تشرين – زهور كمالي:
لم يكن الزلزال السبب الوحيد في مأساة العديد من العائلات الموجودة في مراكز الإيواء، بل جاء الزلزال ليضاعف مأساتها ويفقدها أهم مقومات الأمان والاستقرار، المتمثلة بالمنزل و العمل..
(تشرين) زارت بعض مراكز الإيواء واستمعت إلى المتضررين من الزلزال في محافظة حماة.
نسرين عطية الخضر من بلدة الصارمية بيّنت أن منزلها تعرض أثناء الزلزال للتصدع والتشقق بعد أن سقط سقف الغرفة وتم إخلاء المنزل بقرار من البلدية، وأنها جاءت مع زوجها و أطفالها إلى مركز الإيواء في مدينة سلحب، حيث تقدم لهم الاحتياجات الأساسية من الطعام والحليب للأطفال والأدوية.
وأضافت عطية: في مركز الإيواء نسكن أربع عائلات في غرفة واحدة نساءً ورجالاً وأطفالاً.. نحن كنساء نتعرض للإحراج في مواقف كثيرة، كما تحدثت عذاب المحمد عن حالة ابنتها المريضة بالصرع وما تعانيه من إحراج أمام من حولها، بينما أوضحت نجوى وهب التي جاءت إلى المركز مع ستة من أولادها الصغار أن زوجها توقف عمله بعد حدوث الزلزال و الذي يعمل في مجال البناء، وهي تبحث الآن عن عمل يسد جزءاً من مصاريف الأولاد، لأن المكوث في المركز قد يطول لأشهر أو سنة، وقالت اكتمال سلمان: تهدم منزلي وتوفي زوجي وأرغب في تعلم أي مهنة، لأن أطفالي بحاجة إلى مصاريف ومتطلبات أخرى… وأكد محمد إبراهيم من بلدة العشارنة أن كبار السن ومرضى الأمراض المزمنة لهم احتياجاتهم الخاصة من طعام وأدوية ولا يستطيعون الحصول عليها داخل المركز.
18 مركز إيواء ومطبخ ميداني يقدم وجبات يومية لـ 2200 شخص
خمسة مراكز في سلحب
من جهته أكد وسيم برهوم مدير مكتب مؤسسة العرين في سلحب والمشرف على مراكز الإيواء أن منطقة سلحب فيها خمسة مراكز إيواء موزعة في سلحب – العشارنة – نهر البارد – الصارمية – اللطمة، يتم تقديم وجبات طعام يومية من خلال المطبخ الميداني في سلحب بدعم من مؤسسة العرين والأمانة السورية للتنمية ويعمل فيه متطوعون من النساء والشباب حيث يقدم المطبخ الطعام لـ 2200 شخص يومياً، لافتاً إلى أن مؤسسة العرين تقدم كل الاحتياجات للمتضررين من حليب أطفال – ألبسة – مواد للتنظيف – أدوية – طبابة… و يوجد في مركز إيواء سلحب 56 أسرة بعدد 230 شخصاً موزعين في 14 غرفة، تم تجهيز حمامات وبعضها خاص للمعوقين، لافتاً إلى أن فرع الهلال الأحمر والأمانة السورية للتنمية شاركا في تقديم مساعدات طبية – أدوات مطبخ – حرامات .
كما أكد مدير مركز إيواء بلدة نهر البارد أديب فضة أن أكثر الموجودين في المركز من النساء والأطفال وفي الصباح تذهب النساء للعمل في الحقول بينما يقوم الرجال بالعناية بممتلكاتهم ومواشيهم وحراستها ليلاً خوفاً من السرقات، وبيّن زياد الناصر مدير مركز الإيواء في منطقة السقيلبية أن المركز تلقى مساعدات من جهات عدة ومنظمات ومن الجمعية الخيرية في النبك، كما تلقى المركز مساعدات من الأهالي في مدينة السقيلبية.
استهداف متدربين من خلال دورات التدريب المهني وصقل المهارات
تدريب مهني
و في تصريح لـ(تشرين) قال مدير مكتب برنامج الأمم المتحدة الإنمائي “UNDP” في حماة غسان العبد الله: بدأ فريق من قبل كادر مشروع تمكين الشباب بزيارة إلى مراكز الإيواء في المحافظة للتعريف بنشاطات المشروع واستقبال الطلبات لدراستها وتحديد التدخل الملائم حسب الميول المهنية لكل متقدم، ومن المتوقع في البداية استهداف 40 مستفيداً من خلال دورات التدريب المهني وصقل المهارات، كما إنه سيتم استهداف 30 مستفيداً في تدريبات الريادة بالإضافة إلى توزيع حقائب مهنية لأصحاب المهن المتضررة من الزلزال، وأشار العبد الله إلى أن مشروع تمكين الشباب يعمل على بناء القدرات العملية العلمية والمهارات الوظيفية المطلوبة في سوق العمل.
وأكد مدير الشؤون الفنية في محافظة حماة عبد الله هدلة أنه تم الكشف على 71938 منزلاً متضرراً حتى 23 آذار الماضي منها 5304 آيلة للسقوط و 35589 يحتاج إلى تدعيم كما بلغ عدد الأبنية الآمنة 3145 منزلاً سكانها موجودون فيها، وقد شكلت محافظة حماة 67 لجنة للكشف على الأبنية و 6 لجان للسلامة الإنشائية تقوم بالكشف على المنازل الآيلة للسقوط حيث تركزت أغلب هذه الأضرار في حماة والغاب.
472 عائلة
و أشار مدير التخطيط والتعاون الدولي ومنسق غرفة العمليات للاستجابة الطارئة للمتضررين من الزلزال في الأمانة العامة لمحافظة حماة محمد أبو جدعان إلى افتتاح 15 مركزاً للإيواء في حماة وريفها و3 مراكز للاحتياط فيما إذا حدث أي طارئ، وبلغ عدد الأسر في المراكز 472 عائلة بعدد 1929 شخصاً وحوالي 160 عائلة تم استئجار منازل لهم من قبل جمعية الأمل في حماة، وبلغ إجمالي المتضررين 5323 عائلة منازلهم آيلة للسقوط منهم 4711 عائلة تسكن عند أقاربها، وقال: رسمنا خطة لتوزيع المساعدات وكانت الأولوية لمن كانت منازلهم آيلة للسقوط والتي تم إخلاؤها بشكل كامل حيث وزعت لهم سلل غذائية قيّمة، كما وزعت ألفا سلة في الغاب وقرية العزيزية، و بلغ مجموع السلل الغذائية الموزعة 7200 سلة للمتضررين في المحافظة، وفي شهر رمضان توزع سلل غذائية بشكل يومي على مراكز الإيواء.
تضرر 442 مدرسة
ولفت أبو جدعان إلى أن محافظ حماة وجه المنظمات والجمعيات الخيرية للعمل على تأمين السكن البديل للمتضررين وبمشاركة من مؤسسة العرين، لافتاً الى طرح حلول منها فتح مراكز إيواء مركزية أو بناء غرف مسبقة الصنع لأن المدارس ليست حلاً، ولاسيما أنه تضررت 442 مدرسة، كما أن الخيمة ليست مجدية، وأضاف، وضعنا الوزارة في صورة الواقع لوضع حلٍّ جذري للمشكلة، ونعمل حالياً على تشجيع المشاريع الصغيرة وذلك بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي لتحويل المتضررين الى منتجين وفاعلين للعودة إلى حياتهم الطبيعية
Views: 16