للحد من الاحترار المناخي، عن طريق زيادة انعكاس ضوء الشمس. ومع ذلك، يحذر الفريق من أن العواقب غير المقصودة لحقن الهباء الجوي الستراتوسفيري (SAI) «يمكن أن تؤثر أيضا على درجات حرارة الستراتوسفير، والدورة الستراتوسفيرية وإنتاج الأوزون ومعدلات تدميره ونقله».
Views: 7