مع تصاعد التوتر بين الصين وبعض الدول المطلة على بحر الصين الجنوبي وزادت حدة التسليح في المنطقة بشكل سريع ورفعت كثير من الدول هناك ميزانيتها العسكرية بشكل لما يحدث في تاريخها.
وحصلت تايوان واليابان وأستراليا على شحنات ضخمة من الأسلحة المتطورة الأميركية ورفعت هذه الدول ميزانية الدفاع لديها بشكل كبير لأول مرة في تاريخها.
وأبرز هذه الشحنات صواريخ بعيدة المدى لليابان وغواصات نووية في طريقها لأستراليا فضلا عن منظومات دفاع جوي لتايوان وقطع غيار طائرات أميركية.
وقال خبراء تحدثوا لموقع “سكاي نيوز عربية” إن التسليح السريع الذي تشهده الدول المطلة على بحر الصيني الجنوبي يثير المخاوف من التصعيد أكثر من ذلك لتصل الأمور لتسليح نووي.
وكانت صحيفة تايبيه التايوانية قد كشفت مؤخرا محادثات سرية بين قائد التنقل في القوات الجوية الأميركية الجنرال مايكل مينهان إلى رؤساءه يقول فيها إن التطور العسكري الصيني المذهل في الفترة الأخيرة يؤكد أنه لن يوجد ردع لبكين عن غزو تايوان إلا بالسلاح النووي.
وجاء في مجمل المحادثات
سنقاتل الصين في تايوان عام 2025.
الرئيس الصيني حصل على فترته الثالثة وهذا سيثبت ركائز حكمه.
ما رأيناه على مدار العشرين عامًا هو تطور عسكري مذهل للصين.
الصين يمكن أن تقرر الشروع في عمل عسكري في أي وقت وهذا هو التقييم الأمثل.
خلال الأربع سنوات القادمة سيكون ميزان القوة النسبي في آسيا في صالح الصين.
سيكون هناك ضغط كبير على الحكومة الصنيية للنظر في حرب مبكرة لغزو تايوان.
الجيش الصيني لديه 2000 إلى 4000 صاروخ باليستي وصواريخ كروز.
الجيش الصيني جمع قوات بحرية من سفن وآلاف الصنادل النهرية الكبيرة وآلاف سفن الصيد.
القوة البحرية الصينية قادرة على دعم موجات غزو متعددة من 100000 جندي بالإضافة إلى دروعهم وقواتهم الداعمة.
الجيش الصيني قادر على الاستيلاء على المطارات الكبيرة والقواعد الجوية في تايوان.
الصين حولت كوريا الشمالية إلى دولة صاروخية نووية قادرة على تحويل الانتباه العسكري الأميركي عن طريق أحداث الإرهاب النووي.
الحل هو الردع النووي من تايوان.
حرب نووية
وقال الخبير في الشؤون الصينية مازن حسن لموقع “سكاي نيوز عربية” إن فكرة الصراع النووي غير واردة بشكل كبير إذا دخلت الصين تايوان حتى وأن أعطت أميركا وعدا قاطع أنها ستدافع عن الجزيرة حال اجتياحها.
وأضاف حسن أن أميركا لن تستطيع تزويد تايوان برؤوس نووية أو حتى مساعدتها في إنشاء قنبلة نووية محلية الصنع فهذا سيعتبر إعلان حرب من أميركا على الصين.
وأوضح أن درجة التسليح الأميركية لتايوان قد تكون عالية المستوى لكن في الوقت نفسه واشنطن لن ترغب في الدخول الآن في مواجهة مباشرة مع الصين خاصة وأن هدف أميركا الأول هو التفوق الاقتصادي عن طريق إرباك الخصوم بأيدي الحلفاء.
وضرب حسن المثل بما فعلته أميركا في روسيا فهي لم تطلق طلقة واحدة في هذه الحرب، لكنها صدرت لموسكو أزمة أوكرانيا والناتو وجعلت من كييف وحش ضخم يقف على حدود روسيا وزودته بأسلحة خارقة صعبت مهمة الجيش الروسي.
وأكد أن هذه الطريقة اعتمدتها أميركا حتى مع الصين عن طريق إنشاء وحش أخر على حدودها وتزويده بالقوة المطلوبة للعمل على استنزاف مؤقت تستطيع من خلاله تحقيق مكاسب اقتصادية.
لذلك فأنه من المستحيل أن تورط أميركا نفسها بتزويد تايوان بسلاح نووي يفاقم الوضع ويضع أميركا في وجهة الأزمة ويخلق مواجهة لن يتحملها العالم الأن بحسب مازن.
بدوره قال الخبير في الشؤون الدولية جاسر مطر لموقع “سكاي نيوز عربية” إن درجة التسليح حول منطقة بحر الصيني الجنوبي تثير المخاوف خاصة وأن اليابان وأستراليا والفلبين وتايوان رفعا درجة التسليح بشكل كبير لمواجهة تنامي النفوذ الصيني.
وأضاف مطر أن السلاح النووي الذي تملكه الصين دون باقي دول المنطقة يعطي بالتأكيد الأفضلية لها ويجعلها القوة الأكبر في المنطقة، وهذا سيجعل الدول التي تشهد علاقاتها توتر مع بكين للسعي للحصول على قدرات نووية كما فعلت أستراليا.
لكن مطر استبعد فكرة إقدام واشنطن على تزويد حلفائها بسلاح نووي أو حتى تشجعيهم على إنتاج مثل هذا النوع من الأسلحة خاصة وأن أميركا تريد مواجهة صغيرة تربك التنين الصيني ولا ترغب أن تكون هي طرفا أساسيا في هذه المواجهة
Views: 11